أحمد صبري شلبي يكتب..جو ترامب ودونالد بايدن وماذا نحن فاعلون
تابع المصريون نتائج الانتخابات الأمريكية، دونالد ترامب، وجو بايدن بشغف واهتمام أظنه يفوق شغف واهتمام المواطن الأمريكي نفسه.
وهو أمر مقبول يدل على وعي وثقافة المواطن المصري لما يحيط به من أحداث محلية وإقليمية أو حتى دولية.
لا شك أن الأحداث التي شهدتها مصر منذ ثورة 25 يناير ومدى تفهم المواطن المصري لارتباط شأنه الداخلي بما يحدث في كافة بقاع المعمورة.
دفعه للتفاعل والتعامل مع تلك الانتخابات على أنها شأن مصري أصيل.
لذا فلا عجب أن يطلق بعض المصريون لقب (أبو حنان) على ما اعتبروه مرشحهم (المفضل) دونالد ترامب.
لما لمسه البعض من تقارب وتعاطف (شكلي) معه ومع سياسته المعلنة تجاه الشرق الأوسط وتجاه مصر تحديدًا.
مما دفع عدد من المصريون لدعم المرشح الجمهوري ترامب ضد المرشح الديمقراطي بايدن.
وتحديدًا بعد الإعلان الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية عن وثائق هيلارى كلينتون (وهي بالفعل وثائق وليست تسريبات).
دعنا نرى تلك الانتخابات من المنظور المصري ولنتفق سويا على أمر محدد أن كلاهما ينفذ سياسة الإدارة الأمريكية جمهوريا كان أو ديمقراطيا.
لذا فلا ينبغي توقع أي تغيير ملموس جذري وسريع تجاه العلاقات المصرية الأمريكية.
ولنا الآن أن نجيب على التساؤل الثاني، ماذا نحن فاعلون؟
للإجابة على السؤال السابق يجب وضع الأمور في نصابها الصحيح فمصر الآن ليست مصر ذي قبل.
مصر الآن هي من تُسير وترسم الأحداث الإقليمية بل والدولية بفضل جهود أجهزة الدولة المصرية تحت قيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وفي ظل الإدارة الحكيمة للسيد وزير الخارجية سامح شكري على إعادة الدور المصري الإقليمي والدولي لوضعه الطبيعي.
ولنا أن نصيغ الأمور بشكل آخر من الزاوية الأمريكية في كيفية التعامل مع مصر ووضع الحسابات لأن مصر هي الفاعل وليست المفعول.
ومن خلال العناصر التالية يتضح أسباب طرح ذلك السؤال.
أولا سياسة التنوع والتوازن
حرصت الإدارة المصرية على التنوع في العلاقات الدولية في كافة المجالات لتتحرر من التبعية الامريكية، فمصر تقف على مسافة واحدة من كافة القوى الدولية الأمريكية، الأوربية، الروسية، الصينية وظهر ذلك جليًا في تنوع مصادر السلاح والملفات الاقتصادية.
ثانيا مصر التي تحرك الأمور
لعبت الدبلوماسية المصرية دورًا هامًا وبارزًا في الجبهة الإقليمية مما منحها حقها المسلوب في تحريك وتوجيه كافة الملفات الإقليمية.
دون التدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول ويتضح ذلك في المواقف التي تتخذها المصرية حاليًا في الحفاظ على الأمن القومي الإقليمي في ملفات دول الجوار.
ثالثا الشرق الاوسط
الإدارة الأمريكية تعلم جيدًا أنه لابد من التعامل مع كيان واحد قوي يدير الأمور بمنطقة الشرق الأوسط.
كيان يتمتع بالقوة والحزم والاحترام وهو ما يتوافر في الدولة المصرية حاليًا والتجارب السابقة تؤكد تلك النظرية.
مما سبق يتضح لنا حجم الدور المصري بالمنطقة والعالم، والإدارة الامريكية السابقة أو المستقبلية تعلم ذلك الدور وتثمنه وتقدره أيضًا.
فلا يصح طرح السؤال العفوي ماذا هم فاعلون ؟
كلمة أخيرة… الدولة التي صمدت خلال تلك الفترة العصيبة وتخطت كافة الصعوبات وواجهت كافة التحديات مع الحفاظ على البناء والتطوير والتنمية.
هي بالفعل دولة كبيرة تفرض سياستها على الآخر، دولة تضع الآخر في السؤال الأهم ماذا نحن فاعلون مع مصر.
اقرأ أيضًا
زينب السلايمي عضو مجلس النواب 2020: لقاء شهري بذوي الهمم (حوار)
هبة هجرس: تفعيل قانون الأشخاص ذوي الإعاقة حق لكل أصحاب الهمم