سلايدر

الإدراك والنمو الحركي لذوي الاحتياجات الخاصة في رياض الأطفال

كتب: رامي محمد

 

وضعت الكاتبة هدي عبدالواحد في الفصل الثاني من كتاب “صعوبات التعلم الشائعة في رياض الأطفال” الصادر عن دار نشر أمجد للنشر والتوزيع، وصف تفصيلي للنمو الحركي لذوي صعوبات التعلم في مرحلة رياض الأطفال.

تقول الكاتبة: إن الأهل والمعلمين والأطباء والأخصائيون يصفون الطفل ذو صعوبات التعلم بأنه “أخرق” أو فاقد للمهارات الأساسية، أما “الأهل” فعادة ما يلاحظون بطئ في اكتساب المهارات الحركية، مثل استخدام أواني الطعام، وإمساك الكرة.

قانون التعلم للجميع يؤكد على حاجة الأطفال ذوي صعوبات التعلم إلى تربية بدنية، فالخطة التربوية الفردية للطفل تحدد نوع التربية البدنية الخاصة، أما الأخصائي البدني أو المهني يحددان الخدمات المساندة المطلوبة، لأنهم مهمتهما تكمن في توفير علاج لكثير من المشاكل البدنية والجسدية، فالنشطات الحركية جزء من التربية الخاصة في مرحلة ما قبل المدرسة.

وقامت الكاتبة بتشخيص ” مشكلة النمو الحركي” بأن الفلاسفة وعلى رأسهم أفلاطون وضع الرياضة البدنية في الصف الأول في مدرسة تدريب الفلاسفة، وأن أخصائيون رياض الأطفال يرون أن النمو الحركي هو حجر الأساس لنمو الطفل، وأن استخدام الأنشطة الحركية يمكن أن يعطي نتائج غير متوقعة ولا محدودة من التحسن عند الطفل، وتساعده ليكون أسعد، وأكثر ثقة بالنفس، وأكثر قدرة على التعلم، وينمي التفاعل الاجتماعي.

ومفهوم النمو الحركي للأطفال ، فإن الحركة ضرورية لنمو الإنسان فأن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يعانون من مشكلة فعلية في “التأزر” الحركي، من خلال القيام بأنشطة حركية لا تناسب عمرهم الزمني، بحيث تكون أقل بكثير من النمو الطبيعي للطفل العادي، مثل “كثرة الحركة”، عندما يحرك الطفل ذراعة اليمين لا إراديا يتحرك ذراعه اليسار لنفس الحركة، بالإضافة إلى صعوبات في المهارات الحركية الدقيقة، مع ضعف في التطور الجسدي، ونقص في معرفة الاتجاهات، هؤلاء الأطفال يكون نشاطهم منخفض جدا في نشاطات التربية البدنية عمن هم في عمرهم الطبيعي ويمكن اكتشافهم في هذا النشاط، وعادة يزعجون من حولهم، وذلك بالاصطدام بالأشياء أو السقوط من الكرسي، أو إسقاط الكتاب أو القلم على الأرض.

وأشارت الكاتبة إلى” كيفية تنمية المهارات الحركية عن طريق اللعب” بالنسبة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ويجب أن يتعلمون المهارات الحركية من خلال برنامج التربية البدنية، وهو برنامج تربوي خاص أعد ليناسب احتياجات الأطفال غير العاديين، ومن الضروري في برامج الدمج مساعدة الأطفال المعاقين للاستفادة من التربية البدنية في التعبير عن ” المشاعر، التفاعل الاجتماعي التمارين، النشاطات المسيلة، ونشاطات وقت الفراغ التي يتمتع بها الأطفال العاديون”، فالألعاب الحركية تساعدهم على تقبل التعلم في الفصل العادي.

ووفقا “للكتاب” الذي أشار إلى كيفية اختبار القدرات الحركية من خلال عدد من النقاط

أولا: “الاستقبال” أن التعليم لا يبدأ فجأة في سن ال_5 أو ال_6 فإن الأطفال يتعلمون بسرعة في مرحلة ما قبل المدرسة، خلال تلك المرحلة يتعلمون العديد من المهارات الأكاديمية والمعرفية والمعلومات الضرورية لتعلم المهارات الأكاديمية لاحقا، وفي تلك المرحلة فإن الأطفال مطالبين بإتقان الاستقبال البصري أو السمعي، والحضور للمدرسة يساعد الطفل على توسيع قدراته كما يقوى ذاكرته، ويطور قدرات التفكير ويتعلم كيف يفهم ويستخدم اللغة، وطريقة التدريس لها تأثير مباشر على استقبال الطفل المعلومة.

ثانيا: “الحواس المتعددة”: يعتمد هذا النظام على أن الأطفال يتعلمون بطرق مختلفه ومتعددة، بعضهم يتعلم بشكل جيد من خلال السماع “سمعي” والبعض عن طريق الرؤية “بصري” والبعض باللمس “لمسي” وبعضهم بتقديم عرض اللعب “حركي” وأن الدراسات أظهرت أن هناك أنظمة ادرك حسية مختلفة في أماكن مختلفة من المخ، والمعلمة الدقيقة تستخدم ما لديها من معلومات عن أسلوب الطفل في التعلم، ونواحي الإدراك القوية والضعيفة عند تدريس المهارات الأكاديمية.

ثالثا: “الإدراك السمعي”، الأبحاث التراكمية أن العديد من ضعاف القرءاة يعانون من صعوبات سمعية، لغوية، صوتية، فهؤلاء لا يعانون من مشاكل في السمع، إنما لديهم مشاكل في الإدراك السمعي، عادة ما ينمو ويتطور في السنوات الأولي، والمهارات الفردية الإدراك السمعي (الوعى بالصوتيات/ التميز السمعي/ الذاكرة السمعية/ التسلسل السمعي) ومن المهم اختبار هذه القدرات قبل البدء بتدريس القرءاة، وتدريب الطفل إذا كان لدية نقص في الوعي بالصوتيات، وأن الأطفال يتغلبون على تلك الصعوبات عن طريق التدريس المختص.

وانتقلت الكاتبة هدى سلام إلي نقطة مهمه جدًا في تشريحها لعمليات الصعوبات النمو الحركي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وهى” الإدراك البصري”.

وهو التعريف والتنظيم والتفسير للمعلومات الواردة من خلال حاسة الأبصار، والتي تلعب دورا مهما في التعليم المدرسي خاصة القراءة.

فالطلاب الذين يجدون صعوبات في المهام التي تتطلب تميزا بصريا للحروف والكلمات وكذلك الأرقام، في المجال البصري ما بين السبورة والطالب، فهناك العديد من المعلومات التي يجب أن تعرف  :

“التميز البصري” وهو القدرة على معرفة الفرق بين الشيء والشيء الآخر، والقدرة على المطابقة بين “حرفين متشابهين أو كلمتين أو صورتين أو شكلين هندسيين”.

وهناك أيضا “الإدراك اللمس الحركي”، هو نظامان لاستقبال المعلومات يطلق عليهما مصطلح “haptic”

“والإدراك اللمسي” يحصل من خلال الإحساس باللمس عن طريق أحد الأصابع وسطح الجلد، مثل التميز بين السطح الخشن والناعم، أما “الإدراك الحركي”، يحصل من خلال حركة الجسم، أو الشعور بحركة العضلات.

ويعتبر ” الإدراك اللمس الحركي” مصدران مهمان للمعلومات لتزويد الشخص بالمعلومات عن الأشياء ويلعب دورا مهما في التعليم.

وشرحت الكاتبة فلسفة مناهج ذوي الاحتياجات الخاصة في مرحلة رياض الأطفال، المحتوي، ويركز على تطوير مهارات الطفل، ومستوي تعليم الطفل الذي يجب أن يتوافق مع إمكانياته، والعلاقات الاجتماعية تلعب دورا مهما بين الأطفال والكبار، وأن الأبحاث أثبتت أن التدخل السريع يحد من عمليات الفشل في التحصيل المدرسي مستقبلا.

وأكدت على الدور الذي تلعبه التكنولوجيا في التعامل مع الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة، للاكتشاف واللعب والتعلم، وهذه الخبرة جزء مكمل لنمو الطفل العام.

بالحاسب الآلي يستخدم كأداة سحرية مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك لإحساسهم بالاستقلالية والتحكم في بيئتهم واتخاذ القرارات، حتى المهارات الاجتماعية تدعم من خلال نشاط الحاسب الآلي، فهو يعرض الألوان ويوضح الفروق بين الكبير والصغير، كما أن برنامج الصوتيات يسمح للحاسب التحدث للطفل، فالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يحبون الحاسب الآلي فهو طريقة ممتعه مشجعة على التعلم.

 

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى