سلايدرمقالات الرأى

رضا عبد السلام يكتب .. لست معاقا

 

لست معاقا

لست معاقا بتاء المتكلم فأنا لست معاقا

لست معاقا بتاء المخاطب فأنت لست معاقا

الأولي لست معاقا تعلنها أيام حياتي

يعلنها إيماني بأنني إنسان خلقه الله وحباه عقلا وقلبا ولسانا وعينين وشفتين وقدمين وأكرمه بامتحان في نفسه بأن جعل اليدين قصيرتين لكن وهبه قدرات في نفسه وإمكانات في ذاته وفي الكون ويسر له سبل الحياة

يعلنها من علموني أنك مسئول وعليك أن تساعد نفسك ولا تنتظر مساعدة من أحد وكن قارئا جيدا لقدراتك وامح من دائرة تفكيرك كلمة مستحيل ولا تسمح لأحد أن يعطف أو يتفضل عليك ولا ترجع باللوم إلا علي نفسك إذا أردت أن تنجح وأن تكون علامة يهتدي بها الحائرون.

يعلنها السهر والتعب بين المدارس والجامعة بين نظرات التيئيس والتقنيط بين من يتبرع من فمه بشذرات من لهب وبين من يخرج من فمه كلمة شكر أو يربت بلسانه على كتف أثقلته أفعال البشر بين ورق الكتب وسيل الأفكار بين المناقشات والحوارات التي تصنع العقل بنوره الساطع وتصنع معه يقين القلب بأن وراء كل سعي فوز وأن الراحة في بذل ما عليك من جهد وأن هذا طريقك رغم العوائق من بشر كأن قلوبهم حجر

يعلنها هذا الصوت الذي يخرج من غرفة مغلقة ليصل إلي كل مناحي الدنيا معلنا لشعار إذاعة هي الأولي التي تسمت باسم كتاب الله يعلن أن المتكلم صادق الإيمان وخاصم العجز وأزاح المستحيل علي الرغم ممن ناصبوه العداء لأنه يريد الحياة فقط يريد الحياة علي الرغم ممن أرادوا أن يحبطوا الحلم في مهده وأن يقتلوه بأن يبعدوه عن بوق ميكروفون أحبه علي الرغم

ممن قال له في بداية الطريق

أنت معاق

فكان هذا الصوت الذي خرج من بين فرث المثبطين ودم الخاملين صوتا رائقا صافيا ليس في قلبه إلا العفو لمن أرادوه ميتا لاحراك ولا نتاج معلنا أنه حي وأنه يريد بهذه الحياة الكرامة لكل البشر

يعلنها بيت سكنت فيه زوجة وفية آمنت به وقت أن كفر الناس به وجحدوا قالتها رغم العنت ورغم التخويف والترهيب قالتها بإيمان بالله وبه زوجا تريد أن تشاركه الحياة فكانت هي الفائزة بقلبه وشكره وامتنانه الذي يعلنه في كل واد وفي كل ناد والرزق كان ولم يزل من رب يعلم مافي القلوب من يقين ومافي النفوس من رضا بزهرتين الأولي تزهر في معهد للطب والثانية تشرق في معهد للإعلام صوتا كصوت أبيها وان اختلفت مسارات الفكر ووسائل الاتصال

لست معاقا

أقولها بملء فمي ونفسي وعقلي وقلبي وفكري

والثانية لست معاقا

وهذه لخمسة عشر مليون من إخوتي وأخواتي في مصر

قد يكون هناك نقص في جارحة من الجوارح أو عضو من الأعضاء أو حاسة من الحواس وقد يتحول هذا النقص إلي إعاقة حينئذ تسمي معاقا حقيقة لأنها انتصرت عليك لكن عندما تتكامل الشخصية الإنسانية حسب الطبيعة البشرية فتسد هذا النقص بل وتجعله أحيانا كثيرة حاديا للنجاح ومشجعا عليه حينئذ لاتسمح لأحد أن يقول عليك معاقا بل أنت سيد الأسوياء ومثال علي ذلك أن بيتهوفن هذا العبقري الألماني أبدع أجمل سيمفونياته السيمفونية التاسعة ولمْ يَسمع مِنها شيئاً. وخِلالَ العَرضِ الأوّل للسيمفونيّة عام 1824 كل الجمهور حيّاه بالتصفيق مع الوقوف خمس مرات وكانوا يلقون بقبعاتهم ومناديلهم في الهواء ويرفعون أيديهم في محاولة للفت انتباه بيتهوفين الأصم ليرى أنهم يصفقون فهل يعقل أن نسمي بيتهوفن معاقا

لكن قد يكون الإنسان كامل الأعضاء والجوارح لكنه معاق عندما لا يكون إنسانا بحق بتعطيل العقل أو بسواد القلب أو بموت الضمير هذا هو المعاق الحقيقي وأنت عليك أن تختار طريقك في الحياة أن تعيش مرفوع الرأس بحياة لا تعرف معني للمستحيل في إطار قدرات أنت تعرفها جيدا من نفسك وتعرف أنك قادر علي أن تنجح في حياة ليس فيها مكان لمن ظن أنه معاق

لست معاقا بتاء المتكلم المرفوعة بضمة الإيمان والإرادة

ولست معاقا بتاء المخاطب المنصوبة بالعمل والجهد والفائزة باحترام النفس واحترام البشر

 

اقرأ أيضًا 

رضا عبد السلام يكتب .. أنا إنسان

 

رضا عبد السلام من إعاقة منذ الولادة إلى حلم الإذاعة .. “ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى”

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى