كتبت: صفا بكري
بين ليلة وضحاها، استيقظنا جميعا علي لعبة الصبارة الراقصة، ولا أحد يعرف متي تم استيرادها، ومن الذي استوردها، ومن قام بتسويقها بهذه السرعة الجنونية، وتفاعل معها الكبير قبل الصغير، كلعبة للتسلية.
الصبارة الراقصة هي لعبة مجسمة مزودة بأغاني، وبها مسجل تسجل لمن يتكلم معاها وتقوم بترديد كلامه، وتصدرت محركات البحث أماكن بيعها وأسعارها
واختلفت أسعارها من صفحة لأخرى، ومن مكان لآخر وتراوحت أسعارها من 300 لـ 400 جنيه، بينما بلغ سعرها على المواقع العالمية حوالي 100 دولار أي ما يُعادل 1500 جنيه مصري ويختلف السعر حسب الجودة وبلد المنشأ وقدرتها على التحدث بالعربية أو الإنجليزية.
الكل شعر بالفرحة من هذه اللعبة وانها مسلية، ولكن لم يتطرق أحد إلى أضرارها علي الأطفال.
أضرار الصبارة الراقصة على الأطفال
قالت أسماء علام اخصائية تخاطب، إن الصبارة الراقصة تصيب الأطفال بالتوحد، كما انها شددت علي أولياء الامور بأن الأولاد تقوم بتقليدهم فيجب التنويه عليهم، متابعة بأنه من المفترض بنتعامل مع فئة ناضجة لديهم الوعي الكافي والإدراك لما يفعلونه وما يقومون به، فالذي يفعله الطفل ماهو الا تقليد لولي الأمر، فيجب التركيز علي أفعالهم ولا يفعلون أي شئ هباءا أمام أطفالهم.
وأوضحت علام أنها من خلال عملها كاخصائية لاضطربات اللغة والتواصل، لا تشجع علي شراء ولا استخدام هذه اللعبة، فقد تؤدي إلي زيادة “توحد” الطفل الذي يعاني من هذا الاضطراب، فيؤدي إلي تفاقم وسوء الحالة وبالتالي يمنع أي تقدم إيجابي لعلاج الطفل التوحدي.
وأضافت أن هناك احتمالية إصابة الطفل العادي وظهور سمات التوحد أو الترديد المرضى (الإيكولاليا) الذي يعتبر اضطراب يحد من التواصل الاجتماعى، وباستخدام وتشجيع مثل هذه اللعبة نساعد على تفشي مثل هذا الاضطراب وغيره من عدم التواصل الاجتماعى للطفل، وذلك فوق سن السنتين فأكثر.
وفي نفس السياق حذر الدكتور هشام رامي، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، من اندماج الأطفال مع لعبة الصبارة الراقصة، أو ترك الأمهات أطفالهن مع هذه اللعبة لأوقات طويلة لأنها قد تؤدي إلي مشاكل واضطرابات نفسية وسلوكية كبيرة.
وقال رامي: “هي مثلها مثل أي لعبة من عدة ألعاب، استخدامها الطبيعي لا يضر، ولكن زيادتها عن الحد الطبيعي خطر جدا جدا مثل مخاطر الكارتون”.
وشرح رامي مخاطر اللعبة قائلًا: “يصبح الطفل للأسف منعزل عن الدنيا عن عائلته وعن أصدقائه وعن المجتمع، فيؤدي إلي عدم اندماجه مع المجتمع وعدم قدرته علي النشأة النفسية الإجتماعية بأسلوب سليم”.
وأوضح الاستشاري النفسي، أن لسان الطفل سيتعود علي لهجة صوت الصبارة الراقصة وهي غريبة عن طريقة كلامنا “بالعامية”، وبالتالي صعوبة تحصيله أثناء دراسته.
وأكد الطبيب أنها لا تصيب الطفل بالتوحد ولكن تجعله منعزلا وغير مندمج مع المجتمع، كما أنها تسبب زيادة الاكتئاب لدي الطفل ويصيبه بالتوتر، وأخيرا يؤثر سلبيا علي الطفل من من حيث علي مهاراته وسلوكاياته.