سلايدر

تعرف على أنواع اضطرابات النطق والصوت وعيوب الكلام

كتب: رامي محمد 

حاول الباحث فكري لطيف متولي في الفصل الثالث من كتابة اضطرابات النطق وعيوب، الصادر عن دار نشر الراشد، تحديد أنواع اضطرابات النطق وعيوب الكلام. نستعرضها في التقرير التالي:

اضطراب النطق:

عندما نتحدث عن النطق فالمقصود به قيام أعضاء النطق بعملها بالشكل الصحيح، وأي خلل في قيام أعضاء النطق بالشكل السليم فنحن أمام مشكلة، ويمكن تعريفه بأنه خلل في نطق الطفل لبعض الأصوات اللغوية يظهر في واحد أو أكثر من الاضطرابات التالية “إبدال نطق صوت مكان آخر ” أو حذف “نطق الكلمة ناقصه صوت أو أكثر “أو تحريف أو تشويهه” نطق الصوت بصورة تشبهه الصوت الأصلي غير أنه لا يماثله تماما، أو إضافة وضع صوت زائد إلى الكلمة.

وقسم الكاتب اضطرابات النطق إلي أنواع منها الإبدال: ويعد اضطراب الإبدال من أكثر الاضطرابات شيوعًا بين الأطفال، حتى سن الخامسة أو السادسة، وهو أن يقوم الطفل بنطق صوت بدلا من صوت آخر، كأن يقول: “شجلة بدلا من شجرة” أو يقول: “دردل بدلا من جردل”.

والحذف أيضا من أنواع اضطرابات النطق، وهو أن يقوم الطفل بحذف صوت أو أكثر من الكلمة، ولا تفهم بمفردها، ولابد أن توضع في جملة مفيدة مثل ان يقول كلمة: “مام بدلا من حمام” وتسبب عملية الحذف عدم فهم كلام الطفل، أو الفكرة التي يريد أن يعبر عنها مما يتسبب في إحراجه وعدم قدرته على توصيل أفكاره للأخرين.

ويعد الحذف من الاضطرابات الحادة في النطق، ويقل الحذف كلما تقدم في العمر، ومع ذلك يظهر مع الكبار الذين يعانون من خلل ما في أجهزة النطق، وأيضا الأطفال الذين يعانون من التوتر الشديد، ويتحدثون بسرعة.

وهناك اضطراب أيضًا لا يقل خطورة عن الحذف وهو التشويه، وهو أن ينطق الأطفال جميع الأصوات التي ينطقها الكبار ولكن بصورة مغايرة وغير مماثلة تماما، حيث يبعد الصوت عن مكان النطق الصحيح، ويرجع ذلك لأسباب عندما يتأخر الطفل في النطق لما بعد سن الرابعة، وجود كمية من اللعاب الزائد، ازدواجية اللغة أو طغيان لغة على أخري، تشوه الأسنان بتساقط الأسنان الأمامية أو على جانبي الفك السفلي.

ومن اضطرابات النطق أيضًا الإضافة وهو أن يقوم الطفل بزيادة صوت إلى الكلمة، مما يجعل كلامه غير واضح وغير مفهوم مثل نطقه لكلمة ” سسمكة بدلا من سمكة” ويعد من اضطرابات النطق الحادة.

 

اضطرابات الطلاقة اللفظية “اللجلجة”:

 

وفقًا للكاتب فكري لطيف متولي: إن الأبحاث والدراسات خلصت لتوصيف “اللجلجة” بأنها اضطراب في الطلاقة والتتابع الزمني للنطق، مثل وقفات مسموعة أو غير مسموعة، إعادة للأصوات أو المقاطع أو الإطالة لها، أو وجود إضافات للكلام والجمل في غير سياقها، كما يصاحبها خصائص سلوكية ثانوية مثل الشد العضلي، تحريك بعض أجزاء الجسم، اضطرابات في التنفس والصوت، تكرار الأصوات والمقاطع بطريقة لا إرادية، تزايد دقات القلب، التعرق واحمرار الوجه، ورمش العينين.

وهناك أنواع كثيرة “للجلجة” حددها الباحثون وفقًا لما جاء في الكتاب: منها التردد والحيرة، والتداخل في الأصوات، المراجعة لأشباه الجمل، كلمات غير منتهية مثل: ” ليلي تريد بسك بالشوكولاتة”، وتكرار شبه الجمل مثل:” أنا أريد أنا أريد الذهاب”، تكرار كلمة واحدة مثل: ” أريد أريد تفاح “، أو إعادة جزء من الكلمة مثل: “أ أ أ راك” والإطالة للصوت أو الوقفة بين الكلام .

كما حدد الكاتب المواقف التي تزيد ” اللجلجة” عند الطفل، كأن يتحدث إلى شخص ممثل للسلطة كأن يتكلم امام الناظر أو المدرس، التحدث امام آخرين، أمام زملائه في الفصل، أو التحدث أمام شخص يبدي اهتماما بالغًا لما يقوله، أو الكلام بشكل سريع بسبب ضيق الوقت بسب قرب انتهاء الحصة، أو التحدث وقت الشعور بالتهديد بالضرب أو الحرمان من شيء.

 

الحبسة الكلامية:

فقدان القدرة على الكلام في الوقت المناسب، على الرغم من معرفة الفرد ماذا يريد أن يقول، وتنتج عن خلل يصيب مركز اللغة في المخ، وذلك بأن يكون هناك جرح في الدماغ أو ورم في المخ أو الحالات النفسية المتقدمة وتتوقف نوع الحبسة الكلامية على نوع وحجم الإصابة في مراكز المخ.

فهناك الحبسة الحركية أو التعبيرية، ويمكن توصيفها، بأن معظم المصابون بها يفهمون الكلام المنطوق والمكتوب، ولكن المشكلة لديهم تتعلق بالإنتاج الحركي في المخ المسؤول عن اللغة، وأنهم على دراية كاملة بمعظم أخطائهم اللغوية، وتلقينه الكلمات تساعده كثيرًا.

أما الحبسة الحسية فهي أشد تعقيدًا من سابقتها، ويمكن تسميتها بالصمم الكلامي، ويرجع ذلك إلى إصابة في المخ أدت إلى تلف الخلايا العصبية التي تساعد على تكوين الصورة السمعية للكلمات أو الأصوات، بمعني أدق ان تكون حاسة السمع سليمة، لكن الألفاظ تفقد معناها لدى السامع، ولا يستطيع فهم الكلام عمومًا، وعادة ما يستخدمون كلمات غير مفهومة أو معلومة.

 

اضطرابات الصوت:

يقول الكاتب، لقد تعاون المتخصصين وأطباء الأنف والأذن والحنجرة، وأطباء الأعصاب والأمراض النفسية، للوقوف على اضطرابات الصوت، لابد من توصيفه أولًا، هناك أصوات مميزة للأطفال والرضع والمراهقين والرجال والنساء وكبار السن، وكل مجموعة لها سماتها المميزة، ونحكم عليها من كونها طبيعية أو غير ذلك، حين تؤدي الغرض منها، وفقًا لطبيعية الشخص وعمره وجنسه وثقافته، فعندما تختلف درجات الصوت وجودته، فنحن هنا أمام اضطراب في الصوت.

وهناك العديد من أشكال اضطرابات الصوت منها: “الصوت المكتوم”، ويحدث هذا نتيجة لوجود افه في قاعدة اللسان، ويعتبر الكلام المكتوم أحد السمات المميزة لبعض المناطق الريفية.

ويوجد أيضا “الصوت الطفلي”، وهو الصوت الذي نسمعه من الكبار ويشبه لحد كبير صوت الأطفال، بحيث يشعر السامع بأن هذا الصوت شاذ لا يناسب مع عمر وجنس الشخص المتكلم، ويرجع البعض أن السبب في هذا يرجع لبعض العوامل الوراثية، أو إصابات تصيب الطفل في مراحل نموه كالنزلات الصدرية، والتهابات الحنجرة والأحبال الصوتية، ويرجعها البعض إلى العوامل النفسية.

وهناك أيضا “الصوت الرتيب”، وهو الصوت الذي يخرج بوتيرة واحده ونبرة واحدة، دون القدرة على التغيير في الارتفاع والنغمة واللحن، مما يجعل هذا الصوت غريبا وشاذ، ويفقد القدرة على التعبير، ويتسبب في هذا وجود شلل في بعض خلايا المخ، أدت إلى تصلب في الأوتار الصوتية.

أما “كلام الفم المغلق”، وهذا الاضطراب لا يوجد تعريف علمي دقيق له، ويبدو كلام الشخص منخفض وغير واضح، وغالبًا ما تكون الشفاه مفتوحة قليلًا، وأن هذه النوع من الكلام يكون نتيجة توتر شديد في الحنجرة، ولا يفهم هذا الكلام بسهولة.

وهناك أشخاص يعانون من ظاهرة “اختفاء الصوت”، ويرجع ذلك لإصابة في أوتار الصوت أو نتيجة لإصابة الحنجرة، وخاصة عندما يصاحبها غضب أو توتر شديد، فتجد المريض يحاول الكلام ولا يستطيع ويستخدم بعض الحركات التعبيرية.

أما “الصوت المرتعش”، ويظهر بأن الصوت يكون غير متناسق من حيث الارتفاع والانخفاض والشدة واللين، ويلاحظ هذا عند الأطفال، أما الكبار فيكون نتيجة التعرض لخوف شديد، والارتباك والانفعال، وطبيا يكون نتيجة الإصابة بالتهابات دماغية، تجعل الفرد عاجز عن التوافق بين حركات أعصابه.

وعندما يتعرض الشخص لنزلات البرد أو التهاب اللوز أو الإجهاد الصوتي يصل لاضطراب ” بحة الصوت”، وفي مثل تلك الحالات يكون الصوت غير واضح .

أما “الصوت الخشن”، وعادة ما يكون مرتفع في شدته منخفض في طبقته ويكون مصحوبًا نتيجة للتوتر الزائد والإجهاد.

وأخيرا “الخنف”، ويكون بإخراج الصوت من التجويف الأنفي وعدم انغلاق هذه التجويف أثناء الكلام، ويصيب الكبار والصغار، ويتم إخراج الصوت بطريقة مشوهه غير مألوفة فتظهر الأصوات المتحركة وكأنها غناء، والساكنة وكأنها “شخير”، ويصبح الشخص هنا موضع سخرية من الجميع، مما يصيبه بحالة من عدم الثقة في النفس، وقلقه وتوتره، ويرجع ذلك لوجود شق سقف الحلق الصلب والمرن أو الإثنين معًا

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى