مقالات الرأىسلايدر

عمر عزام يكتب .. البرنس محمد رمضان والمخرج المُتطور

 

مسلسل البرنس حتى الآن هو أفضل ما قدم محمد رمضان في مسيرته، فهو يمتلك الكثير من الإيجابيات، والاختلافات الملحوظة مقارنة بأعماله السابقة من الناحية الفنية. بداية من تماسك الدراما، وفي بعض الأحيان قوتها، وأيضًا الأداءات التمثيلية المتميزة.

لكن محمد سامي مؤلف المسلسل، ومخرج البرنس المتطور محمد سامي، لديه بعض التناقضات في هذا العمل، فهو موفق في كتابة الحوار، ولديه بعض الإخفاقات على مستوى السيناريو تتعلق أحيانا بمنطقية الأحداث، متحكم في أداء بعض الممثلين، والبعض الأخر تشعر و كأنه لم يكن لديه الوقت الكافي للعمل على أداءهم، يقدم أحداث سريعة و متلاحقة بشكل جيد جدًا، ولكن في نفس الوقت يقدم مشاهد مكررة و بطيئة و يعتمد في الإطالة على حكي كل أحداث المسلسل على ألسنة كل الشخصيات، نرى الحدث ثم نسمعه من كل شخصيات المسلسل في مواقف مختلفة و هذا يعتبر من المنغصات التي كان من الممكن التغاضي عنها.

بكل صراحة من الأشياء التي لا تعجبني في الدراما بشكل عام هو تمثيل الخير والشر في شخص والأخر وليس في داخل كل شخص، بمعنى أدق ملائكية الإنسان الجيد، وشيطنة شخصيات أخرى، المنطق والواقع وطبيعة النفس البشرية. انه لا يوجد خير محض، ولا يوجد شر مخض. الإنسان يجمع بين الخير والشر. وللأسف تعامل محمد سامي مع شخصياته من منطلق الملاك الذي لا يخفق والشيطان الذي لا يحن أبدًا ولا يهتز، ولو بنظرة ولا يلوم نفسه أبدًا حتى لو كان الأمر يتعلق بقتل أشخاص تربطه بهم صلة الدم

مسلسل البرنس قدم مشاهد قوية، وأحيانا صادمة، وصلت لأن يتحدث معظم المشاهدين لها على مواقع التواصل الاجتماعي كمشهد التخلي عن (مريم) ابنة رضوان وتركها وحيدة في الشارع من قبل عمها (فتحي) كان مشهد قوي وصادم لدرجة أنه لا يحتاج لأغنية حزينة تزيد من حدته، وكذلك مشهد ضرب رضوان لإخوته ياسر وفتحي وإن كانت الأغاني جيدة لكنها في بعض الأحيان تشكل عزل بين المتفرج وبين الحدث، وأعتقد لم تكن هي الاختيار الأنسب لهذه المشاهد فهي مشاهد قوية بالدرجة الكافية. ومصنوعة بحرفية عالية.

حتى الآن المسلسل جيد جدًا على مستوى الحوار (بكل تأكيد الحوارات الغير مكررة)، وجيد جدا على مستوى الأداء التمثيلي خصوصا من روجينا في دور (فدوى) وأحمد زاهر في دور (فتحي) ومحمد علاء في دور (ياسر)

ومن أفضل المشاهد الدرامية في المسلسل يقدمها محمد جمعة مع مريم ابنة رضوان والتي يعتبرها ابنته من وقت عثوره عليها في الشارع وتربيتها مع أبناءه ومعهم الطفل الرائع (يوسف حسام)

وأصبح محمد سامي أهم مخرج تجاري في الوقت الحالي لأنه يعرف كيف يلامس طبيعة الشعب المصري، ويستفز مشاعرهم مما يجعل لأعماله نصيب كبير من نسب المشاهدة، وهذا لا يعني أنه ضعيف فنيًا، وقوي تجاريًا، بل أهم ما يميزه أنه تطور بشكل ملحوظ على المستوى الفني

محمد رمضان جيد وفي بعض المشاهد جيد جدًا، ويحسب له ترك مساحات كبيرة للشخصيات الأخرى في العمل، وكان قرار موفق وأضاف للعمل، ومن أسباب اختلافه وتميزه عن أعماله السابقة في الأسطورة أو نسر الصعيد.

اقرأ أيضًا 

الداخلية: سنطبق حظر التجول بحزم ومراقبة الأسواق لمنع التلاعب في الأسعار

من بينها الصيدليات والسوبر ماركت .. فئات مستثناة من قرارات الإغلاق في العيد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى