ما هي أهمية وفوائد مشروع الجينوم المصري؟.. أهم المعلومات والتفاصيل

كتبت: صفا بكري

أطلق الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بعد الاجتماع مع رئيس الوزراء دكتور مصطفي مدبولي، إشارة البدء في تنفيذ مشروع الجينوم المرجعي للمصريين وقدماء المصريين، وإنشاء المركز المصري للجينوم، بعد موافقة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ويستعرض «نساعد» خلال التقرير التالي، ماهو علم الجينوم المصري وأهمية مشروع الجينوم المصري وفائدته، وأهم معلومات عنه.

الجينوم المصري (HGP) هو مشروع بحثي علمي يهدف إلي تحديد الأزواج الأساسية التي تشكل الحمض النووي، فهو كامل المادة الوراثية المكونة من الحمض الريبي النووي منزوع الأكسجين والذي يعرف اختصارا بالـ DNA.

ويوجد نوعان من الكروموسومات، النوع الأول هو الكروموسومات الجسدية، وعددها 22، والنوع الثاني هي الكروموسومات الجنسية(Y وX)، والتي تحدد الجنس من ذكر أو أنثي.

بداية مشروع الجينوم الخاص

بدأ مشروع الجينوم الخاص في جنوب أفريقيا، اما في مصر لم يهتم أحد بهذا الموضوع، ولم يكن هناك أبحاث عنه، مما شكل هذا الأمر عقبة في دراسة جينات أي مرض.

وأطلق الباحثون من جامعتي لوبيك الألمانية والمنصورة المصرية مبادرة لدراسة التركيبة الجينية للمصريين.

ونجح الفريق في فك الشفرة الوراثية المصرية، وتم اكتشاف الخريطة الجينية للمصريين والمعروفة باسم الجينوم المصري وتسجيلها لتنضم للخريطة الجينية لأجناس الأرض.

واعتمدت الدراسة علي تحليل عينات من الحمض النووي من 110 فردا من أصول مصرية باستخدام تقنيات متطورة.

وبعد فحص البيانات، أثبت القائمون على هذه الدراسة أن المصريين لديهم بعض الاختلافات في القواعد الوراثية.

واكتشف الفريق البحثي الدولي بمشاركة من الدكتور صالح إبراهيم الأستاذ الشرفي بجامعة المنصورة وأستاذ الوراثة بجامعة لوبيك الألمانية، والدكتور محمد سلامة الأستاذ المساعد بجامعة المنصورة والمدير السابق لمركز الأبحاث التجريبية بطب المنصورة، أن المصريين جميعا لهم شفرة وراثية خاصة بهم تتشابه فيما بينهم بينما تختلف بنسب مختلفة عن سائر شعوب الأرض.

وقام الفريق الدولي بدمج بيانات تسلسل الجينوم الكامل للقراءة الطويلة والقصيرة مع طرق التجميع الحديثة في تجميع جديد للجينوم المصري.

وأكد الدكتور محمد سلامة الأستاذ المساعد بكلية الطب بجامعة المنصورة، والمدير السابق لمركز البحوث التطبيقية بالجامعة، أن اكتشاف الجينوم المصرى وتسجيله حدث علمى عظيم وسيتيح لمصر الدخول لعصر العلاجات الفردية الذى بدأت الدول الكبرى العمل به.

تعد هذه الدراسة الأولى من نوعها وتعتبر خطوة هامة للمزيد من الأبحاث التي قد توفر لنا في المستقبل إلماما دقيقا بالطفرات الجينية الخاصة بالمصريين وعلاقتها بنشوء وانتشار الأمراض.

وعن أهم المعلومات كالتالي:

– يعتبر هذا المشروع أكبر مشروع علمي في تاريخ مصر الحديثة.

– من المتوقع الانتهاء منه بداية عام 2025 بتكلفة 2 مليار جنيه، بمشاركة 15 جامعة ومركزا بحثيا لأهمية المشروع.

أهمية المشروع:

يعد خريطة جينية للمصريين في ظل اعتماد الطب الحديث على ما يعرف بالطب الدقيق أو الطب الشخصي، الذي يعتمد على تقسيم المرضى وفقاً للعوامل الوراثية، ثم تحديد أسلوب علاج يعرف بالعلاج الجيني، الأمر الذي يحتاج لبيانات عن التركيب الوراثي للإنسان.

فوائد المشروع:

تتمثل في الاكتشاف المبكر للأمراض ما يكفل التدخل العلاجي المبكر بل والجراحي عند الحاجة، بدلاً من الأسلوب الحالي المعتمد على إجراء تحاليل وأشعات عند ظهور الأعراض المرضية، كما أن التدخل المبكر يقلل من تكلفة العلاج على الدولة.

المشروع يتضمن دراسة الطفرات المتعلقة ببعض الأمراض واسعة الانتشار في المجتمع، وهو ما يعمل على الحد منها، أبرزها الأمراض الوراثية التي نشهدها كثيراً في مصر بسبب زواج الأقارب الناتج من بعض العادات الاجتماعية.

وذلك من خلال التوصيات لتغيير نمط الحياة والتدخلات الطبية المسبقة، وإعداد خطط لوقاية المواطنين من الأمراض والأوبئة، وتصميم علاجات تتوافق مع المحددات الجينية للشعب.

يساعد التدخل المبكر في تقديم خدمة طبية متقدمة للشعب المصري، ما يرفع من معدل الأعمار ومستوى رفاهية المواطنين.

ما يميز هذا المشروع البحثي المصري دراسة الصفات الجينية للمصريين القدماء بهدف فهم طبيعة الأمراض التي تعرضوا لها وحالتهم الصحية، وهو يعد إضافة علمية كبيرة، إلى جانب فهم الحضارة المصرية القديمة.

جدير بالذكر أن الولايات المتحدة أولى الدول التي نفذت مشروعاً لمعرفة العناصر الجينية، حيث بدأت في عام 1990 وأعلنت اكتماله عام 2003، كما نُفذت مشاريع مماثلة في دول عربية مثل السعودية والإمارات.