سلايدر

تقرير: نصف الأشخاص الذين تم قتلهم على أيدي الشرطة كانوا من أصحاب الإعاقات

 

كتبت: غادة سويلم

كشف تقرير نشره موقع news nbc، عن أن حوالي نصف الأشخاص الذين يموتون على أيدي الشرطة كانوا يعانون من نوع ما من الإعاقات، وخصوصًا في حالات الطوارئ الذي يقوم فيه ضباط الشرطة باستخدام القوة المميتة بدلًا من توفير الرعاية العاجلة للأشخاص ذوي الإعاقة والذين اضطر ضباط الشرطة إلى إطلاق النار عليهم أثناء القبض عليهم.

أوضح التقرير، الذي نشرته مؤسسة Ruderman Family Foundation، وهي منظمة معنية بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، أنه على الرغم من أن تفاعلات الشرطة مع الأقليات تستدعي مزيداً من التدقيق، إلا أن الاعتبارات المتعلقة بالصحة العقلية لا تزال مهملة في التغطية الإعلامية وسياسة إنفاذ القانون.

وأوضح الباحثون الذين عملوا على هذا التقرير ومنهم المؤرخ ديفيد بيري وخبير المتخصص في شؤون ذوى الإعاقة لورنس كارتر لونج، الذي قام بتحليل ورصد هذا النوع من الحوادث من الفترة 2013 إلى 2018.. يقول: “أصبحت الشرطة تشكل خطر كبير على أصحاب الإعاقات العقلية، خاصة الذين يعانون من إعاقات نفسية. فنعم هؤلاء المرضى يشكلون خطرا على أنفسهم والآخرين في بعض المواقف، إلا انه ليس سببًا لهذا العنف الذي يقوم به ضباط الشرطة اتجاههم”.

يذهب التقرير مباشرة إلى إبراز قضية بعينها وهي المناقشات والتصرفات العنصرية المتعلقة بالشرطة اتجاه أصحاب الإعاقات، مشيرًا إلى أنه عندما يتم كشف حالات تتصف بالوحشية من قبل الشرطة، فأنك تجد أن أغلبهم ركز على العرق والأصل.

يعطى التقرير مثالًا لأكثر القضايا الوحشية التي قامت بها الشرطة وتمت مناقشتها مؤخرًا إعلاميًا، وكانت حول إطلاق شرطة شيكاغو على لاكوان ماكدونالد، وهو مراهق من أصحاب البشرة السمراء، والذي قُتل بينما كان يتصرف بشكل خاطئ ويحمل سكينًا. اتخذ الادعاء خطوة غير عادية بتوجيه الاتهام إلى ضابط بجريمة قتل من الدرجة الأولى، مشيرين إلى أن ماكدونالد لم يشكل تهديدًا قاتلًا للضباط الذين أحاطوا به. عندما تم إطلاق شريط فيديو لإطلاق النار، أثار ذلك استقالة قائد شرطة شيكاغو وتمت مناقشة ركزت على تعزيز الوطنية حول العرق وما يجب على الشرطة فعله لتخطى أي شعور بالعدوانية يكون سببه العنصرية.

وزير التربية والتعليم: مناهج جديدة للتربية الفكرية ودليل معلم للصم والمكفوفين

ويوضح التقرير، أنه كان هناك تركيز أقل بكثير على صحة المراهق ماكدونالد. وفقًا لتحقيق لاحق أجرته صحيفة شيكاغو تريبيون، والذي حمل مفاجأة للجميع، بان ماكدونالد كان يعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة و “مشاكل معقدة في الصحة العقلية”، وفقًا لما جاء في التحقيقات.

قد تكون هذه الحقيقة ذات صلة بسلوكه ليلة وفاته – والطرق التي ربما جعلت الشرطة تتصرف بهذا السلوك الوحشي دون تفكير بالجانب الإنساني.

وفقًا لخبراء إنفاذ القانون، فهم يرون أنه من المهم أن يقوم الضباط بتقييم المشكلات التي قد يواجهها المشتبه فيه بدقة وحذر، فيستطيع رجل الشرطة ان يحافظ على حياة المشتبه فيه وعلى حياة الآخرين دون أن يتم قتل أحد، فهذا ما تدربوا عليه خصوصًا وأن المتشبه فيه هنا كان مراهقًا.

يقول جيم كافانو، الوكيل الفيدرالي السابق ومحلل MSNBC حول ذلك:” الضباط هم أشخاص ذوو توجه عملي بعيدًا عن أي تفاعلات إنسانية. لهذا، يجب أن يكون التدريب دائمًا يركز على التقييم بشكل أكثر عقلانية وبطيء إن أمكن”.

واقترح “كافانو” أنه في حالة فشل آليات أخرى لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة أو اصحاب المرض العقلي، فغالبًا ما سينتهي الأمر بقيام الشرطة بقتلهم. تخيل ان يستوعب شخص مريض عقلي بجملة “قف مكانك والا سأقضى عليك”

ويستشهد التقرير أيضًا بالمثال المأساوي لإيثان سايلور، البالغ من العمر 26 عامًا، والذي كان يعاني من متلازمة داون. كان ايثان يحاول ببساطة قضاء يوم لمشاهدة فيلم سينما، لتكون النهاية مأساوية عندما قُتل في عام 2013.

اشترى سايلور تذكرة لمشاهدة فيلم “Zero Dark Thirty” ، ولكن عندما حاول البقاء في المسرح لعرض ثانٍ للفيلم ، دخل في مشادة مع أمن المسرح.

كان سيلور غير مسلح، وثلاثة من نواب مقاطعة فريدريك خارج الخدمة، الذين عملوا كحراس أمن، قاموا بضبطه وسحبه من المسرح إلى أن مات بسبب الاختناق.

الشهود العيان وصفوا المشهد بأنه كان مأساويًا من الدرجة الولي، عندما كان يصرخ سايلور قائلا “ماما .. ماما .. أين أنتِ”؟ فقد كان أمر مؤلم ولم يشفع هذا لدى الأمن. الأكثر قسوة لم يكن هذا، وإنما ما تلى ذلك، فوفقًا لدعوى قضائية رفعتها عائلته. قامت السلطات الأمريكية باستبعاد شبهة القتل المتعمد. ورفضت هيئة محلفين كبرى في ولاية ميريلاند توجيه الاتهام للضباط. كان أمر صادم للمجتمع الأمريكي ولذوي الإعاقات.

يقارن التقرير حالة سايلور بالعديد من الحالات الأخرى التي استخدمت فيها الشرطة القوة على الأفراد غير الممتثلين لمتلازمة داون. فالمعنى الضمني هو أنه عندما يتم استخدام القوة لمعالجة الامتثال – وهو خيار في الشرطة التقليدية – يأتي بنتائج عكسية دون الانتباه بعناية لصحة المشتبه فيه أو قدراته المعرفية لما يواجهه.

خطوة بخطوة .. طريقة استخراج كارت الخدمات المتكاملة

يوصي التقرير بأن يجب ان تعتمد الشرطة تدريباً خاصًا لمعالجة المواقف التي يكون فيها المشتبه به من الأشخاص ذوي الإعاقة، وأيضًا، اوصى التقرير بضرورة فتح حوار عام لمناقشة الوحشية التي يقوم بها ضباط الشرطة، فيجب أن تأخذ في الاعتبار ضرورة التدقيق مع ذوي الإعاقة قبل استخدام الشرطة للقوة معهم.

تقوم بعض أقسام الشرطة بتجربة أساليب جديدة. ففي أغسطس 2017 ، أطلقت شرطة فينيكس فرقة كاملة واطلقت عليها اسم،  فريق التدخل في الأزمات، المكرس للاستجابة لحالات الطوارئ التي تنطوي على مشاكل الصحة العقلية.

نشأت المبادرة عن مخاوف من أنه في فينيكس، كان حوالي واحد من بين كل عشرة من ضباط قاموا بالفعل بإطلاق النار على مشتبه بهم كانوا يعانون من مرض عقلي. كان هناك أيضًا غضب محلي شديد بعد إطلاق الشرطة النار على ضحية جديدة وهي ميشيل كوسو، وهي امرأة تم تشخيصها على أنها مصابة بالفصام.

جاءت الشرطة إلى منزل كوسو لنقلها إلى مرفق للصحة العقلية، بموجب أوامر من المحكمة، لكن عندما زُعم أنها رفضت وبدأت تهدد ضابط بمطرقة، قام الضابط سريعا بدون أي تفكير بإطلاق النار عليها لتموت في وقتها.

وانتقد الكثيرون الحادث باعتباره تصعيدًا يمكن تجنبه، ومثالًا لسيناريو تحتاج فيه الشرطة إلى إعداد أفضل لمواجهة حالة العجز المتوقعة.

الامر الذي اعتبرته منظمات حقوقية بان لديهم حرب كبيرة ستستغرق وقتًا طويلا من أجل ارساء مفاهيم بديهية لضرورة التعامل مع ذوي الإعاقات في حالات العنف.

 

 

 

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى