جهاد إبراهيم عضو النواب وأستاذة التنمية البشرية التي تغلبت على إعاقتها وحصلت على الدكتوراه

كتبت ــ صفا بكري

شخصية محبة للحياة تتحرك كثيرًا بلا قيود، ولم تمنعها الإعاقة عن التفوق الدراسي، تبث الأمل والتفاؤل في قلب كل شخص لذا لقبت بـ”سفيرة الأمل”، هي الدكتورة جهاد إبراهيم، عضو مجلس النواب ومدربة التنمية البشرية، تحدت إصابتها بشلل الأطفال وهى بعمر سنة، فلم تتوقف عن العمل وإحراز النجاحات في الحياة واحدًا تلو الأخر، فأصبحت أستاذة بالجامعة وبطلة رياضية في لعبة السباحة ثم مدربة تنمية بشرية حتي وصلت لتمثيل ذوي الاحتياجات الخاصة بالبرلمان.

وكشفت الدكتورة جهاد عن ولادتها بقرية فقيرة بالريف وأصيبت بمرض شلل الأطفال بعمر سنة، مشيرة إلى أن أسرتها لم تكن تملك ثمن الكرسي المتحرك، وظلت والدتها تحملها وتنتقل بها من مكان لآخر حتى وصلت لعمر 8 سنوات، موضحة أنها تعلمت القراءة والكتابة في بيت جارتها ولم تشعر في أي وقت أنها معاقة.

جهاد إبراهيم: كنت أحلم بدخول كلية الطب والتربية الرياضية رفضتني لإعاقتي

وأضافت “إبراهيم” في تصريحات خاصة لنساعد، أن حلمها الأول كان دخول كلية الطب؛ لتعالج المصابين بمرض شلل الأطفال، ولكن مجموعها بالثانوية العامة لم يسمح بذلك، فقررت دخول كلية التربية الرياضية ولكن تم رفض الطلب بسبب إعاقتها، فلم تيأس والتحقت بكلية الآداب بجامعة عين شمس حيث عانت بسبب عدم قدرتها على حضور المحاضرات في القاعات الموجودة بالطوابق العليا للكلية ورغم هذا اجتهدت وصبرت حتى أصبحت الأولى على دفعتها كل سنة، ثم أصبحت مدرسًا مساعدًا، ناقشت رسالة الدكتوراه وحصلت على الدرجة العلمية في علم النفس والاجتماع برسالة عن الفقر من جامعة عين شمس.

وأكدت “إبراهيم” أنها لم تكتف بذلك، وأثبتت للجميع أن المعاقين يستطيعون فعل أي شيء، واتجهت لممارسة رياضتها وهي السباحة وهي بعمر 23 سنة، وحصلت على بطولات كثيرة فيها، ولم تنتهي أحلامها، فقررت أن تكون مدربة تنمية بشرية ليكون لها دور مفيد للناس من خلال بعض الدورات وتقديم النصائح البسيطة لهم.

وصول جهاد إبراهيم لعضو مجلس النواب

وفى 2015 ترشحت الدكتورة جهاد في انتخابات مجلس النواب على قائمة “في حب مصر” مؤكدة أنها دخلت البرلمان بدون أي واسطة “كفاحي وطموحي وصلوني لهذا المكان”. ودائمًا بقول “واسطتى ربنا”، موضحة أنها في البرلمان تمثل مصر كلها وليس متحدي الإعاقة فقط. “نفسي المصريون يتغيروا من الداخل أولًا قبل أنا أحقق حلمهم تحت قبة البرلمان”.

وأوضحت الدكتورة جهاد أن برنامجها الانتخابي يتلخص في 3 أهداف: “القيمة والعمل والتعليم” لأن مشكلات البلاد لا يمكن حلها إلا بتغيير القيم السلبية في المجتمع. بحسب وصفها.

وأشارت جهاد إلى أنها تزوجت بعد أن عاشت قصة حب جميلة، موضحة أن إعاقتها لم تمنعها من ممارسة حياتها بصورة عادية مثل أي فتاة “مخفتش من إعاقتى وواجهت بيها المجتمع، وثبت للناس أن الروح أهم من الإعاقة”.