كتبت: آمال زغلول
تحدثت لمياء حكيم عن حكايتها مع مرض أطفال القمر، وما تعرضت له من تنمر وتحديات واجهتها إلى أن حققت حلمها بالحصول على شهادة الدكتوراه من كلية العلوم في تونس .
وقالت لمياء ، لفضائية بي بي سي إكسترا، لم يكن النجاح بالسهولة بالمرة خاصة بعد أن تعرضت للتنمر، مع الإحساس بالوحدة، وأيضا مع الإحساس بأنني مختلفة، كنت أفكر في أنني استسلام وأترك دراستي، لكن في نفس الوقت دعمتني عائلتي بشكل كبير.
لمياء أول امرأة من أطفال القمر تحصل على شهادة الدكتوراه
وقالت لمياء، مرت العديد من المواقف في حياتي، هذه المواقف دفعتني لإيصال رسالتي لكل أطفال القمر ولكل امرأة مختلفة، ليس فقط في تونس فقط بل في العالم العربي والعالم أجمع، يمكن أن ينسي الناس اسمي لكن لن ينسوا أن أحد أطفال القمر حصل على شهادة الدكتوراه.
وأضافت لمياء حكيم، ليس من السهل أيضا أن أسمع من يقول أنك لا تستطعي التفوق في الدراسة، وليس سهلاً أن يقول بعض الأشخاص لأمي خذي ابنتك إلى مدرسة خاصة، كل ذلك أذكره جيداً، ولم يكن سهلاً أيضا أن تقول امرأة لي أنت جميلة ولكنك لا تصلحين للزواج.
وأضافت لمياء، الغريب في كل هذا الأمر أنني لن أؤذ أحداً، حيث أنني ارتدي اللباس الواقي، أنا المحرومة من الخروج تحت أشعة الشمس لم أتعد على حرية أحد. وقالت، كل هذه الأمور جعلتني أقوي وتمكنت من تجاوز التحديات لكي أتمكن من إيصال صوتي .
وقال والد لمياء نعمان حكيم، بعض الأشخاص كانوا يعاملونها بقسوة شديدة لأنهم يتعاملون من شخص مختلف عنهم. وأثناء مرحلة الابتدائي مرت بالعديد من المواقف الصعبة، حيث في عام 2001 و2002 لم يكن أغلب الأشخاص على دراية بـ “أطفال القمر”.
وقال حكيم نعمان، كان حلمنا أن تكمل تعليمها الابتدائي فقط، لم نكن نطمح في أكثر من ذلك، ولكن اليوم تحقق حلمنا جمعياً نتيجة تضحيات استمرت أكثر من 25 عاماً أو أكثر بقليل.
جدير بالذكر، أن لمياء حكيم كانت من القلة من أطفال القمر الذين استطاعوا تحقيق نجاحات هامة في الحياة الاجتماعية أو الدراسية، وسبق أن حصلت على درجة الماجستير في علم الوراثة النباتية بعد مناقشتها أمام لجنة تحكيم بكلية العلوم بتونس في ديسمبر 2016.
وتبلغ لمياء حكيم من العمر 30 عاماً، وهي من مدينة صفاقس في جنوب شرق تونس، واحدة من بين نحو 1000 شخص في تونس مصاب بمرض جفاف الجلد المصطبغ والذي يُعرف بشكل واسع باسم “طفال القمر”.
كانت أيضا لمياء حكيم، واحدة من بطلات فيلم “بنت القمرة” للمخرجة التونسية هبة الذوادي، والذي سلط الضوء على “أطفال القمر” في تونس، وفاز بعدة جوائز، بينها الجائزة الثانية بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي بمصر (جائزة أحمد حضري لأفضل أول عمل).
يذكر أن، مرضى “أطفال القمر” أو متلازمة جفاف الجلد المصطبغ، يعانون من حساسية مفرطة من الأشعة فوق البنفسجية، سواء القادمة من الشمس أو من أنواع معينة من الإضاءات.
وبحسب الدراسات الطبية، لا مجال لإيقاف تطور المرض النادر إلا بالعيش في مكان خال من الأشعة فوق البنفسجية، والحماية عبر ارتداء ملابس وأقنعة خاصة ونظارات واقية ، فضلا عن استعمال دهانات جلدية على كامل الجسد.
ويعتبر مرض “أطفال القمر”، أحد الأمراض النادرة في العالم الذي يسميه الأطباء “المرض اليتيم”، وهو داء وراثي ينتشر في عدد من بلدان المغرب العربي واليابان وبعض الدول بقارتي أمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا، ويقول الأطباء إن زواج الأقارب أحد أهم أسبابه.
لمياء أول امرأة من أطفال القمر تحصل على شهادة الدكتوراه
“أطفال القمر” عادة ما يولدون بصحة جيدة لكن بمجرد تعريضهم لأشعة الشمس في الأشهر الأولى تظهر أعراض غير معتاد، مثل احمرار الجلد وعدم القدرة على النظر إلى الضوء، ومع الاستمرار في التعرض للشمس، تظهر علامات أكثر خطورة، منها التصبغات الجلدية البيضاء والبنية التي تتحول بمرور الوقت إلى سرطان في الجلد، وقد يتطور المرض أيضا إلى سرطانات داخلية سريعة الانتشار في بعض الحالات.
أيضا يقول الأطباء المتخصصين في الأمراض الجلدية، إن هناك 8 أصناف لهذا المرض تختلف خطورتها بحسب نوعية التصبغات، وأخطرها المجموعة “س”.
لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا
اقرأ أيضًا
