كتبت: صفا بكري
الإعاقة الحقيقية هي في عدم قدرتنا على التعايش وقبول الآخر ورفضنا لمواجهة تحديات الحياة، هكذا بدأت دارين بربر حديثها لـ نُساعد
دارين بربر، هي بطلة ولاعبة لبنانية، أصيبت وهي بعمر 15 عاما بمرض سرطان العظام ومنذ إصابتها، أصبحت حياتها عبارة عن الذهاب للمستشفى والحديث مع الأطباء والتحدث عن المرض فقط، بدلا من الكلام مع صديقاتها عن الموضة والموسيقي، أصبحت حياتها سوداء كما تقول، ومكتوفة الأيدي، حياة متعبة مملة، ظلام دامس أمام أعينها
ومع تضاعف المرض، اضطر الأطباء أن يتم بتر قدميها، وتم تركيب ساق صناعية، لتحقق أرقام قياسية بعد ذلك.
حصلت “بربر” علي شهادة جينيس للأرقام القياسية لتحقيقها أطول فترة للجلوس في وضعية القرفصاء لأطول فترة في وضعية القرفصاء على حائط (فئة السيدات) – تصنيفات البتر الأحادي فوق الركبة. واستطاعت بربر تجاوز الحد الأدنى محققة 2 دقيقة 8.24 ثانية في بدبي، في دولة الإمارات، بالإضافة لحصولها علي العديد من الميداليات العالمية والقارية.
View this post on Instagram
لم تكن دارين تهتم بالرياضة، ولكن بعد أن أنجبت أطفال شعرت بأن وزنها قد زاد، فقررت أن تتجه إلى الرياضة، وفقدت الكثير من الوزن، ثم بعد ذلك أصبحت مدربة شخصية، وبدأت تشعر بالسعادة لأنها تغير حياة الناس علي أرض الواقع، كما غيرت حياتها.
وبعد خسارة وزنها، قررت تحقق حلم آخر تريد تحقيقه بعد اشتراكها في مسابقة لخسارة الوزن في لندن، وكان الحلم هو “الركض”، فاشتركت في سباق الترياتلون دبي للسيدات، والذي يجمع بين السباحة والركض وركوب الدراجة الهوائية، لتصبح أول امرأة عربية بساق اصطناعية تشارك في هذا السباق، ثم ذهبت حينها لأوروبا لتركب طرف مخصص للركض، فلم يكن الأمر سهلا، ولكنها أرادت تحدي نفسها لإكمال المشوار.
دارين بربر.. أول امرأة عربية بساق صناعية تدخل موسوعة «جينيس»
فكانت سعادتها لاتوصف، بعد الانتهاء من السباق، فهي لم تستلم لإعاقاتها، فقد تحدت نفسها وتخطت الظروف، وقالت فقد فقدت ساقي، ولكن لدي ساق أخري، وذراعين، ولدي عقل يفكر، وقلب، وإرادة، ولولا كل هذا مع الأمل ما كنت أنا، وكنت استسلمت للحزن.
وأنهت دارين حديثها وقالت، إن الإعاقة الحقيقية هي في عدم قدرتنا على التعايش وقبول الآخر ورفضنا لمواجهة تحديات الحياة.
الإعاقة ليست إعاقة جسد، بل إعاقة فكرية ونفسية، فهناك الكثير من الأسوياء لم يكن لديهم قدرة علي تحقيق ذاتهم، وهناك من فقدوا جزء من أجسادهم قدروا أن يتخطوا الصعاب وتحدوا كل الظروف التي واجهتهم.