كتبت: آمال زغلول
رحل عن عالمنا صباح اليوم الثلاثاء الموافق 21 سبتمبر 2021، المشير محمد حسين طنطاوي، المشهور بالمشير طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة سابقا، عن عمر يناهز 86 عاما إثر أزمة صحية منذ ثلاثة شهور.
ولد المشير محمد حسين طنطاوي في 31 أكتوبر لعام 1935 بمنطقة عابدين وسط القاهرة لأسرة نوبية من محافظة أسوان، تعلم القرآن فى الكتّاب، وواصل دراسته حتى حصل على بكالوريوس فى العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1956، كما درس فى كلية القيادة والأركان عام 1971، وفى كلية الحرب العليا عام 1982.
مراحل في حياة المشير طنطاوي العسكرية والسياسية
خلال مسيرته العسكرية قام المشير محمد حسين طنطاوي، ببطولات عسكرية عظيمة، حيث شارك ببسالة في 6 حروب وهي «العداون الثلاثي عام 1956، النكسة 1967، أكتوبر 1973، وحرب تحرير الكويت عام 1991.
وبعد حرب أكتوبر 1973 حصل على نوط الشجاعة العسكري ثم عمل عام 1975 ملحقا عسكريا لمصر في باكستان ثم في أفغانستان.
المشير طنطاوي يروي ذكريات حرب أكتوبر 1973
روى المشير محمد حسين طنطاوي في فيديو نادر له، ذكرياته مع حرب أكتوبر 1973، حيث كان آنذاك قائداً للكتيبة 16 مشاة، التي خاضت معركة المزرعة الصينية.
والمزرعة الصينية، هي قطعة أرض من أراضي سيناء أجرت الحكومة المصرية عليها عدة اختبارات لاستزراعها في خمسينيات القرن الماضي، وحين وقعت تحت أيدي الاحتلال الإسرائيلي، رأى الجنود حروفا على الآلات الزراعية، فظنوا أنها صينية فأطلقوا عليها هذا الاسم (المزرعة الصينية).
ومعركة المزرعة الصينية، هي معركة نشبت بين القوات المصرية والإسرائيلية في 15 أكتوبر 1973 في الضفة الشرقية لقناة السويس خلال حرب أكتوبر. واستعيدت الأرض بواسطة الجيش الثاني المصري.
الكتبية 16 مشاة كانت من أوائل الكتائب التي عبرت قناة السويس
ويقول المشير طنطاوي إن الكتبية 16 مشاة كانت من أوائل الكتائب التي عبرت قناة السويس، بل عبرتها قبل وقت العبور الرسمي، من خلال الدفع بعناصر من الجيش مهمتها اقتناص الدبابات، كما كانت الكتيبة هي أول من رفعت علم مصر في الضفة الشرقية قبل عبور القوات الرئيسية.
وروى المشير تفاصيل المعركة، وقال إنه عندما حل يوم 16 أكتوبر، كانت المعركة ما زالت مستمرة وقد تعثرت القوة الإسرائيلية التي بدأت قبل 48 ساعة تهاجم الموقع، ومنيت بخسائر فادحة، وعندئذ تقرر اللجوء لوحدات المشاة والمظليين للقضاء على تحصينات الدبابات المصرية.
وقال المشير طنطاوي نقلاً عن كتاب ألفه الإسرائيليون عن المعركة اسمه “كتاب الغفران” تحدث فيه قائد القوات الإسرائيلية المهزومة بقوله: “إن التحصينات التي يملكها العدو (يقصد القوات المصرية) المضادة للدبابات تحول بيننا وبين تعزيز قواتنا،موجها الكلام للجنود الإسرائيليين .. مهمتكم إذا تطهير هذه القوات، وتقدمت مع قوات المظلات نحو الهدف، غير أن وابلاً من الرصاص كان في استقبالنا، وهنا قال أحد ضباطنا (حسناً إن هذا أمر جديد، كيف يمكن أن يهناك واحدات مصرية بين زابورين إسرائيلين؟)”.
وتحدث المشير طنطاوي -الذي كان برتبة مقدما آنذاك- عن تعليماته للجنود المصريين بمراقبة دبابات العدو جيداً، وقال إنه أمر أحد الجنود بإحصاء دبابات العدو ومراقبتها جيداً حتى لا تعبر دبابة واحدة من خلفه إلى قناة السويس، فرد عليه أحد الجنود قائلاً: “لا تخف يا فندم، لو مرت دبابة واحدة هتكون على جثتي”.
وأخذ المشير طنطاوي، يراقب دبابات العدو وطائراتهم، وعندما شعر باقتراب العدو نحو مراكز ومواقع الجيش المصري، أمر قواته بإطلاق وابل من الرصاص على العدو، وهو ما كبدهم بخسائر فادحة، في حين أن الكتيبة 16 مشاة استشهد أحد جنودها ولم تتعرض لخسائر .
وعن هذه المعركة، قال “يوريك فارتا”، أحد الجنود الإسرائيلين الذين نجوا من المعركة في “كتاب الغفران” : “أعتقد أنني وزملائي أرسلنا إلى هذه المعركة لنكون طعاما للدبابات المصرية”.
وفي “كتاب الغفران” قال موشيه دايان، عقب زيارته لأرض المعركة (المزرعة الصينية) يوم 17 أكتوبر برفقة الجنرال أرئيل شارون: “لم أستطع إخفاء مشاعري عند مشاهدتي لها، فقد كانت مئات من العربات العسكرية المهشمة والمحترقة متناثرة في كل مكان، ومع اقترابنا من كل دبابة كان الأمل يراودني قي ألا أجد علامة الجيش الإسرائيلي عليها، وانقبض قلبي فقد كان هناك كثير من الدبابات الإسرائيلية”.
محطات في حياة المشير طنطاوي العسكرية والسياسية
شغل طنطاوي مناصب قيادية عديدة في القوات المسلحة المصرية قبل تكليف الرئيس الأسبق حسني مبارك له بتولي مسؤولية القيادة العامة للقوات المسلحة، ومن بين المناصب التي تولاها المشير محمد حسين طنطاوي:
- قائد الجيش الثاني الميداني 1987، ثم قائد الحرس الجمهوري 1988.
- اختير قائدا عاما للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع في 1991 برتبة فريق ثم بعدها بشهر أصدر مبارك قراراً بترقيته إلى رتبة الفريق أول.
- في 4 أكتوبر سنة 1993 أصدر الرئيس مبارك قرارا جمهوريا بترقيته إلى رتبة المشير ووزيراً للدفاع والإنتاج الحربي، وظل في منصبه وزيرا للدفاع حتى نهاية عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.
- تولى رئاسة البلاد بصفته رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة، بعد تنحي مبارك في 11 فبراير 2011، وفي عهده أجري استفتاء التعديلات الدستورية، وانتخابات مجلسي الشعب والشورى، ثم انتخابات الرئاسة، حتى تسلم الرئيس المنتخب آنذاك محمد مرسى منصبه في 1 يوليو 2012.
- سلم المشير طنطاوي السلطة التنفيذية للرئيس محمد مرسي، وبموجب الإعلان الدستوري الصادر في 14 يونيو 2012 استمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة شريكا في السلطة التشريعية، وله بعض الصلاحيات المتعلقة بإعداد الدستور.
- ألغى مرسي الإعلان الدستوري المكمل وقرر إحالة المشير طنطاوي إلى التقاعد في 12 أغسطس 2012، ومنح قلادة النيل وعين مستشاراً لرئيس الجمهورية، وتضمنت القرارات تعيين الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزيرا للدفاع.
- اتسمت العلاقة بين الرئيس السيسي والمشير طنطاوي بالدفء والمودة منذ سنوات طويلة، وعبر السيسي عن ذلك أكثر من مرة، منها حين قال عام 2017 إن التاريخ سيتوقف أمام الدور الجليل الذي أداه المشير محمد حسين طنطاوي لحماية الوطن والحفاظ عليه والتحمل للعبور بسلام بمرحلة من أصعب المراحل التي مرت بمصر، متابعا حديثه: “تولى الأمر في ظروف في منتهى القسوة وبفضل الله ربنا مكنه من أن يتجاوز بمصر من هذه الظروف”.
- حرص الرئيس السيسي على تكريم المشير طنطاوي مرارا، بإطلاق اسمه على بعض المنشآت الرسمية والمميزة، كمحور المشير ومسجد المشير، كما حرص السيسي أكثر من مرة علي تكريم المشير طنطاوي في المؤتمرات والاحتفالات، وتحيته تصقيفا ووقوفا، وفي لفتة أثارت الإعجاب عندما قدم اللواء أركان حرب محمد عبدالحي مدير معهد ضباط الصف المعلمين بحفل تخريج الدفعة 153 في 12 يوليو 2016 مصحفا شريفا كهدية تذكارية للرئيس السيسي قبله ثم قام بإعطائه للمشير طنطاوي، الذي قبل الهدية ودار بينهما حوار ضاحك وسط تصفيق الجميع.
المشير محمد حسين طنطاوى .. وتحرير الكويت
شغل المشير طنطاوي منصب رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة خلال حرب تحرير الكويت عام 1991، من الغزو العراقي، حيث شاركت مصر بقوة قوامها 35 ألف من القوات المشتركة من المدرعات والمشاة الميكانيكية والصاعقة وأسلحتها المعاونة والمتخصصة، وكان دورها الاندفاع على محور حفر الباطن ومطار على السالم ومدينة الكويت ثم الالتفاف يسارا تجاه الحدود، بهدف عزل جنوب الكويت عن شمالها.
خاضت القوات المسلحة برئيس هيئة عملياتها المشير طنطاوي معارك شرسة أثناء مرحلة فتح الثغرات، وحققت انتصارًا كاسحًا في تلك المعارك بفضل قدرتها الاحترافية.
تكريم المشير محمد حسين طنطاوي بعد تحرير الكويت
بناءًا على إنجازاته وجهوده في حرب تحرير الكويت حصل المشير محمد حسين طنطاوي، على عدة أوسمة وهي وسام تحرير الكويت، ونوط المعركة، وميدالية تحرير الكويت.
لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا
اقرأ أيضًا