سلايدرمقالات الرأى

الدكتورة سحر خير الله .. القدر سر الله في خلقه

 

يرتب القدر كل شيء لحكمة يعلمها الله فالفرق بين ترتيبات البشر وترتيبات قدر الله أن ترتيباتنا قد لا تحدث حتى ولو خططنا لها.

أما ترتيبات القدر فهي نافذة لا محال فقد يسوق الله إليك قدرًا يبكيك ساعة ويعصمك من البكاء دهرًا بعدها.

وقد يذيقك ألم الوحشة ليلًا ليفتح على قلبك بابًا للأنس به لا ينقطع سرمدًا.

قال ابن القيم

“الدين كله خلق فمن فاقك في الخلق فاقك في الدين” فمن ثم يجب علينا التأدب مع القدر .

كنت استمع لإحدى خواطر الشيخ الشعراوي- رحمه الله- فى  تفسيره للآية الكريمة

بسم الله الرحمن الرحيم

“لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ” (الحديد،٢٣)

وفسرها من خلال طرحه لقصة رجل صيني كان لديه ضيعة وفيها خيل كثيرة، ولكنه كان يحب حصانًا بعينه.

ذات يوم خرج الحصان و لم يعد، فجاء الناس يواسونه في حزنه على الحصان فقال لهم: ومن أدراكم أن ذلك شر؟!. وبعد فترة رجع الحصان ومعه عدد كبير من قطيع الجياد خلفه، وجاءت الناس تبارك له عودة الحصان .

فقال: ومن أدراكم أن ذلك خيرا؟!

وبعد فترة ركب ابنه الحصان وسقط من عليه وكسرت ساقه.

فجاءت الناس تواسيه فقال لهم ما أدراكم أن ذلك شرا ؟! وبعدها قامت الحرب في بلده، وتم استدعاء الكثير من الشباب ولكنهم استبعدوا ابنه كونيه كان مكسورًا.

“لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ”

حين إذن تذكرت قريبًا لنا كان يروى لي كيف سلك مشواره في الحياة بعد وفاة والده -رحمة الله عليه- اتذكره بالخير فكانت سيرته طيبة كان إنسانا ومعلما للأجيال.

بعد اتمام قريبي لتعليمه الجامعي اضطر إلى ترك أحلامه حلما تلو الآخر.

وتفرغ لتجارة والده، وتحمل مسئولياته كاملة في رعاية جميع أفراد أسرته وفي خضم الحياة مر بالكثير من العقبات والعراقيل .

الآن لمع اسمه وأصبح من أنجح و أشهر رجال الاعمال واكثرهم عملًا للخير بشهادة الجميع وارتبط اسمه بازدهار فى مدينته .

ودائما ما يتحدث برضا وقناعة بحمد الله  بالرغم من أنه لم يحقق ما كان يتمنى.

وددت وقتها أن اقول له أن ربى يعطى على قدر النية ويضاعف لمن يشاء بغير حساب.

ترتيبات القدر تعلمك أنّ الاختيار وحده لله

واختياره هو الافضل لك ولأسرتك؛ وأنت لا تملك سوى أن تصدق النية والدعاء بتضرع للخالق الرازق المُدبر.

“مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ” (الأحزاب: 23)

إذا عصفت الرياح بخيمتك فاعلم أن القدر قد شاء أن تبنى مكانها قصرًا؛ وَتَشاءُ أنتَ مِن الأمَاني نجمَةً وَيَشاء ربكَ أن يُناوِلك القَمر.

ليجزي الله الصادقين .

“ولسوف يعطيك ربك فترضى”

طابت أوقاتكم

‏Saharkhairalla25@gamil.com

متابعة أخبار موقع نساعد عبر  google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا 

اقرأ أيضًا 

افتتاح مركز خدمات الأشخاص ذوي الإعاقة بجامعة المنصورة

أمنية الصفتي درست تربية خاصة لمساعدة أولادي والمؤسسة تقدم خدمات التأهيل

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى