أكدت الدكتورة عزة الأشوح خبيرة الدمج والتربية الخاصة أن التنمر المدرسي ضد الطلاب ذوي الإعاقة من المشكلات السلوكية التي تؤرق القائمين على العملية التعليمية في كافة المراحل التعليمية.
وأضافت أن التنمر المدرسي ضد الطلاب ذوي الإعاقة بفصول الدمج التعليمي يمثل أحد أشكال العنف الموجه من المتنمرين إلى الضحايا ،وله آثار سلبية على كل من المتنمر والضحية وتنتشر هذه المشكلة عبر المراحل العمرية المختلفة وبين مختلف الفئات وخاصة بين الأطفال ذوى الإعاقة القابلين للتعلم المدمجين بمدارس التعليم العام ويعد انتشار مشكلة التَنمُّر المدرسي للمدمجين بدرجة أكبر من انتشارها بين العاديين.
أسباب التنمر المدرسي ضد الطلاب ذوي الإعاقة
وأضافت الأشوح فى تصريحات خاصة لــ ” موقع نساعد ” أن التنمر يعتبر نوع من أنواع السخرية، التي من خلالها يقوم الشخص المتنمر برفض شيء ما أو صفة أو ملامح في الشخص المتنمر عليه، ودائمًا ما يكون هذا من خلال استخدام بعض الكلمات المسيئة، كما أنه يسخر منه بالقول وأيضًا بالفعل.
وشددت الأشوح على أن الكثير من المجتمعات تحمل مفاهيم مغلوطة عن أسباب حدوث الإعاقة وطبيعة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ؛ وتسهم هذه المفاهيم والرؤى في توليد اتجاهات سلبية نحو هؤلاء الأشخاص وقضاياهم وتؤثرعلى الاستجابة المجتمعية للإعاقة والأشخاص ذوي القدرات الخاصة في تلك المجتمعات ، وقد تضافرت الاتجاهات السلبية ضد ذوى الإعاقة المدمجين بمدارس التعليم العام فلا يوجد شخص معاق بقدر ما يوجد مجتمع معيق.
كما يعتبر التنمر أحد أشكال العنف، الذي دائمًا ما يلجأ إليه بعض الأشخاص الذين يفضلون دائمًا استغلال قوتهم في إيذاء أشخاص آخرين قد يكونوا أضعف منهم، كما أن التنمر يمكن أيضًا أن يندرج ضمن أشكال العنصرية، التي يتنمر فيها البعض على أشكال وطباع الآخرين.
أنواع التنمر المدرسي ضد الطلاب ذوي الإعاقة
ويوجد العديد من أنواع التنمر، ولكن الأكثر شيوعًا وانتشارًا من بين هذه الأنواع
هو: التنمر المدرسي وهذا النوع من التنمر يكون من خلال مجموعة من الأشخاص أو من الطلاب، يجتمعون على طالب واحد، ويبدءون في إطلاق عليه بعض الأسماء والعبارات التي تساعدهم في التعبير عن الصفة التي ينبذوها فيه.
ويعتبر هذا النوع من التنمر هو أصعب أنواع التنمر، فقد يكون السبب في أن ينشأ الطفل بشكل غير سوي، فيصبح محب للعزلة، ودائمًا ما يرغب الابتعاد عن كل من حوله وأن ينعزل عنهم.
أشكال التنمر حسب الصفة
أن التنمر حسب صفات الإنسان البشرية يوجد منه شكلين، وهذان الشكلين هم:
التنمر بسبب اللون
يعد التنمر حسب اللون هو أكثر الأشكال شيوعًا بين الطلاب أو الأشخاص العادين، كما أن هذا النوع من التنمر يمكن أن يندرج تحت العنصرية، كما أنه يشير إلى التميز.
التنمر بسبب الدين
نجد بعض الأشخاص يسخروا من أشخاص آخرين يتبعون دين آخر مخالف لما يتبعه الأشخاص المتنمرون، ويتم هذا من خلال استخدامهم لبعض العبارات المسيئة، التي دائمًا ما تكون سبب في إثارة الغضب فيما بينهم.
أشكال التنمر حسب السلوك
هناك العديد من ردود الأفعال المتعلقة بالتنمر، والتي من ضمنها:
التنمر اللفظي
هذا النوع من التنمر يستخدم فيه ألفاظ بذيئة للغاية، بالإضافة إلى أنه يستخدم فيه الشتائم والإهانات، وقد يتسبب هذا ترك جرح عميق داخل ذوي الإعاقة.
التنمر الجسدي
أما بالنسبة لهذا النوع من التنمر فيتم من خلال تعدي بعض الأشخاص على غيرهم بالضرب والإيذاء الجسدي.
التنمر العاطفي
في بعض الأوقات نجد بعض الأشخاص يسخرون من مشاعر أحد الأشخاص، ودائمًا ما يتسبب له في العديد من المواقف المحرجة التي تكون السبب وراء إظهار ضعف الطرف الآخر والاستهزاء به.
أساليب التنمر
هناك بعض الأساليب التي يلجأ لها العديد من المتنمرين ودائمًا ما يتبعونها عن عمد، ومن هذه الأساليب:
التنمر المباشر
أن هذا النوع يعتمد على ألحاق الأذى بالآخرين بشكل مباشر، وفي الغالب يكون من خلال ضربهم وصفعهم وأيضًا الهجوم عليهم.
التنمر الغير مباشر
وهذا النوع يتم من خلال القيام بالسخرية والقيام بتوجيه العديد من الإهانات والتسلط وفرد القوة على الآخرين، بالإضافة إلى نشر الإشاعات، التي تكون دائمًا سبب في نشر الشائعات بين الأشخاص، التي تكون السبب في شعور الطرف الآخر بأنه شخص منبوذ وغير مرغوب في وجوده.
أسباب التنمر في المجتمع
هناك العديد من الأسباب التي تكون سبب في انتشار ظاهرة التنمر بين العديد من الأشخاص، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:
قد يكون السبب وراء التنمر هو بث رسالة التفرقة داخل المجتمع، التي تعمل على القيام باستبعاد فئة معينة من فئات هذا المجتمع، ويكون هذا بناء على لون أو جنس أو ديانة هذه الفئة.
وأيضًا من أهم الأسباب هو عدم وجود أي قوانين صارمة تعمل على تجريم هذه الظاهرة، وتقوم بمعاقبة من يقوم بها.
هذا بالإضافة إلى قلة وجود الحملات التي تعمل على التوعية، والتي تشير إلى أهمية احترام صفات ومعتقدات بعضنا البعض داخل مجتمع واحد.
كما أن وجود زيادة واضحة في الفرق بين الطبقات وبعضها داخل مجتمع واحد، يكون السبب وراء انتشار التنمر بين أفراد هذا المجتمع، فنجد الفئة الغنية تسخر من الفقيرة.
علاج التنمر المدرسي ضد الطلاب ذوي الإعاقة
إن التنمر ليس فقط إيذاء للطفولة بل أنه أيذاء لكل شخص مر به بل يعد تحرشاً يؤدى إلى إقصاء الآخر على أساس الثقافة أو الأصل أو اللون أو الجنس أو الإعاقة.
فقد أكدت دراسات Pacer Center أن الأطفال ذوي الإعاقة أكثر عرضة للتنمر وأن هناك علاقة بين التنمر وإعاقات النمو تتراوح ما بين الضعف أو الثلاث أضعاف مقارنة بأقرانهم من العاديين ، كما أشارت أحد هذه الدراسات إلى أن نسبة (60% ) من الأطفال ذوي الإعاقة يتعرضوا للتنمر بانتظام مقابل (25%) من أقرانهم العاديين بالمدرسة .
ومن هنا فأن كل من الأطفال العاديين والأطفال ذوي الإعاقة يمكن أن يواجهوا إنفعالات سلبية أو تدهور بالحالة الصحية والاحساس بالغربة وبعض التاثيرات السلبية الآخرى مثل رفض الأقران والعزلة الأجتماعية بتعرضهم لسلوك التنمر
إن الجزء المؤلم في التنمر هو إهانة الطفل أمام الآخرين ، مما يجعله يتسأل لماذا يتعامل معه الآخرين بهذه الطريقة ؟ ، وربما لأنه يستحق هذه المعاملة القاسية والرفض والوحدة والإقصاء أو لأنه وضيع عديم الفائدة في نظرهم أو ان هناك شيء خاطئ فيه ، كل هذه المشاعر تدمر تقدير الطفل لذاته وربما تؤدى إلى اكتئابه وربما انتحاره
وقد أشار مسعد ابو الديار 2012 أن هناك عوامل مشتركة بين التنمر والضحية حيث يعانى كل من المتنمر والضحية من ذوي الإعاقة تدنى تقدير الذات وكذلك انخفاض مفهوم الذات ، وكذلك تدنى درجات ضحايا التنمر على مقياس التكيف الاجتماعي ، وتدنى كل من السيطرة على الذات والمهارات الاجتماعية ، كما أشارت ( Jonee, 2013) إلى أن الأطفال المعاقين أكثر استهدفاً للتنمر.
تتحدد المشكلة في الاتي :
- ما مستوى انتشار التَنمُّر المدرسي للمدمجين
- ما أكثر أشكال التَنمُّر المدرسي انتشاراً
- التعرف على معدل انتشار التَنمُّر المدرسيالأهمية :
- أهمية الفئة وهى طلاب الدمج, وتتميز هذه الفئة بالقابلية للتعليم, والقدرة على النجاح في المدرسة واكتساب المهارات الاجتماعية والخبرات العملية إذا ما توفر لهم الدعم والمساعدة, والخدمات الإرشادية المناسبة التي تساعدهم على التغلب على المشكلات التي تواجههم, فاذا كان الأطفال العاديون يحتاجون إلى الخدمات الإرشادية فإن الأطفال المدمجين أكثر احتياجًا لهذه الخدمات.
- توفير برنامج لخفض سلوك التَنمُّر المدرسي , ومن ثم يمكن للمؤسسات المختلفة التي تهتم برعاية الأطفال المعاقين في خفض سلوك التَنمُّر وما يترتب عليه من مشكلات باتت تؤرق أولياء الأمور والقائمين على العملية التعليمية وعلى المجتمع بأسره.
- بناء وتطبيق برامج إرشادية ، تعتمد على مداخل ارشادية أخري يمكن تطبيقها للاستفادة منها على عينات مختلفة من الأطفال والمراهقين المعاقين عقليًا وعلى فئات ذوي الإعاقة العقلية الأخرى
لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا
اقرأ أيضًا
وزارة الصحة: زيادة إصابات كورونا ويجب تطبيق الإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات
موعد نهائي كأس الأمم الأفريقية لكرة اليد 2022 .. مصر تبحث عن اللقب الثامن