تترقب الأمة الإسلامية حلول ليلة القدر خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وسط تساؤلات متجددة حول موعدها وعلاماتها
وتعد هذه الليلة من أعظم الليالي في الإسلام، إذ ورد في القرآن الكريم أنها “خير من ألف شهر”، مما يجعلها فرصة ذهبية للمؤمنين للإكثار من العبادة والدعاء.
خطبة الجمعة عن ليلة القدر 2025
الحمد لله الذي فضل بعض الأزمنة على بعض، وجعل في الليالي المباركة فرصًا لمضاعفة الحسنات وغفران الذنوب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله -عز وجل-، فهي وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾ [النساء: 131].
أولًا: فضل ليلة القدر
عباد الله، نحن في أيام عظيمة، أيام العشر الأواخر من رمضان، التي فيها ليلة هي خير من ألف شهر، ليلة جعلها الله سلامًا ورحمةً، ليلة القدر التي قال الله تعالى عنها:
﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر: 1-5].
يا عباد الله، ليلة واحدة تعدل عبادة 83 عامًا، فمن وفقه الله إليها فقد نال خيرًا عظيمًا، ومن حرمها فقد حُرم، كما قال النبي ﷺ: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه” [متفق عليه].
ثانيًا: علامات ليلة القدر
وقد أخفى الله تحديدها لحكمة، حتى يجتهد العبد في العبادة في العشر الأواخر كلها، ولكن النبي ﷺ أرشدنا إلى علاماتها، فقال:تكون ليلة هادئة معتدلة الجو، لا باردة ولا حارة، الشمس تشرق صبيحتها بيضاء لا شعاع لها، يشعر العبد فيها بالراحة والطمأنينة.
وقد قال النبي ﷺ: “التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، في الوتر منها” [متفق عليه]، أي في الليالي الفردية، 21، 23، 25، 27، 29.
ثالثًا: كيف نغتنم ليلة القدر؟
أيها المسلمون، من أعظم الأعمال التي ينبغي الحرص عليها في هذه الليلة المباركة:
- قيام الليل بالصلاة، والإطالة في السجود والدعاء.
- الإكثار من الدعاء، وخاصةً هذا الدعاء الذي أوصى به النبي لعائشة -رضي الله عنها- عندما سألته ماذا تقول في ليلة القدر، فقال لها: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني” [الترمذي].
- قراءة القرآن والتدبر فيه، فالقرآن نزل في هذه الليلة العظيمة.
- الإكثار من الذكر والاستغفار، فقد كان النبي يجتهد فيها أكثر من غيرها.
- الإحسان إلى الناس والصدقة، فهي ليلة تتنزل فيها البركات.
