سلايدرمقالات الرأى

أحمد سعيد طنطاوي يكتب .. المعاقون يطيرون فى المحروسة

 

هل سمعت مرة واحدة فى حياتك عن تحول مُعاق أو مُقعد أو مَشلول إلى وضع الطيران، فتظهر له أجنحة ليحلق عاليًا ويبتعد عن كرسيه المتحرك؟!

أعتقد لا.. لم تسمع من قبل.. ولم أسمع أنا أيضاً.. ولم يسمع غيري (لا تصدق الأفلام القديمة التى يقوم فيها من لديه شلل أطفال لسنين طويلة من على كرسيه المتحرك ليجري ويهلل فرحًا)

فيظل السؤال.. الذى حير عباقرة العالم.. ومنطقيات البحث والتفكير فى أدمغة علماء الجامعات المحترمة.. وهو لماذا الإصرار على أن المعاقين يمكنهم الطيران فى مصر المحروسة؟!

عندي تجربة شخصية وعند غيري الكثير من التجارب التى رأوها عن تعامل موظفى الدولة مع المعاقين على أنهم يتحولون فى فترات الطفولة عن فترات الشباب عن فترات الكهولة!

خذ عندك مثلا.. “كارنيه هيئة النقل العام”، يحتاج إلى أن تذهب سنويا.. مرة أخرى سنة بعد سنة، إلى أكثر من جهة بداية من الشئون الاجتماعية.. ثم المرور على القومسيون الطبي لتأكيد الإعاقة (لاحظ كلمة تأكيد الإعاقة لأنهم سيتحولون بعد فترة) ثم في النهاية يتم استخراج الكارنية.. لتسمح هيئة النقل العام بركوب المعاق بنصف الأجرة فى أوتوبيسات معينة دون غيرها.. وفوق كل هذا تطبق هذه الميزة فى القاهرة فقط وغير مسموح بتطبيقها فى محافظات الأقاليم الأقل حظًا بالطبع.

لذلك يفضل المعاق ألا يذهب لاستخراج الكارنية كل عام لكي لى لا يمر بكل تلك التعقيدات الرهيبة وفى النهاية لن يعترف بما يحمله وتعب من أجله، فهو كمن يُطلب منه إحضار شهادة أنه مازال على قيد الحياة.. أو أنه مازال غير قادر على الطيران.

كم مرة رأيت طائرا فى هيئة النقل العام؟!.. أو بمعني أخر، كم معاقا رأيت فى أوتوبيسات هيئة النقل العام؟!

خذ عندك هذه الأمثلة أيضًا.. عندما يذهب المعاق إلى شراء سيارة، عليه أن يخضع إلى قومسيون طبي.. إذا أراد أن يحصل على “موتوسيكل” من الشئون الاجتماعية عليه أن يخضع إلى قومسيون طبي.. عندما يرغب فى الحصول على شقة عليه أن يحضر شهادة من القومسيون الطبي.. إن أراد أن يحصل على وظيفة عليه أن يخضع إلى قومسيون طبي.
في نهاية عام مضى.. وقبل بداية عام جديد 2018.. وهو العام الذي أعلن فيه الرئيس السيسي أنه سيكون عام المعاقين.. ما رأينا لو كنا منطقيين.. أو بديهيين.. نقول واحد زائد واحد يساوي اثنين؟!.. وأن المعاق سيظل معاقا ولن تحدث له طفرة جينية.

لماذا لا يكون التقرير الطبي الذى تكتبه المستشفي الحكومي فى سنوات المعاق الأولى هو شهادة له مدي الحياة بأنه “معاق”؟!.. لا شيء آخر – لا زيادة ولا نقصان – .. بعدها لا تشترط الدولة عليه كل سنة أو كل فترة أو كلما رغب فى البحث عن حق من حقوقه، أن يذهب ويؤكد عبر القومسيون الطبي أنه مازال معاقًا.. لم يتحول إلى ملاك يمكنه التحليق فى الفضاء بعيدًا عن غباء القوانين.. وبيروقراطية الموظفين.. والله نتمني

لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر  google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا  وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا  

اقرأ أيضًا 

لذوي الهمم .. وزارة التضامن تسلم 34 جهازًا تعويضيًا بالشرقية

وزير من ذوي الإعاقة يدلي بصوته في انتخابات فرنسا 2022 (صور)

 

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى