كتبت: صفا بكري
متلازمة أسبرجر هي أحد الاضطرابات النمائية الشاملة، وقد تصنف من ضمن اضطرابات طيف التوحد، فقد يتأخر اكتشافها أحيانًا حتى البلوغ، ولكنها تبدأ في مراحل مبكرة من العمر بين فترة الرضاعة والطفولة المبكرة.
حيث أن بعض الأطفال يعانون من الارتباك عند تكوين صداقات جديدة، أو عند مقابلة مجموعة كبيرة من الأشخاص، أو يقتصر حديثهم مع الأشخاص المألوفين الذين يشعر بارتياح لهم، في هذه الحالة قد يكون الطفل يعاني من متلازمة أسبرجر.
ويوضح موقع نُساعد في السطور التالية ماهي متلازمة أسبرجر.
يجد المصاب بهذه المتلازمة صعوبة في الأداء على المستوى الاجتماعي وفي التكيف مع الحالات الشعورية المختلفة، ويتميز بسلوكيات غير شائعة أو استخدام لغة غير مفهومة في الحديث.
ويوصف المصاب بأسبرجر بأنه نشيط لكنه غريب، أو لطيف لكنه انطوائي، أو ذكي ودقيق الملاحظة لكنه مهووس، أو لا يستطيع التعبير عن ذاته.
وتسبب متلازمة أسبرجر “القلق وصعوبة التواصل الاجتماعي” رغم تميز المصابين بها بالذكاء الشديد ودقة الملاحظة، فيكون الشخص جذابًا، وهادئًا، وغامضًا، في نفس الوقت.
إذا لاحظت على ابنك هذه الأعراض.. فهو مصاب بمتلازمة «أسبرجر»
إما عن أعراض هذه المتلازمة.
قد تختلف أعراض متلازمة أسبرجر وقد لا تظهر جميعها أو معظمها لدى الفرد، ولكن الأعراض الأكثر انتشارًا هي:
1- صعوبة تكوين الصداقات.
يجد المصابون بمتلازمة أسبرجر صعوبات جمة في تكوين الصداقات، قد لا يستطيعون المصابون التواصل مع أقرانهم بسبب افتقادهم للمهارات الاجتماعية اللازمة للتعامل مع الآخرين.
وعلى الرغم من أن الشخص المصاب يتمنى أن يتواصل مع الآخرين والاندماج في المجموعة إلا أنه لايستطيع ذلك.
2. الصمت الانتقائي.
يتحدث المصابين بمتلازمة أسبرجر مع من يرتاحون لهم، وقد يتجنبون الحديث مع الغرباء مطلقًا، أو يكتفون بالابتسامة أو يلهون أنفسهم بعمل أشياء أخرى.
ويحدث الصمت الانتقائي في الأماكن العامة، وفي المجموعات الجديدة أو عند دخول أفراد جديدة إلى المجموعة التي يجلس فيها الشخص المصاب.
3- القلق الاجتماعي.
ويجد المصابون بهذه المتلازمة صعوبة في تفسير تعابير الوجوه أو فهم المشاعر والعواطف وردود الأفعال.
مما يسبب لهم قلق اجتماعي، فيسبب لهم الصعوبة في اختيار الكلام الصحيح أو ردود الفعل الصحيحة، فيختار الشخص المصاب بالإنطواء.
4- صعوبة الاتصال البصري أو الاحتياج الشديد له.
هنا يقع المصاب بالمتلازمة في نقيض، فقد يجد صعوبة شديدة في الاتصال البصري أو الحفاظ عليه، بالإضافة لشعوره بالانزعاج وقلق في حال لم يتمكن المتحدث إليه من إجراء الاتصال البصري.
5- البحث عن الأنماط والتشابه.
يتميز المصابون بالمتلازمة القدرة على فهم الأنماط، حيث يقومون بترتيب أغراضهم في خطوط مستقيمة أو بحسب الألوان أو أي نمط اخر يرتاحون له بصريًا ونفسيًا.
فتحاول عقولهم دائمًا إيجاد نمط أو حالة من التشابه في محاولة للبحث عن الراحة.
ويعد ذلك تحديًا وموهبة في الوقت ذاته، فنجد أن المصاب بأسبرجر يتميز في الرياضيات والفيزياء والقدرة على التحليل ورصد الظواهر والسمات المشتركة.
6- التركيز الشديد على اهتمامات محددة.
ويكون لدى المصابين بمتلازمة أسبرجر اهتمامات محددة وواضحة وتتركز في نشاطات فردية كالرسم أو النحت أو الكتابة أوالتكنولوجيا.
فتكون مصدر راحة كبير لهم إذا لاقت نجاحًا، إلا أنها تسبب الفجيعة والكرب إن فشلت أو إن أجبروا على تركها.
7. الالتزام بالروتين
قد يضع المصاب بأسبرجر لنفسه روتينًا معينًا يجد فيه نظامًا للدعم ومصدرًا للراحة، فاتباع جدول صعب نوعًا ما قد يعالج مشكلة القلق والإرتباك التي يعاني منها المصاب.
وإذا حصل أي تغيير في الروتين، فقد يشعر المصاب بضغط وقلق شديد ويشعر بالفزع حال تعرضه لموقف جديد.
وهناك بعض التمارين لتخفيف حدة الأعراض، هي:
1- تمرين المرآة.
التدرب على المهارات الاجتماعية، من أجل تحسين التفاعل مع الآخرين.
يقف المصاب أمام المرآة ويعد المحادثات التي لم يستطيع المشاركة بها، يقل ما كان محتاج قوله.
و يشعره هذا التمرين بالراحة في الحديث للمرات القادمة ويحسن من استعداده للمواقف الاجتماعية القادمة.
2- تمارين التنفس والاسترخاء
يغمض المصاب عينيه، ويأخذ نفسآ عميقًا، وذلك قبل الذهاب إلى أي لقاء اجتماعي، يقوم بهذا التمرين لمدة خمس دقائق كي يستعد للقاء الآخرين بحال أفضل.
3- التمارين الحسية الحركية.
يقوم المصاب بتركيب المجسمات باستخدام المكعبات أو القيام بالرسم أوتلوين المانديلا أو بحل بعض المسائل الرياضية والمعادلات. تجد نفسك بدأت بالاسترخاء والشعور بالراحة.
فهذا التمرين قائم على العلاج السلوكي الإدراكي ويتميز بالاسترخاء والتكيف مع حالات القلق والفزع.
4. العلاج الجسدي والرياضي.
تؤدي الرياضة والجهد البدني إلى إفراز هرمونات الاسترخاء والسعادة وتقلل من الشعور بالقلق والإنهاك النفسي.
5. البحث عن دعم ومصدر للطاقة الإيجابية.
من الممكن أن يكون هناك شخص من الأصدقاء أو العائلة يمد المصاب ببعض الكلام الإيجابي.
علاج متلازمة أسبرجر
يصف الطبيب للمصاب بعض الأدوية مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، ومضادات الذهان أو العلاج النفسي من خلال مركز متخصص.
لكن فالعلاج قد يساعد في تقليل الأعراض بنسبة كبيرة ومساعدة المصاب على الاستمرار في حياته بصعوبات أقل وبشكل طبيعي قدر الإمكان، ولكن لايمكن الشفاء التام منه.
