ما هو غلاف غزة وما هي أهميته لإسرائيل؟

كتبت: آمال زغلول

برز مصطلح غلاف غزة منذ يوم السبت الموافق 7 أكتوبر 2023، كهدف عسكري لصواريخ المقاومة الفلسطينية، في حربها “طوفان الأقصي” ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية.

في هذا التقرير يوضح موقع “نساعد” لقراءه ما هو غلاف غزة وما هي أهم المستوطنات والمدن الإسرائيلية المقامة فيه، وماذا يمثل إستراتيجيا لإسرائيل ؟

ما هو غلاف غزة وما هي أهميته لإسرائيل؟

عقب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، منذ 2005 بموجب اتفاق “أوسلو” عام 1994، بدء تطبيق الحكم الذاتي الفلسطيني في قطاع غزة وأريحا.

طرح رئيس الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت أرييل شارون، خطة الانفصال عن قطاع غزة في 2004، التي تشمل إخلاء المستوطنات من القطاع والانسحاب الكامل من أراضيه، وهي الخطة التي أقرها الكنيست الإسرائيلي بعد عام من طرحها. وخرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالفعل من غزة وأخلت 25 مستوطنة يقطنها 8500 وانتهى الوجود الاستيطاني الإسرائيلي بإعلان الحكومة في تل أبيب إنهاء الحكم العسكري هناك.

لكن على حدود المنطقة العازلة، أبقت إسرائيل على عدد من التجمعات في المنطقة المتاخمة للمنطقة العازلة مع قطاع غزة. وتتكون تلك التجمعات من حوالي 50 بلدة معروفة منذ ذلك الحين بغلاف غزة (هو الاسم الذي تردد كثيرا منذ يوم السبت الماضي).

قامت الحكومة الإسرائيلية ببناء جدار إسمنتي من عدة طبقات أسفل سطح الأرض على طول الحدود مع قطاع غزة، في محاولة لمنع وصول أنفاق المقاومة إلى البلدات والمعسكرات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.

أنشأ الاحتلال “منطقة عازلة” على طول الحدود البرية، وبقيت عشرات المستوطنات القريبة من القطاع التي يطلق عليها الآن غلاف غزة، ويبلغ عددها نحو 50 مستوطنة، وتقع في مسافة تبلغ نحو 40 كيلومترا في محيط القطاع، ويبلغ عدد المستوطنين فيها حوالي 55 ألفا بحسب تقرير سابق لموقع “جلوبس” الاقتصادي الإسرائيلي عام 2019.

ويتكون هذا الغلاف من 3 مجالس إقليمية تابعة للحكومة الإسرائيلية، وهي:

الأول: “مجلس أشكول” ويمتد على مساحة 380 كيلومتراً مربعاً، ويسكنه أكثر من 13 ألف مستوطن، يعيشون في 32 مستوطنة.
الثاني: “مجلس أشكلون” ويقع على 175 كيلومترا مربعا، ويعيش فيه حوالي 17 ألف إسرائيلي في 4 مستوطنات.
الثالث: “مجلس شاعر هنيغف” ويمتد لمساحة 180 كيلومترا مربعا، وفيه 11 مستوطنة، يعيش فيها أكثر من 7 آلاف مستوطن.

أبرز هذه المستوطنات: كيسوفيم وزيكيم ونحال عوز وكريات ملاخي وكريات غات إضافة إلى مدن ديمونا وعسقلان وأسدود وسديروت، وهي من أكثر المناطق التي تستهدفها الصواريخ والقذائف الفلسطينية التي تنطلق من القطاع.

لا تعتبر هذه المدن والبلدات مستوطنات بموجب القانون الدولي، لأنها تقع داخل حدود إسرائيل.

بحسب محللين، فإن الحكومة الإسرائيلية تعمل في العادة على تقديم مغريات كبيرة لسكان المستوطنات في غلاف غزة من أجل جذبهم للسكن فيها والبقاء كحاجز جغرافي وديموجرافي بين قطاع غزة والضفة الغربية، مما يمنع مستقبلا قيام دولة فلسطينية متصلة الأطراف، كما أنها تهدف من وجوده إلى تطويق القطاع وتقييد حرية فصائل المقاومة في الوصول إلى أهداف أكثر عمقا.

معظم سكان هذه المستوطنات من اليهود الشرقيين الذين ينظر إليهم داخل المجتمع الإسرائيلي بعنصرية، إذ تعمل حكومة الاحتلال على نقلهم إلى هناك لتجنب المشاكل المجتمعية.

ما هو غلاف غزة وما هي أهميته لإسرائيل؟

تشكل هذه المستوطنات في نظر المقاومة الفلسطينية هدفا لصواريخ الفصائل التي كان لا يتعدى مداها كيلو مترات معدودة، قبل أن تطور ترسانتها الصاروخية لتصبح أبعد مدى وأقوى تأثيرا

تكمن أهمية غلاف غزة، لأنه الخط الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الإسرائيلية، مما يجعله خط الدفاع الأول لإسرائيل من جهة قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، ولأنه يتواجد فيها عدد كبير من السكان الإسرائيليين الذين يقيمون في تلك البلدات، كما تتمتع تلك المنطقة بأهمية عسكرية أيضا لعناصر “حماس”.