كتبت: صفا بكري
الإعاقة أثرت علي بالإيجاب وليس بالسلب، عائلتي عودتني بأني لست من ذوي الاحتياجات الخاصة، هكذا بدأت البطلة والناشطة الاجتماعية زينب الشرنوبي، من محافظة الإسكندرية، حديثها لموقع نُساعد
كنت أقع ويحدث لي إصابات فكانوا يدعموني بكلام إيجابي ويقولوا لي”شدي حيلك وما يقع إلا الشاطر”.
قالت الشرنوبي، إنها بعمر 6 شهور، أصيبت بحمى شديدة، وذهبت بها والدتها للطبيب الذي لم يكن لديه أي فكرة بأن ممنوع على الأطفال الحقن في العضل خاصة مع وجود فيروس شلل الأطفال، وللأسف الحالة ازدادت سوءا.
ومع انتشار الفيروس جاءت بعثة من الخارج بالتأهيل المهني في محرم بك وكانوا يقوموا بمساعدتي ويعملوا لي تمارين تقوية للعضلات المصابة حتى عمر ٦سنوات.
وكان هذا عمر دخول المدرسة وللأسف كان لايوجد علاج غير الأجهزة التعويضية من غير تمارين.
زينب الشرنوبي: الإعاقة أثرت علي بالإيجاب فتفوقت دراسيًا ورياضيًا وعمليًا
تستكمل حديثها وتقول: “عندما التحقت بكلية الأداب، نجحت في السنة الأولى، وفي السنة الثانية التحقت بالجوالة وعملت دراسة شارة خشبية وكنت متميزة في الكشافة وقومت بتدريب أجيال على شغل الكشافة، ولكن للأسف لم أحصل علي قائدة جوالات بحجة ظروف مرضى، برغم أني كنت أكفأ واحدة”.
كان لدي موهبة الرسم، دخلت مسابقات وكسبت فيها، وتعلمت قيادة المراكب الشراعية، مارست التجديف ودخلت المسابقة وحصلت علي ميدالية، وبعد ما انتهيت من سنواتي الجامعية عملت بالخدمة العامة، وعلمت الأطفال والكبار السباحة “تطوعيا”، رغم غلاء أسعار تعليم السباحة وقتها، ولأن الكشافة كلها عمل تطوعي وعملت دورات للتعليم للإسعافات الأولية.
حياتي العملية:
عملت بالإذاعة والتليفزيون في الإسكندرية وكنت من المتميزين وسط زملائي، والحمد لله كنت الأكفأ وبشهادة المديرين، وكان تقديري في الدورات التدريبية بحصل علي امتياز، كما أن كل ترقياتي جيدة.
حياتي الرياضية:
بعد الجامعة مارست الكشافة والسباحة بشكل عادي، وفي عام 2016، دخلت بطولة الجمهورية وكسبت ميدالية برونزية واثنان دهب تتابع.
ودخلت بطولة الجمهورية في البحر بطولة مفتوحة في السباحة القصيرة 50 متر- 100 متر، والتتابع 200 متر، وربنا أكرمني وفوزت بميدالية ذهبية.
وفي عام 2017، حصلت على ميداليتين فضة وثلاث ذهبية 50 متر- 100 متر- 400 متر.
والتتابع اثنين ذهب مختلط متنوع “شباب وسيدات”، وكانت كل البطولات ليس لها مقابل مادي هي فقط شرفية.
وبعام 2018، ربنا أكرمني وحصلت علي ميدالتين فقط، لأن حدث تصنيف جديد وتم دخول الأقزام مع أصحاب الإعاقة الحركية، رغم أن الأقزام كل مشكلاتهم هو قصر القامة وليس ضعف عضلات أو ضمور عضلات مثل الشلل، فلا يوجد أي وجه مقارنة، ولا يصح أن يكونوا بنفس المسابقات التي تخص أصحاب الإعاقة الحركية.
وفي عام 2020، جاء فيروس كورونا، فالتدريبات توقفت وكذلك هذا العام أيضا.
ثم تعلمت التنس الأرضي ودخلت بطولات وحصلت على ميدالية برونزية، و لكني خرجت منها لعدم وجود كراسي رياضية متحركة تكفى اللاعبين.
والحقيقة أن هناك تقصير من الناحية المادية في الصرف على الألعاب البارالمبية، لا يوجد في التنس الأرضي كراسي للعب بها، ولأننا حتى لو بنقدر نمشي فلابد اللعب بالكراسي المتحركة.
وعن لعبة السباحة فكلنا بنصرف على أنفسنا، وبنشتري المايوهات على نفقتنا الخاصة، وكذلك كل الأدوات التي نحتاجها في ممارسة السباحة.
وتضيف أن أمنيتها: “أن يتم فتح الأندية لكافة الإعاقات لممارسة الرياضة، فهي مطلب عام، فالرياضة مهمة جدا للأصحاء، وبالنسبة للمعاقين فهي حياة”.
معاناتها مع الإصابة:
وعن معاناتها مع الطرق والأماكن الغير مهيئة لذوي الاحتياجات الخاصة، قالت أنا حاليًا باستخدم العكاز، وهناك أماكن سياحية مثل محافظتي” الأقصر وأسوان وقنا”، فهما غير مؤهلين أبدًا لاستقبال أصحاب الإعاقة الحركية، فهذا يجعل الشخص يفكر كثيرًا قبل الذهاب لهذه الأماكن.
وهناك بعض المعابد مثل معبد الكرنك به تجار بيأجروا الكرسي المتحرك بـ 200 في الساعة.
بالإضافة إلي الأشياء التي جعلتني أشعر بإعاقتي فيها هي “الرصيف” وخاصة بعد التجديدات فأصبح عالي جدا جدا، لا أعرف أنزل أو أطلع، متابعة بأن معظم الأماكن به سلم وهذا معاناة في حد ذاته، وأفكر كثيرًا في الذهاب للمكان الذي يوجد به سلم.
وهناك محطات القطار عندنا بالإسكندرية غير مهيئة لنا، ولم تراعينا لا الشخص الذي لديه إعاقة خفيفة ولا الشخص القعيد علي الكرسي المتحرك، توجد بالمحطة سلالم كثيرة ولا يوجد بها مصاعد كهربائية، وحتي لو هناك فلا تعمل أو العمال ليست في دماغهم أنهم يشغلوها.
إما عن الكراسي الرياضية غير متواجدة بمصر حتي لو قادرين علي شرائها، وعن القوانين التي يتم إصدارها لصالحنا، لا توجد أي جهة تنفذها حتي بالإذاعة والتليفزيون، قالوا لي نصًا “لم يعرفوا أي شئ عنها”.
وإما عن أسعار الخدمات الطبية فهي باهظة الثمن، ولا يوجد أي دعم للأجهزة الطبية والمساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة من أول العكاز حتي الكراسي المتحركة بإضافة الكراسي الرياضية.
وهناك أيضا مشكلة كبيرة، مديرية الشباب والرياضة أحيانًا تنظم رحلات لذوي الاحتياجات الخاصة، ولكنها تدمج الشخص المصاب بإعاقة ذهنية مع المصاب بإعاقة حركية، وهذا ظلم للحركي لأن الذهني جسمه سليم، وقادر أن يمشي ويجري، لكن الحركي بيتحرك بصعوبة.
هي مشكلة كبيرة دمج الإعاقات ببعضها البعض، ومعاملتها كلها معاملة واحدة في حين الاختلافات كبيرة جدًا وبتفرق.
مضايقات كثيرة:
هناك مضايقات كثيرة بنقابلها بحياتنا نحن “أصحاب إعاقة”، يتم معاملتنا كـ”شحاذيين”، ولأن الكثير مننا لم يعمل بسبب أن شركات كثيرة تفضل أن تدفع غرامة عن انها تشغل شخص من ذوي الإعاقة حتي ولو حاصل علي شهادة تعليمية.
واختتمت حديثها، وقالت: “أي عائلة لديها طفل عنده إعاقة لا تحرج منه ولا تواريه عن انظار الناس، لابد من دمجه مع الأطفال الآخرين، ولابد أن تتقبل الأهالي الإعاقات المختلفة، ويكون هناك توعية للآخرين لكي لا يتم التنمر علي الأطفال، مثلما يحدث معي من بعض الناس، وكنت بسمع والدتي تقول لهم “لا يصح وعيب”، لابد من أن الأطفال الأصحاء وذوي الاحتياجات الخاصة يفهموا معنى الإعاقة، ولا يتنمر على الأخر، وخصوصا لو شخص قعيد علي كرسي متحرك، فالشخص هذا يكون باحتياج لكل كلمة إيجابية تساعده علي الحياة.
