قصتي

“سودها تشاندران” الفتاة الهندية التي ترقص بساق واحد

كتبت ـ صفا بكري 

استطاعت الفنانة الموهوبة “سودها تشاندران” أن تخلد اسمها في سماء الهند، بعد أن تتخطت الصعاب والظروف التي أحاطت بها أدت إلي بتر ساقيها . لترقص بساق واحد.

ولدت” تشاندران” عام 1964 بمدينة تشيناي بجنوب الهند ،هي الابنة الوحيدة للسيد “تشاندران” وهو شخصية مشهورة في المجتمع الثقافي والاجتماعي في مدينة مومباي لأكثر من 50 سنة، اكتشفتها والدتها موهبتها في الرقص الهندي منذ صغرها، شجعتها وآمنت بموهبتها، وقدمت لها في دورات الرقص، وتفائل كل من حولها بمستقبل كبير .

تخرجت “تشاندران” من جامعة “ميثيباي” بمدينة مومباي، وحصلت علي ماجيستير في الاقتصاد من نفس الجامعة.

الجمارك تصدر منشورًا لتطبيق الإعفاء الجمركي لذوي الإعاقة

في عام 1981 تعرضت لحادث مروري فقدت علي أثره ساقها اليمنى، وليس أنها فقدت الساق فقط بل فقدت معه أملها ومستقبلها، لكنها لم تستسلم وعاد الأمل لها من جديد وقررت أن تحصل على عدة جلسات لتتأقلم علي الطرف الصناعي، وعاودت الرقص من جديد متحدية إعاقتها، ليكتب لها النجاح بعد أن فشلت في بداية الأمر، ولكنها لم تيأس.

توجت قصة نجاحها، بتدريسها ضمن المناهج للطلاب في المدارس بولايات مختلفة في الهند، فهي مصدر إلهام وشعاع نور وأمل للملايين الأصحاء أو كصحاب إعاقة.

فأدت أول رقصاتها أمام عشاق رقصاتها والنقاد بالطرف الصناعي، فتحولت توقعاتها بالفشل إلي نظرات إعجاب وإنبهار من قبل عشاقها لقدرتها وقوة إرادتها وبأنها لم تستسلم بإعاقتها، وكما قال النقاد لها عندما شاهدوها بالطرف الصناعي فلم يجدوا أي اختلاف بين رقصها قبل أو بعد الحادث.

قامت وسائل الاعلام بكل أنحاء العالم وليس بالهند فقط، بالتحدث عن معاناتها وجلساتها وتحملها بالطرف الصناعي وقدرتها البشرية علي التحمل، تلقيت “تشاندران” الكثير من الدعاوي من جميع أنحاء العالم لأدائها المتميز في رقصاتها.
وتم تكريمها بالعديد من الجوائز بعدما أدت رقصات مذهلة في كندا وأوروبا والشرق الأوسط .
وفي عام 1948 عرض فيلم لها مستوحي من قصتها، ولعبت فيه دور فتاة فقدت ساقها ولكنها لم تستسلم، هذا الدور أخذت عليه جائزة محلية عام 1985، وأنها اشتركت في الجزء الثاني من نفس الفيلم والتي تم تكريمها لثاني مرة علي نفس الدور، وأنها حصدت علي جائزة أفضل ممثلة من حكومة ولاية جوجارت عام 1999.

إعفاء جمركي ورسوم المباني والتقاضي .. خدمات تقدمها الدولة لذوي الإعاقة

قدمت “سودها” 40 فيلما، وكان أخر فيلم لها 2012، غير رصيدها فى المسلسلات التليفزيونية والبرامج وتحكيمها فى برامج الرقص.

أنشأت “سودها” أكاديمية سودها تشاندران للرقص، وأصبح لها فروع كثيرة بمدينة بمومباي وبيون وساعدها زوجها فى إدارتها، ومن الجانب الأخر قامت بمساعدة ذوي الإعاقة، وأصبحت عضوة في العديد من المؤسسات التطوعية لرعاية المعاقين، وعضو في المجلس الإستشاري لجمعية الطلاب البارعيين، وأصبحت نائب رئيس الجمعية الوطنية للمعاقين.

وكان عند سؤالها في أحد اللقاءات عن كيفية تعايشها مع الطرف الصناعي، أجابت :”أنا لا أعتبر هذا الطرف صناعي بل هو جزء من جسدي، وفي الحقيقة أنا أُحبه أكثر مثلما تشعر بالحب تجاه الطفل اليتيم”.

IMG ٢٠٢٠٠٣١٣ ١٨١٧٥١ الفنانة الهندية سودها تشاندران

 

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى