“ناقل الخبر هو الحدث”.. صحافيون تحت مطرقة الإحتلال الإسرائيلي

تقرير – ابـتـهـال خـيـري

تكمن مهام الصحافة بالأساس فى جمع المعلومات والتحقق من مصداقيتها ونقلها علنًا على الساحة بصورتها الحقيقة، دون تزيين أو تجميل، ولكن ما يفعله الصحفيون والمراسلون فى قطاع غزة، اشبه بالجهاد.

وبالرغم من أن القانون الدولي الإنساني يحمي الصحفيين من التعرض للأذى وهم فى مسرح القتال، إلا ان الصحفيين والمراسلين الفلسطينين، هم وعائلاتهم دائمًا محصورون فى خطر استهدافهم، وهو ما يعني انتهاكا للقانون الدولي.

الإحتلال الإسرائيلي يواصل جرائمه فى حق الصحفيين

أصبح الصحفي الفلسطيني مثال للصمود والنضال، فكيف لناقل الأخبار أن ينقل خبر قصف بيته واستشهاد أفراد عائلته؟، بل يستقبل ذلك بصبر وقوة ايمان يلقن العالم فيها دروساً.

طالت مجازر الكيان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، على مرأى ومسمع من العالم، بل أن هناك من يطمس الحقيقة دون أن يتحرك ضد ما يحدث من إبادة لصاحب الأرض.

صحافيون طالهم مجازر المحتل الإسرائيلي

يحاول الصحفيون فى عزة، نقل حقيقة مجازر الإحتلال لإيصاله إلى العالم الصامت، ولكن ماذا إذا كان ناقل الخبر هو جزء من الخبر ؟ ، يحاولون اسكات الصحافة والمراسلين بقتل ابنائهم وزوجاتهم وعائلاتهم، فكان آخرهم عائلة وائل الدحدوح.

وائل الدحدوح المناضل على الساحة الإعلامية، الذي اعتقل 7 سنوات في سجون الاحتلال، وتم تدمير بيته في الحروب، أمس وأثناء تغطية قصف حي الشجاعية لقناة الجزيرة، تفاجئ أنه تم قصف بيت عائلته، ليفقد زوجته وابنته ونجله وحفيده.

وبالرغم من أن تغطية الدحدوح لأحداث غزة، دفع ثمنه بشكل فادح، إلا أنه استقبل النبأ بصمود وثبات مخلوط بترقب ووعيد، وبالبكاء والتماسك، فأول كلمة قالها ” بينتقموا منّا في الأولاد ؟ معلِش، بقى لنا وطن وبقيت لنا كرامة “؛ ثم عاد لتغطية الاحداث بعد ﺃقل من 24 ساعة قائلا : ″من الواجب أن نكون هنا في هذه اللحظات التاريخية وما من مفر إلا الاستمرار في حمل الرسالة″.

وفى تصريح صادم لمحلل إسرائيلي، قال إن عائلة وائل الدحدوح مراسل الجزيرة، كانت هدفًا لغارات جيش الاحتلال.

الصحفي معتز عزايزة

وثق الصحفي معتز عزايزة، الكثير من جرائم الإحتلال تجاه غزة، فذهب لتغطية قصف لإسرائيل على غزة، ليجد أن القصف لعائلته الذين تحولوا إلى أشلاء، ليفقد 15 فرد من أسرته، فعلق حينها “عائلتي يا الله”.

الصحفي محمد الفرا يتلقى خبر وفاة عائلته بالكامل

تلقى المصور الصحفي محمد الفرا، خبر استشهاد عائلته بالكامل بعد قصف منزله المتواجد فى خان يونس بقطاع غزة، ليدخل فى نوبة بكاء شديدة أثناء تغطية الأحداث، معلقاً “كابوس لا يمكن نسيانه”.

الصحفي الفلسطيني هاني المغاري يفقد عائلته

فقد الصحفي الفلسطيني هاني المغاري 20 فردًا من عائلته جراء قصف اسرائيل لقطاع غزة، فنشرت بعدها قناة الأقصى الفضائية صورة هيكلية لشهداء عائلته، معلقة: “الزميل الصحفي هاني المغاري أحد كوادر قناة الأقصى، يحصي شهداء عائلته التي قضت بمجزرة صهيونية وسط قطاع غزة.”

استشهاد الصحفية دعاء شرف وطفلتها

ارتقت الصحفية فى إذاعة الأقصى، دعاء شرف، وطفلتها الرضيعة، حيث استهدف الطيران الإسرائيلي منزلها فى غزة، فذهبت لنقل الخبر لتصبح هي الحدث.

مجازر الإحتلال تجاه صاحبة الجلالة

مضى 21 يوماً على النزاع، استمرت فيهم مهازل الإحتلال بحق الشعب، وتجاه الصحفيين والمراسلين دون تحرك فعلي من المنظمات الدولية والمجتمع المدني، وكأنهم يعطون الضوء الأخضر للإحتلال لممارسة جرائمه ومواصلة الحرب الوحشية ضد الفلسطينيين.

فحصدت قذائف قوات الإحتلال ما لا يقل عن 22 إعلاميًا، منذ النزاع الفلسطيني الإسرائيلي فى السابع من أكتوبر، حسب ما كشفته لجنة حماية الصحفيين، كما أن 50 مؤسسة إعلامية تم تدميرها بالكامل، ومؤسسات أخرى أصيبت بأضرار، و30 صحفي أصيبوا أيضا، فيما توقف 22 إذاعة محلية عن العمل بغزة.

يأتي ذلك رغم إدانة الاتحاد الدولي للصحفيين، للهجمات الإسرائيلية المتكررة على الصحفيين، والدعوة إلى إجراء تحقيق فوري في مقتلهم.