خطبة الجمعة القادمة 2023، هو ما يشغل محركات البحث خلال الآونة الأخيرة بعد إعلان وزارة الأوقاف عنها، ونسردها لكم من خلال موقعنا فى السطور التالية حيث نهتم بنشر كل ما يهم متابعينا فى كافة المجالات.
خطبة الجمعة القادمة 2023
حددت وزارة الأوقاف عنوان «الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها» ليكون موضوع خطبة الجمعة القادمة الموافق 10 نوفمبر الجاري، نعرضها لكم للشيخ خالد القط فى السطور التالية.
خطبة الجمعة القادمة 2023
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا [النساء:58.
أما بعد، أيها المسلمون، فمما لا شك فيه إن أعز وأكرم ما خلق الله سبحانه وتعالى في هذه الحياة، هو الإنسان قال تعالى: ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)) سورة الإسراء (70)، ولمكانة وقدر الإنسان، أعلى الله من شأنه، بل ومن شأن الأبعاد والقيم الإنسانية التي تجعل الإنسان يشعر بقيمته وكرامته كإنسان وليس أدل على ذلك من أن لفظ الإنسان قد ورد في القرآن الكريم ما يزيد عن خمسين مرة، وهنا تجد الفرق بين الإنسان وسائر المخلوقات الأخرى حيث إن للجانب الإنساني أثراً كبيراً في تكوين الإنسان.
الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها
أيها المسلمون، إن المتأمل في كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم يجد نصوصاً عديدة تشير إلى الأبعاد والقيم الإنسانية مثل قوله تعالى ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا [النساء:58.
ويقول العلماء عن تلك الآية: إنها من أمهات الأحكام، تضمنت جميع الدين والشرع، والآية عامة في الجميع، ولكن لو نظرنا إلى سبب نزول الآية، لوجدنا أنها تظهر وجهًا مشرقًا لإنسانية الإسلام، ممثَّلة في النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأتباعه من بعده، فهذا مفتاح الكعبة في يد كافر قبل الإسلام، وحامل المفتاح هو عثمان بن أبى طلحة، وابن عمه شيبة، وقد منعا النبي من دخول الكعبة، وهو بمكة قبل الهجرة إلى المدينة، وحينما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة فاتحًا منتصرًا، إذا بعمه العباس بن عبد المطلب يطلب منه مفتاح الكعبة لتضاف له السِّدانة إلى السقاية.
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بدلاً من أن يلبي طلب عمه، إذا به ينادي على من منعوه من دخول الكعبة من قبل، ودعا عثمان وشيبة فقال: ((خُذاها خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم))؛ أيُّ طرازٍ من القيم والأبعاد الإنسانية هذه التي يُعَلِّمُها محمد صلى الله عليه وسلم لأتباعه خاصةً، وللناس عامة؟! بل أي رقى وتقدير للإنسانية في هذا الموقف الرائع الذي ما ينبغي أن يمر علينا مرور الكرام.
ومن الآيات القرآنية أيضاً تجد قوله جل وعلا ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) سورة الحجرات (13) وقال أيضاً ((وَٱلۡعَصۡرِ (1) إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ (2) إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ (3) سورة العصر.
اقرﺃ ايضا: مواعيد عمل فروع وي .. اعرف أقرب فرع ليك
