يسبب إعاقة طويلة الأمد .. تأثيرات خطيرة على سلامة الغذاء بسبب التغير المناخى
إعاقة طويلة الأمد .. تغير المناخ يزيد من احتمال تعرض الإنسان للأخطار المنقولة بواسطة الأغذية ،وأكدت الدكتورة سحر خيرى أستاذ طب الأطفال واستشارى التغذية العلاجية بالمعهد القومى للتغذية أن التغير المناخى سواء عن طريق البر أو البحر، له أثرا مباشرا على الأخطار البيولوجية ومسببات الأمراض والطفيليات والكيميائية بما فيها المعادن الثقيلة والمبيدات والسموم الفطرية والتوكسينات البيولوجية الطحلبية حيث تتغير معدلات حدوثها أو توزيعها أو ضررها.
وأكدت خيرى أن العالم يتعرض لظاهرة التغير المناخى نتيجة انبعاث بعض الغازات التي تحبس الحرارة أكثر من غيرها، لأنها تسمح للحرارة بالوصول إلى الأرض، وتسمى غازات الاحتباس الحرارى وأكثر الغازات شيوعًا هي ثانى أكسيد الكربون، والميثان، والأوزون، وبخار الماء، وأكاسيد النيتروز وتتسبب في ارتفاع درجات حرارة المحيطات والرطوبة، الأمر الذي ينتج عنه تغيرًا في قوة الأعاصير، وكذلك أنماط تساقط الأمطار والفيضانات، والجفاف، وتواتر الظواهر الجوية المتطرفة التي تؤثر على الممارسات الزراعية وإنتاج المحاصيل والجودة الغذائية لها، ولكل ذلك يجب البحث عن حلول غير تقليدية للتقليل من العوامل المؤثرة على التغير المناخى، للحد من أضراره على صحة الإنسان.
التغيرات المناخية تسبب إعاقة طويلة الأمد نتيجة تلوث الغذاء
وأشارت استشارى التغذية العلاجية بالمعهد القومى للتغذية إلى أن الأغذية الأساسية مثل الذرة أو الحبوب يمكن أن تحتوى على مستويات مرتفعة من السموم الفطرية، مثل “الأفلاتوكسين والأوكراتوكسين” الناتجة عن تعفّن الحبوب، وقد يكون للتعرض طويل الأمد لهذه المواد تأثيرٌ في الجهاز المناعى والنمو الطبيعى، وقد يسبب الإصابة بالسرطان، أما المعادن الثقيلة مثل الرصاص والكادميوم والزئبق، فتضر الأعصاب والكلى، وتتلوث الأغذية بالمعادن الثقيلة أساسًا عن طريق تلوث الهواء والماء والتربة.
كما تكون الأمراض المنقولة بالأغذية عادة معدية أو سامة بطبيعتها، وتسبب جراثيم أو فيروسات أو طفيليات أو مواد كيميائية تدخل الجسم عن طريق الأغذية أو المياه الملوثة، ويمكن أن تسبب الممرضات المنقولة بالأغذية الإصابة بإسهال أو عدوى موهنة، ويحتمل أن يسبب التلوث الكيميائى تسممًا حادًا، أو أمراضًا طويلة الأمد مثل السرطان، وقد تسبب الأمراض المنقولة بالأغذية الإعاقة طويلة الأمد والوفاة، ومن بين الأمثلة على الأغذية غير المأمونة الأغذية حيوانية المصدر غير المطهية جيدا، والفواكه والخضراوات الملوثة بمياه الصرف الصحى، والمحاريات النيئة المحتوية على سموم بحرية.
وأضافت استشارى التغذية العلاجية بالمعهد القومى للتغذية: أن الإفراط في مضادات الميكروبات، مثل المضادات الحيوية لعلاج حالات العدوى التي تسبّبها الجراثيم، يؤدى إلى ظهور جراثيم مقاومة ويتم انتشارها، مما يجعل علاج الأمراض المُعدية غير فعال لدى الحيوان والإنسان، وتدخل الجراثيم المقاومة في السلسلة الغذائية عن طريق الحيوانات، ومنها دخول السالمونيلا عن طريق الدجاج، وتُعد مقاومة مضادات الميكروبات من التهديدات الرئيسية المحدقة بالطب الحديث، مؤكدة أن أكثر المواد المثيرة للقلق بالنسبة للصحة السموم طبيعية المنشأ، والملوّثات البيئية، وتلك التي تنتجها الفطريات السامة.
حدوث إعاقة طويلة الأمد نتيجة تلوث الغذاء بسبب تغير المناخ
وأكدت خيرى أن الغذاء قد يصبح غير مأمون في أي مرحلة من مراحل سلسلة الإمدادات، فقد تدخل الملوثات إلى السلع الغذائية من التربة أو المياه أو الهواء أو المعدات المستخدمة أثناء الإنتاج والتجهيز، وقد يؤدى تخزين الغذاء بشكل غير صحيح ومناولته بطريقة تتنافى وشروط النظافة الصحية ونقله في درجة حرارة غير مناسبة، إلى جعل تناوله غير مأمون، كما يستطيع المستهلك أيضًا أن يجعل الغذاء غير مأمون حين لا يطهوه بشكل تام على سبيل المثال.
ووفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الفاو، فمن شأن ارتفاع درجات الحرارة الحد من سلامة الأغذية من خلال زيادة الأمراض المنقولة عبر الأغذية والمياه، ونقل الآفات النباتية إلى مناطق جديدة ما قد يؤدى إلى الفرط في استخدام مبيدات الآفات، وتشجيع امتصاص المعادن الثقيلة السامة في المحاصيل الأساسية، وتوسيع النطاق والضرر بسلامة الأغذية البحرية، ونشر الإصابات الفطرية في النباتات.
لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا
اقرأ أيضًا
لذوي الهمم .. منح جامعية من بنك أبوظبى التجارى بجامعة زويل وعين شمس
تنسيق الجامعات 2022.. المرحلة الثانية غدا وقائمة الأماكن الشاغرة للطلاب بالكليات