تعد الفحوصات الطبية أثناء الحمل من أهم الوسائل التي تساعد الأطباء في مراقبة صحة الجنين، والتأكد من نموه السليم داخل الرحم. ويُعتبر السونار (الألتراساوند) واحدًا من أكثر الفحوصات شيوعًا التي تُستخدم لمتابعة الحمل والكشف عن التشوهات الخلقية أو الإعاقات المحتملة لدى الجنين. ولكن، هل يمكن للسونار تحديد ما إذا كان الطفل يعاني من إعاقة جسدية أو عقلية؟
في هذا التقرير، سنناقش إمكانية اكتشاف الإعاقات عبر السونار، متى يمكن ملاحظتها، وما هي الفحوصات الأخرى التي تساعد في التشخيص المبكر للإعاقات الجنينية.
ما هو السونار وكيف يعمل؟
السونار أو الألتراساوند هو تقنية تصوير طبي تستخدم موجات صوتية عالية التردد لإنشاء صورة للجنين داخل رحم الأم. يُجرى هذا الفحص بشكل دوري أثناء الحمل لمراقبة تطور الجنين والتأكد من عدم وجود مشكلات صحية.
تتوفر أنواع مختلفة من السونار خلال الحمل، منها:
- السونار العادي (ثنائي الأبعاد – 2D): يُستخدم بشكل روتيني لمراقبة نمو الجنين ووضعه داخل الرحم.
- السونار ثلاثي الأبعاد (3D): يُعطي صورة أكثر وضوحًا للوجه والأعضاء، مما يساعد في اكتشاف بعض التشوهات الخلقية.
- السونار رباعي الأبعاد (4D): يتيح رؤية حركة الجنين بوضوح ويُستخدم في بعض الحالات الخاصة لكشف العيوب الهيكلية.
- السونار بالدوبلر: يقيس تدفق الدم في المشيمة والجنين، ويُستخدم لتقييم صحة القلب والدورة الدموية.
هل يمكن للسونار اكتشاف إعاقات الجنين؟
1. الإعاقات الجسدية والتشوهات الخلقية
يمكن للسونار الكشف عن بعض التشوهات الجسدية الواضحة، مثل:*
- مشاكل العمود الفقري مثل الصلب المشقوق (Spina Bifida).
- تشوهات القلب الخلقية مثل عيوب الحاجز القلبي.
- عدم اكتمال تكوين الأطراف (كالأيدي أو الأرجل).
- تشوهات الوجه مثل الشفة الأرنبية أو شق سقف الحلق.
- تشوهات الدماغ مثل استسقاء الدماغ (Hydrocephalus). متى يمكن اكتشافها؟
عادةً ما يتم اكتشاف هذه التشوهات بين الأسبوع 18 إلى 22 من الحمل أثناء الفحص التفصيلي بالسونار.
2. الإعاقات العقلية والتأخر الذهني
لا يمكن للسونار وحده الكشف عن الإعاقات العقلية أو الاضطرابات العصبية مثل متلازمة داون أو التوحد.
لكن هناك علامات غير مباشرة قد تشير إلى احتمال وجود إعاقة، مثل:
- زيادة أو نقص السائل الأمنيوسي حول الجنين.
- مشاكل في نمو الدماغ أو صغر حجم الجمجمة.
- عدم تناسق الأعضاء الداخلية. في هذه الحالات، قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات إضافية مثل تحليل الدم أو بزل السائل الأمنيوسي.
ما الفحوصات الأخرى التي تكشف عن الإعاقات الجنينية؟
بالإضافة إلى السونار، هناك فحوصات أخرى يمكن أن تساعد في اكتشاف الإعاقات، ومنها:
1. تحليل الدم والفحوصات الجينية
متى يتم إجراؤها؟
بين الأسبوع 10 إلى 14 من الحمل.
يمكنها الكشف عن:
- متلازمة داون (التثلث الصبغي 21).
- متلازمة إدوارد (التثلث الصبغي 18).
- اضطرابات جينية أخرى تؤثر على النمو العقلي والجسدي.
2. بزل السائل الأمنيوسي (Amniocentesis)
متى يتم إجراؤه؟
بين الأسبوع 15 إلى 20 من الحمل.
يساعد في فحص الكروموسومات وتحديد وجود أي اضطرابات وراثية.
3. فحص الحمض النووي الجنيني الحر (NIPT)
متى يتم إجراؤه؟
يُجرى في الأسبوع العاشر وما بعده.
يستخدم لتحليل DNA الجنين في دم الأم لكشف الاضطرابات الجينية.
هل يمكن أن يكون السونار غير دقيق في تشخيص الإعاقات؟
نعم، فالسونار ليس دقيقًا بنسبة 100٪، وقد تحدث أخطاء في التشخيص بسبب:
- وضعية الجنين أثناء الفحص، مما قد يحجب بعض التفاصيل.
- عدم وضوح الصورة في الأشهر الأولى من الحمل.
- التشابه بين بعض التشوهات وحالات النمو الطبيعي.
لذلك، عند الاشتباه في وجود مشكلة، يُوصي الأطباء بإجراء مزيد من الفحوصات للتأكد من التشخيص.
ماذا يمكن للأم أن تفعل للوقاية من الإعاقات أثناء الحمل؟
اتباع نصائح الرعاية الصحية خلال الحمل يمكن أن يساعد في تقليل خطر حدوث الإعاقات الجنينية، مثل:
- تناول حمض الفوليك يوميًا للوقاية من العيوب الخلقية في الدماغ والعمود الفقري.
- الابتعاد عن التدخين والكحول، لأنها تزيد من خطر التشوهات الجنينية.
- متابعة الفحوصات الدورية بانتظام مع الطبيب.
- السيطرة على الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
- تجنب التعرض للمواد الكيميائية الضارة والإشعاع.
خاتمة
يُعتبر السونار أداة مهمة لمراقبة صحة الجنين، لكنه ليس الطريقة الوحيدة للكشف عن الإعاقات. يمكنه تحديد بعض التشوهات الجسدية، لكنه لا يستطيع الكشف عن الاضطرابات العقلية أو الوراثية بدقة. لذا، يُنصح بإجراء فحوصات إضافية عند الاشتباه في وجود مشكلة.
إذا كنتِ حاملًا، فاحرصي على إجراء الفحوصات الدورية، واتباع نمط حياة صحي، واستشارة طبيبك بشأن أي مخاوف لضمان حمل صحي وطفل سليم.
اقرا أيضا
