الدكتورة منال حسنة تكتب: الإرادة بلا ذراعين
الايجابية والسلبية ليستا قرار مجتمعي، ولكنهما قرار ذاتي بالدرجة الاولى لطمأنة النفس، واستمداد القوة للاستمرار. فالشباب المحبط في عصرنا هذا تفوق نسبته أكثر من النصف، يبدد وقته وجهده خلف شاشات الجوال على مواقع التواصل الاجتماعي لمراقبة الآخرين، ويتحسر على نفسه دون أن يقوم بأي مجهود يُذكر لتحسين من نمط حياته، ويظن أن ما هو فيه بسبب المجتمع.
ولكن ماذا يعرف الشباب عن (هيرمسي روغاندا) ، هو رجل من تنزانيا يبلغ أربعين عاماً عاند إلى الحياة بطريقة يعجز عنها كثيرون عاش حياته بلا ذراعين.. هل يمكننا تخيل ما معنى الحياة بلا ذراعين ؟!!
الدكتورة منال حسنة تكتب: الإرادة بلا ذراعين
تفاصيل صغيرة لا ننتبه لها، ونعتبرها بديهية، أما هو لا يستطيع القيام بها، وأبسطها أنه لا يستطيع مسح دموعه المذروفة بسبب قسوة الحياة، ويحتاج إلى وقت طويل لكي يرد على هاتفه الجوال .
كان يخجل من نظرة المجتمع له فقرر أن يعاند الحياة ليدخل إلى المدرسة، ويتعلم الكتابة، والقراءة. ونشدد على الكتابة هنا التي كان يستعين بفمه وبأصابع رجله ليكتب كي لا يصنف من الأميين، وليكون لديه فرص أكبر في الحياة، ولكن لم تنصفه الحياة فتركته زوجته وابنه بسبب وضعه. لكنه عاد وتمكن من الوقوف على رجليه، وقرر تسلق أعلى جبل في أفريقيا دون معدات، وتجهيزات وأيادٍ ليشعر انه حقق إنجاز في حياته وبالفعل حقق هذا الانجاز.
ولكي يضمن أن يبقى على قيد الحياة فلابد أن يعمل لكسب قوت عيشه في حراثة الارض، والزراعة مستخدماً عنقه، وكتفه باستخدام المحراث.
هذه نبذة مختصرة عن المعاناة التي يعيش فيها هيرمسي . فلو أجرينا المقارنة بين ارادة هيرمسي، والشباب الخمول المحبط الذي يمضي ساعات على الألعاب الإلكترونية نجد أن الإنسان يصنف بدرجة إرادته وإيمانه بنفسه، فلو توفرت إمكانيات لـ هيرمسي ممكن أن يكون اليوم مكان (ايلون ماسك).
هيرمسي لم يعتنق الأفكار نفسها التي اعتاد عليها المجتمع المحيط، فإذا كان الشخص يرغب في نتيجة مفيدة عليه أن يكون حريصاً في طريقة تفكيره التي لابد وأن تتسم بالإيجابية المستدامة. وأعتقد ان ارادة هذا الشاب تُدرَّس لأنه عوض إعاقته التي كان من الممكن أن تؤدي إلى خسائر نفسية فادحة، حولها إلى معركة يومية ليبقى على قيد الحياة.
لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا
اقرأ أيضًا
وزير التعليم: تطوير محتوى ذوي الإعاقة البصرية بمدارس المكفوفين