الأخبار

سالي الملا تكتب .. معجزة.. وإلهام

 

طالما قرأنا عن السعي، وما يحققه السعي لمن اجتهد ليحصل على غايته بإذن الله، فلا يمكن لشخص لديه إرادة ورغبة في النجاح أن ينهزم أبدًا مهما كانت الظروف، فالفارق بين المستحيل والممكن يتوقف على عزيمة المرء وإصراره.

وكما قال الكاتب ديل كارنجي؛ تتحقق الكثير من الأشياء المهمة في هذا العالم لأولئك الذين أصروا على المحاولة على الرغم من عدم وجود الأمل.

نعود إلى قصتنا مع هيلين كيلر، تلك الطفلة التي أصيبت وهي ابنة العام والنصف بمرض أفقدها السمع والبصر، وظل والدها يبحثان عن معلم لها يمكنه التعامل مع حالتها ،إذ كانت هيلين طفلة صعبة المراس وجامحة ويصعب السيطرة عليها، حتى قام طبيبها العالم الشهير الكسندر جراهام بل وهي في السابعة من عمرها بترشيح المعلمة آن سوليفان والتي كانت قد تخرجت حديثًا من مدرسة بيركنز للمكفوفين للتعامل مع هيلين وتولي مسئولية تعليمها. حيث أقامت آن سوليفان مع عائلة كيلر كراعية ومعلمة لهيلين وابتكرت طريقة خاصة لتعليمها، ثم انتقلت هيلين للمعيشة معها وأصبحت آن ليست فقط معلمة لهيلين، بل أصبحت صديقتها ومرافقتها الدائمة وساهمت بحبها وعطائها في تقدم هيلين في التعليم بدرجة متميزة، حتى أنها استطاعت بمساعدة معلمين آخرين في تعليم هيلين نطق الحروف، وظلا معا حتى نجحت هيلين كيلر في الحصول على منحة لدخول جامعة رادكليف عام 1900 حيث تخرجت منها بامتياز في الآداب عام 1904.

بدأت هيلين كيلر مهنتها في الكتابة قبل التخرج، حيث قامت بسرد سيرتها الذاتية في مقالات مسلسلة تحت عنوان ( قصة حياتي)  تم نشرها عام 1903 في مجلة هوم للسيدات وتم ترجمتها لأكثر من خمسين لغة حول العالم حتى يومنا هذا. وككاتبة موهوبة أصبح لها العديد من المقالات في مختلف الصحف والمجلات بعد ذلك.

واستغلت هيلين موهبتها في الكتابة دائما للدفاع عن حقوق المستضعفين . حيث كانت تواجه السلطات بكل شجاعة بمقالاتها ، وكانت دائمة الدعوة إلى السلام،  واحتجت على تورط الولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى ،وتبنت قضية حقوق العمال. كانت أيضًا تدافع بلا كلل عن حق المرأة في التصويت. وأصبحت عضوًا في اتحاد الحريات المدنية الأمريكي. وتطرقت في كتاباتها للعديد من الموضوعات التي كان يخشى الصحفيين الكتابة عنها آنذاك. وكان لها العديد من المواقف المؤثرة في دعم مصابي الحرب العالمية الثانية.

تبلور عمل هيلين كيلر الاجتماعي المؤثر حين انضمت للمؤسسة الأمريكية للمكفوفين عام 1924 والتي وفرت لها منصة عالمية للدفاع عن حقوق المكفوفين وذوي الإعاقة ومناقشة قضاياهم واحتياجاتهم، وسافرت في جميع أنحاء الولايات المتحدة لدعم قضيتهم وكانت نتيجة ذلك بناء العديد من مراكز إعادة التأهيل وإتاحة التعليم بصورة أكبر وأيسر لفاقدي البصر. وظلت عضوًا بارزًا ناشطًا في تلك المؤسسة لمدة أربعين عاما.. ولأن القصة تطول انتظروا البقية في الأسبوع القادم..

بالفيديو – هيلين كيلر الصماء الكفيفة تتحدث عن نفسها بمساعدة معلمتها آن سوليفان

لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر  google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا  وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا  

اقرأ أيضًا 

موعد كأس العالم للأندية 2023 بمشاركة النادي الأهلي

أسعار الذهب اليوم الجمعة في مصر 16-12-2022

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى