لمواجهة الشلل الدماغي … أكدت الدكتورة سحر محمد حسنين، أستاذ طب أعصاب الأطفال كلية الطب جامعة عين شمس، إن الشلل الدماغى يعتبر من أهم أسباب الإعاقة الحركية بين الأطفال، حيث يُصِيبُ 1 – 2 من كلّ ألف رَضيعٍ.
وتكون الإصابة أكثر بين الخدج (الطفل المولود قبل موعده بثلاثة أسابيع)، مشيرة إلى أن الشلل الدماغى ليس مرضًا، إنَّما هو مجموعةٌ من الأَعرَاض بسبب تضرر فى أجزاء الدماغ (المناطق الحركية) حتى عمر ثلاث سنوات.
أسباب وأعراض الشلل الدماغي
وأضافت: قد يحدث تلف فى أماكن أخرى من الدماغ يؤدى إلى إعاقات أخرى أو اضطراب فى التطور الذهنى أو السمعى أو البصرى، منوهة إلى أن الصرع من الأمراض المصاحبة للشلل الدماغى، كذلك الاضطراب النفسى وتشتت الانتباه وصعوبات التعلم من المشاكل التى قد تصيب أطفال الشلل الدماغى، وقد تحدث هذه الإصابات بسبب نقص الأكسجين أثناء فترة ما حول الولادة، كذلك يؤدى التهاب المخ والالتهاب السحائى إلى تلف خلايا المخ.
وحول التشخيص المبكر، تقول أستاذ طب أعصاب الأطفال بجامعة عين شمس إنه يجب الاشتباه فى وجود مشكلة عندما يتأخَّر الأطفال فى التطور الحركى، ويبدأ الطفل فى صلب رقبته عند 4 أشهر، ثم الجلوس مع المساعدة بوضع وسائد، ثم الجلوس بمفرده واستخدام اليدين للحماية من الوقوع، ثم الحبو، ثم الوقوف، ثم المشى. وعادة يكون تأخر المشى حتى سن 18 شهرًا أو أكثر من أهم أسباب لجوء الأهل إلى الطبيب وعادة ما يكون هذا متأخرًا.
ولفتت إلى أنه يجب تعليم الأهل مراحل التطور الحركى والذهنى عند الأطفال، ويجب ملاحظة وجود تيبس أو ارتخاء فى العضلات فيكون الطفل لينًا بطريقة غير طبيعية أو متيبسًا فيصعب تغيير الحفاض بسبب تيبس عضلات الحوض، وقد يؤدى التيبس الشديد إلى خلع فى مفصل الحوض أو اعوجاج فى العمود الفقرى.
وفيما يتعلق بسبل وقاية أطفالنا من الإصابات الدماغية والشلل الدماغي، تؤكد أستاذ طب أعصاب الأطفال بجامعة عين شمس: نبدأ بمرحلة ما قبل الزواج والحمل، حيث يجب البعد عن زواج الأقارب لتقليل انتشار الأمراض الوراثية، ويجب الاستعداد النفسى لتربية الأطفال، أما فى فترة الحمل فيجب مراعاة الحالة النفسية للأم الحامل مع توفير التغذية السليمة والمتابعة الجيدة أثناء الحمل والولادة، وفى مرحلة الولادة، يجب أن تتم فى أماكن مجهزة لتجنب أى مضاعفات أثناء الولادة.
وتابعت: لمنع تلف خلايا المخ يتم استخدام تبريد الجسم إذا حدث اعتلال دماغى بسبب نقص الأكسجين فى فترة ما حول الولادة، وقد تم إنشاء وحدة تبريد لحالات الاعتلال الدماغى بوحدة الرعاية المركزة لحديثى الولادة بمستسقى الأطفال جامعة عين شمس منذ 2014، يشرف عليها نخبة من الأساتذة الخبراء فى أمراض أعصاب حديثى الولادة، كما أنه يجب استشارة طبيب عند حدوث حمى مصاحبة بتشنجات صرعية واضطراب فى درجة الوعى، مع البدء فى تقديم مضاد حيوى أو مضاد فيروسى بعد عمل بزل نخاع شوكى وتصوير للمخ.
التدخل المبكر للوقاية من الشلل الدماغي
وعن أهمية التدخل المبكر لمرضى الشلل الدماغي، تقول إن الإجراءات الوقائية للحد من الإعاقة تبدأ بالكشف المبكر عن حالات الإعاقة، فمثلًا متابعة التطور لكل حديثى الولادة الذين تعرضوا لمضاعفات أثناء الولادة واحتاجوا إلى دخول الرعاية المركزة.
وأضافت أن العلاج الطبيعى والعلاج الوظيفى أساسيان وقد يستمران مدى الحياة لمرضى الشلل الدماغي، لذلك يراعى تدريب الأهل على كيفية إنماء المهارات الحركية والذهنية فى البيت وسط الأسرة، لذلك يُنصح بإشراك الأسرة كلها فى ألعاب حركية جماعية مثل الكرات الملونة والسلة واستخدام أدوات الطعام والطبخ مثل عصارة الليمون وتشكيل العجين، ويجب تشجيع وتدريب الطفل على الاعتماد على النفس بطريقة صحيحة، وإشراك الطفل فى المجتمع وعدم الخجل.
وتابعت: تم توفير فريق متعدد التخصصات بمستشفى الأطفال جامعة عين شمس، للتشخيص المبكر لحديثى الولادة ذوى المخاطر العالية لحدوث إعاقات، وكذلك عيادة أعصاب الأطفال لمناظرة حالات الشلل الدماغي وعلاج الصرع، وبالتعاون مع وحدة الأمراض الصدرية والتغذية والجهاز الهضمى وجراحة الأطفال يتم علاج صعوبة البلع والاختناق أثناء الأكل، ويتم عمل جلسات علاج طبيعى لهم وتدريب الأهل على عمل جلسات بالمنزل بواسطة متخصصين من أساتذة الطب الطبيعى.
لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا
اقرأ أيضًا
لتحسين معيشة ذوي الإعاقة .. الصين تبدأ سياسات داعمة لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة
أسعار الذهب اليوم الاثنين في مصر 14-3-2022