تقاريرسلايدر

تعرف على مرض عمى الألوان .. الأسباب وطرق العلاج

كتبت: آمال زغلول 

عمى الألوان ليس شكلاً من أشكال العمى، ولكنه قصور في طريقة رؤية اللون، فإذا كان الشخص مصاب بعمى الألوان، يصعب عليه التمييز بين ألوان معينة، مثل الأزرق والأصفر أو الأحمر والأخضر.

وهو حالة وراثية تصيب الذكور بصورة أكثر من الإناث، أي بنحو 8 في المائة من الذكور وأقل من 1 في المائة من الإناث يعانون من مشاكل في رؤية الألوان.

أغلب الأشخاص الذين يُعدُّون من المصابين “بعمى الألوان” يمكنهم رؤية الألوان، ولكن تبدو ألوان باهتة ويسهل خلطها بألوان أخرى حسب نوع القصور في رؤية الألوان.

وعلى عكس الاعتقاد الشائع بأن الشخص المصاب بعمى الألوان يري ظلالاً رمادية فقط.

من الممكن أن يشير فقدان رؤية الألوان المفاجئ أو التدريجي إلى عدد من المشكلات الصحية مثل إعدام عدسة العين، ومن خلال اختبار عمى الألوان عند الطبيب المختص يمكن أن يساعد في تحديد نوع فقدان الألوان الذي يعانى منه الشخص المصاب.

أسباب الإصابة بمرض عمى الألوان

  1. يحدث عمى الألوان عندما تخفق الخلايا الحساسة للضوء داخل الشبكية في الاستجابة بصورة مناسبة إلى الاختلافات في الأطوال الموجية للضوء، والتي تمكِّن الأشخاص من رؤية أي مجموعة مصفوفة من الألوان. المستقبلات الضوئية في الشبكية تسمى بالنبابيت والمخاريط. النبابيت أكثر عددًا (يوجد 100 مليون نبوت تقريبًا في شبكية الإنسان)، وهي أكثر حساسية للضوء، ولكن النبابيت ليست قادرة على تمييز الألوان. المخاريط التي يتراوح عددها بين 6 إلى 7 مليون مخروط في شبكية الإنسان مسؤولة عن رؤية الألوان، ومستقبلات الضوء تلك تتكثف في المنطقة المركزية من القرنية المعروفة باسم البقعة. مركز البقعة يعرف باسم النُقرة، وهذه المنطقة بالغة الصغر (قطرها 0.3 ملم) تحتوي على التركيز الأعلى من المخاريط في الشبكية ومسؤولة عن رؤيتنا الأكثر حدة للألوان. ترتبط الأشكال الوراثية من عمى الألوان بقصور في أنواع معينة من المخاريط أو الغياب التام لهذه المخاريط.
  2. مرض باركنسون: هو عبارة عن اضطراب عصبي، فقد تتلف الخلايا العصبية الحساسة للضوء في الشبكية، وهي المكان الذي تتم فيه معالجة الرؤية ولا يمكنها تأدية وظيفتها بشكل صحيح.
  3. إعتام عدسة العين: ضبابية عدسة العين الطبيعية التي تحدث بفعل إعتام عدسة العين يمكن أن تتسبب في رؤية الألوان “باهتة”، مما يجعلها أقل سطوعًا. ولحسن الحظ، جراحة إعتام عدسة العين بإمكانها استرداد رؤية الألوان الساطعة عند إزالة العدسة الضبابية الطبيعية واستبدالها بعدسة داخلية اصطناعية.
  4. بعض الأدوية: أُثبِت أن الأدوية المضادة للنوبات المعروفة باسم تياجابين تقلل رؤية الألوان بنسبة تبلغ حوالي 41 في المائة للأشخاص المستخدمين للعقار، ولكن ذلك لا يحدث لكل الأشخاص.
  5. اعتلال ليبر العصبي الوراثي البصري (LHON): هذا النوع الموروث من الاعتلال العصبي البصري يمكن أن يؤثر على المصابين به من الذين لا تظهر لديهم أعراض أخرى ولكنهم مصابون بأحد درجات عمى الألوان. ويلاحظ عيوب رؤية اللونين الأخضر والأحمر في المقام الأول لدى المصابين بهذه الحالة.
  6. متلازمة كالمان: تنطوي هذه الحالة الوراثية على قصور الغدة النخامية والذي بدوره يمكن أن يؤدي إلى نمو غير مكتمل أو غير معتاد متعلق بالنوع مثل الأعضاء الجنسية. ويمكن أن يكون عمى الألوان أحد أعراض هذه الحالة.
  7. التقدم في العمر: يمكن أن يحدث عمى الألوان عند التقدم في العمر الذي يؤدي إلى تلف الخلايا الشبكية. كما يمكن أن تتسبب الإصابة أو تلف مناطق المخ حيث تتم فيها معالجة الرؤية إلى الإصابة بفقدان رؤية الألوان أيضًا.
  8. قد يكون الإصابة بعمى الألوان مكتسبة في بعض الحالات، أي أنّ بعض الحالات الصحيّة قد تجعل شخصاً لم يُولد بعمى الألوان أكثر عرضة للإصابة به لاحقاً نتيجة تسبّبها بخلل في شبكيّة العين أو أحد أعصابها. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا النوع من عمى الألوان عادة ما يتطوّر ويسوء مع مرور الوقت، كما أنّ تأثيره يختلف في كل عين عن العين الأخرى.. ومن أهم الحالات التي قد تؤدي إلى الإصابة المكتسبة بعمى الألوان:

الإصابة ببعض الأمراض الصحيّة: كمرض السكري، والمياه الزرقاء في العين، والتصلب المتعدد، والتنكس البقعي، والألزهايمر، وسرطان الدم، وفقر الدم المنجلي، والاضطرابات الأيضية، وأمراض الأوعية الدموية، بالإضافة للإصابات الجسدية مثل التعرض لبعض المواد الكيميائيّة: كثاني كبريتيد الكربون، والستيرين، وتناول بعض أنواع الأدوية: كالديجوكسين Digoxin والفينيتوين  Phenytoin، والسيلدينافيل  Sildenafil، والهيدروكسي كلوروكوين   Hydroxychloroquine   المُستخدم في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي.

ما هو مرض عمى الألوان .. الأسباب وطرق العلاج
ما هو مرض عمى الألوان .. الأسباب وطرق العلاج

تشخيص عمى الألوان

  • يتم تشخيص عمى الألوان عندما يلجأ الطبيب إلى فحص يُعرف باختبار اشيهارا  Ishihara Test لتشخيص الإصابة، ويقوم الاختبار على عرض لوحة تحتوي على أرقام مُشكّلة من نقاط ملوّنة في خلفيّة منقوطة بلون آخر، ومن ثمّ تُقاس قدرة الشخص على قراءة الرقم، فإن لم يستطع أن يرى الأرقام يكون الشخص غالباً مُصاباً بعمى الألوان. وعند الإصابة بعمى الألوان في اللونين الأحمر والأخضر، فعادة ما يرى المُصاب اللونين بشكل متقارب ومائل إلى اللون البنيّ فلا يستطيع التفريق بينهما.
  • أمّا في حال اضطراب رؤية اللونين الأصفر والأزرق فقط فعادة ما تكون الإصابة مكتسبة نتيجة ضرر في الأعصاب البصريّة، وبالتالي فإنّ الطبيب قد يوصي بإجراء فحص لتحديد عمى الألوان بعد ظهور بعض الأعراض: كضعف الرؤية أو ظهور بقع بيضاء أو داكنة عند النظر بشكل مستمر.
  • كما يمكن فحص احتمالية الإصابة بعمى الألوان باستخدام فحص آخر يسمى بفحص ترتيب الألون، يُطلب من الشخص ترتيب بعض الأشاء الملوّنة حسب اللون ودرجته.
ما هو مرض عمى الألوان .. الأسباب وطرق العلاج
ما هو مرض عمى الألوان .. الأسباب وطرق العلاج

طرق علاج عمى الألوان

وفقًا لما ذكره الباحثون في جامعة واشنطن، في الوقت الحالي لا يوجد علاج لعمى الألوان الخلقي أو الذي يُولد به المصاب، أمّا في حالة الإصابة بعمى الألوان الناتج عن الإصابة بغيره من الأمراض والحالات الصحيّة، فقد يُساعد علاج الحالة المُسبّبة له أو التعديل على الدواء المُسبّب. ولكن هناك بعض الأساليب التي يمكن أن تساعد بصورة أفضل مثل:

  1. تشخيص القصور في رؤية الألوان مبكرًا قد يمنع مشكلات بشكل أكبر.
  2. استخدام العدسات والنظارات المتخصصة: يستخدم بعض الناس عدسات خاصة لتحسين رؤية الألوان، وهي عبارة عن فلاتر تتوفر إما في شكل عدسة لاصقة أو نظارة شكل العدسة، يتم وضعها على أحد العينين أو كلتيهما لمُساعدة المصاب على رؤية الألوان والتفريق بينهما.
  3. تعلَّم كيفية التعرُّف على العناصر الملونة المعينة حسب ترتيبها بدلاً من لونها.. على سبيل المثال، احفظ موضع الألوان في إشارات المرور.
  4. تنبيه المدرسة: في حال إصابة أحد الأطفال بعمى الألوان، يُنصح الآباء بإخبار المدرسة عن الإصابة، وذلك للتعديل على المواد الدراسية إذا وجب ذلك لتسهيل التعلّم للطفل.
  5. الاستعانة بالعائلة: أي سؤال أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء عن الألوان عند الحاجة.. مثل عند تنسيق ألوان الملابس أو تحديد طبيعية الطعام المُتناول.
  6. الانتباه للإضاءة: يُقصد بذلك اختيار أفضل أنواع الإضاءة للمنزل، لما لذلك من أهميّة في المساعدة على تحسين وضوح الألوان والتفريق بينها.
  7. استخدام وسائل التكنولوجيا: كاستخدام بعض الخيارات المُتاحة في أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الالكترونيّة التي تتيح سهولة الاستخدام، كما تتوفر بعض التطبيقات التي من الممكن تحميلها على الهاتف المحمول، والتي من الممكن أن تُساعد المُصاب على تحديد الألوان.
  8. أغلب الأشخاص قادرون على التكيف مع حالات قصور رؤية الألوان بدون الكثير من المتاعب.

اقرأ أيضًا:

خطوات التسجيل لاستخراج بطاقة الخدمات المتكاملة للإعاقات الشديدة
رسميًا.. ضم مرضى القلب وأمراض الدم والاضطرابات النفسية لـ ذوي الإعاقة
الدمج التعليمي .. تعرف على أنواع الإعاقات المقبولة بالمدارس
ضوابط تقدير أنصبة الجمع بين المعاشات لـ ذوي الإعاقة (التفاصيل)

لمتابعة موقع نُساعد :

آخر الأخبار اضغط هنا
حساب الفيسبوك اضغط هنا
حساب تويتر اضغط هنا

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى