سلايدر

دراسة توصي بإتاحة وسائل التعليم الحديثة لذوي الاحتياجات الخاصة

 

كتب: رامي محمد

قدم الدكتور أحمد إسماعيل حسين عميد كلية الإعلام جامعة السودان دراسة حديثة عن “الوسائل التعليمية التي تتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة المعوقات والحلول”.

قسم “إسماعيل” بحثه إلى ستة مطالب، المطلب الأول عبارة عن الإطار المنهجي للبحث، والمطلب الثاني جاء بعنوان أصحاب الحاجات الخاصة، والمطلب الثالث تحدث عن أنواع الإعاقة، وتناول المطلب الرابع أسالیب تنمیة قدرات المعاق، والمطلب الخامس تناول نماذج لعظماء ومشاهیر للمعاقین على مر التاریخ، وكان المطلب السادس عبارة عن الدراسة التطبیقیة واشتمل على إجراءات الدراسة التطبیقیة والنتائج والتوصیات.

ومن أهم النتائج التي توصل إليها البحث، أن الحاجة ماسة لتوطین صناعة الوسائل التعلیمیة لذوي الحاجات الخاصة، داخل الدول العربیة، لتفعیل دورها في الاستفادة القصوى لدیهم، وأن من أهم أسباب عدم استفادة أصحاب الحاجات الخاصة من الوسائل التعلیمیة الحدیثة، هو عدم الاهتمام العربي الرسمي باستخدام تلك الوسائل، کما أن الدول العربیة لیس لدیها خطط واستراتیجیات لاکتشاف المقدرات العقلیة للمعاقین، وأن أصحاب الحاجات الخاصة  قادرین على التمیز العلمی إذا ما توفرت لهم الوسائل التعلیمیة الحدیثة.

فإن تضييق المسافة الحضارية ما بين الشعوب العربية وشعوب الدول المتقدمة في أوروبا وأمريكا التي تأتي بالخطط المحكمة التي تتيح لكل فرد بالمجتمع العربي لتقديم أقصى ما لديه من فكر وإبداع علمي لخدمة المجتمع.

ويرى الباحث ضرورة أن تشمل تلك الخطط الاهتمام بشريحة المعاقين، التي غالبا ما تهدر مقدراتهم وتعطل طاقاتهم بإبعادهم عن استراتيجيات الدول العربية والإسلامية في بناء مجتمعاتها، وقد أضاف قدماء العرب الأفذاذ الكثير للحضارة الإنسانية التي توقف تواصلها بسببنا نحن وبعدنا عن المبادرات الخالقة واقتناعنا بالفرجة على نتائج الفكر الغربي، والذي نحاول جاهدين تطبيقه في مجتمعاتنا العربية والمسلمة، إلى أن ذلك النبت قد لا يثمر في بيئة لا تناسبه.

فكرة الاهتمام بالمعاق العربي ظلت تشغل بال الباحث قبل عدة سنوات، وانشغل عنها بسبب المهام الأكاديمية التدريسية والبحثية والإشراف الأكاديمي، لكنها سرعان ما استحوذت على تفكيره مجددًا بعد أن اطلع على محاور المؤتمر الدولي الأول الذي تقيمه المؤسسة العربية للتربية والعلوم والآداب واحتضنته جامعة القاهرة العريقة.

أما مشكلة هذا البحث ترتبط بفئة مجتمعية هامة هي فئة أصحاب الحاجات الخاصة التي يتم تغييبها وتجاهلها في كثير من خطط وبرامج تطوير القدرات التعليمية التي تمكنهم من التميز في الكثير من المجالات وبالتالي مساهمتهم في ما يدفع بالبشرية إلى آفاق أرحب، رغم الأثر الكبير لأفذاذ منهم على مر التاريخ الذين سطروا أسمائهم بأحرف من نور وقدموا للبشرية ما عجز عن تقديمه كثير من الأصحاء.

فعزم الباحث على دراسة هذه المشكلة بغية التوصل لرؤى تسهم في تقديم بعض الحلول التي تنصف هذه الفئة، وتعمل على تفجير طاقاتها واستثمار مقدراتها العقلية، وذلك لا يتأتى إلا من خلال تسهيل عمليتي التعليم والتعلم لهذه الفئة، غير أن الباحث توصل إلى العديد من المعوقات التي تحول دون الاستفادة القصوى من الوسائل والمعينات التعليمية لدى فئة أصحاب الحاجات الخاصة، فقدم من خلال البحث بعض الحلول التي ربما تسهم في حل مشكلة البحث.

واما الهدف النهائي للعلم هو فهم العالم من حولنا ويسود هذا الهدف جميع العلوم علي اختلاف مجالاتها، ويقصد بالفهم من وجهة نظر العلم القدرة علي وصف الظاهرة وتفسيرها ومن ثم إمكانية التنبؤ بالأحداث، وبمعني آخر فإن الفهم العلمي يعمل لتحقيق أربعة أهداف خاصة هي الوصف، التفسير، التنبؤ والسيطرة.

أما هذا البحث هدف لتحقيق الاتي: كشف المعوقات التي تحول دون استفادة ذوي الاحتياجات الخاصة من الوسائل التعليمية، مع محاولة تقديم رؤى جديدة تسهم في تقديم حلول لمشكلة هذا البحث، مع رفع مقدرات المعاقين وتأهيلهم علميا للمشاركة الفاعلة في خدمة المجتمع، واكتشاف نجوم مجتمع جدد أسوة بأفذاذ المعاقين الذين مروا عبر التاريخ.

وأوضح الباحث أهمية التأهيل المهني لأشخاص ذوي الإعاقة، أن التأهيل عملية تتضافر فيها جهود فريق من المختصين في مجلات مختلفة، لمساعدة الشخص المعاق على تحقيق أقصى ما يمكن من التوافق في الحياة، من خلال تقويم طاقاته ومساعدته على تنميتها والاستفادة منها لأقصى ما يمكن.

بهدف تحقيق الكفاية الاقتصادية عن طريق العمل بمهنة أو حرفة أو وظيفة والاستمرار بها، كما تشمل هذه العملية المتابعة ومساعدة ذوي الإعاقة على التكيف والاستمرار والرضا عن العمل، والاستفادة من قدراتهم الجسمية والعقلية والاجتماعية والمهنية والإفادة الاقتصادية بالقدر الذي يستطيعونه، وتحقيق ذواتهم وتقديرهم لها وإعادة ثقتهم بأنفسهم، وتحقيق التكيف المناسب والاحترام المتبادل بينهم وبين أفراد المجتمع باعتبارهم أفرادا منتجين فيه، وهو يساعد على ممارستهم لحقوقهم الشرعية خاصة في مجال الحصول على الأعمال التي تتناسب مع استعداداتهم وإمكانياتهم ويساهم التأهيل المهني لأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في دفع عجلة التنمية، والذي لا يقتصر على استغلال طاقات الفرد وكفايته الذاتية من الناحية الاقتصادية، بل يتعداها إلى توفير الأيدي العاملة من جهة، وتوجيه الطاقات المعطلة عندهم إلى الإنتاج، وزيادة الدخل من جهة ثانية، ونتيجة لنجاح عملية التأهيل وحصول الشخص ذي الإعاقة على العمل المناسب يطرأ تغير في اتجاهات الناس ونظرتهم نحوه بحيث تتطور من النظرة السلبية وأنه عالة على المجتمع إلى النظرة الإيجابية، ونجاح عملية التأهيل بشكل عام لا يمكن تحقيقه إلا إذا أخذنا بعين الاعتبار ظروف الشخص وخصائصه وميوله وقدراته وسمات شخصيته ومستوى تكيفه ومستواه التعليمي ودرجة إعاقته، ومقدار دعم الجماعة له، واستعداد المجتمع لتوفير فرص النجاح الملائمة لعملية التأهيل بما فيها تغيير الاتجاهات وسن التشريعات التي تعطي المعوق حقوقه الإنسانية سواء في النواحي التربوية والاجتماعية وفرص العمل كغيره من المواطنين.

والتخطيط لبرامج التأهيل المهني بحيث يتناسب مع قدرات الشخص المعاق وميوله ومتطلبات سوق العمل المحلي ، ومراعاة الظروف الإقتصادية للبيئة التي سيعش فيها.

ومن امثال الأفذاذ الذين ساعدوا المجتمع من ذوي الإحتياجات الخاصة” طه حسين- محمد صادق الرفاعي- أبو العلا المعري- الإمام الترمذي”.

ومن أهم التوصیات التی خلص لها البحث ضرورة توطین صناعة الوسائل التعلیمیة لذوي الحاجات الخاصة داخل الدول العربیة، وأهمیة استحضار الحدیث منها، واتاحته لذوي الحاجات الخاصة، وعلى الدول العربیة وضع خطط لاکتشاف المقدرات العقلیة لذوي الحاجات الخاصة وتأهیلهم وتمکینهم من الإسهام فیما یفید البشریة، وأوصت الورقة بالتعاون العربي في مجالات الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة .

 

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى