أحمد صبري شلبي يكتب .. فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ
ضرب القرآن الكريم مثلا بديعا من كلام الله عز وجل عندما خاطب النفس البشرية برسم صورة واضحة المعالم، سهلة الفهم، وذات تأثير في العقل والوجدان في الآية ٢٦٥ من سورة البقرة عندما خاطب المولى عز وجل عباده.
} وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ{
وصف الله من ينفقون أموالهم في الخير ابتغاء لمرضاة الله فقط ورغبة منهم في الفوز بمرضاة الله وحده مثل الجنة التي يعلوها ربوة ساحرة الجمال تنتفع بأمطار الخير ويتضاعف خيرها حتى ولو بالقليل من الندى يكفى لبعث الحياة وتصدير الرزق منها.
هل ينحصر ذلك المثل على من ينفقون الأموال فقط في سبيل الله، لا أظن أن المثال يطبق عليهم فقط فهناك من ينفقون علمهم وصحتهم وخبرتهم وحياتهم الشخصية لمرضاة الله.
هناك من يقدمون علمهم الخيِّر والنصيحة للآخرين دون انتظار المقابل، كثيرُ منا من تلقى العلم والفهم والدعم والخير والمساندة من أشخاص لا تربطه بهم أي صلة أو منفعة، هم مثل الربوة التي تؤتي أكلها كل حين.
هناك أيضا من ينفقون صحتهم مرضاة الله في قضاء حوائج الناس والأمثلة كثيرة في مجتمعاتنا التي لا تزال تتمتع بتلك الصفات النبيلة فالخير فيها إلى يوم الدين، هم مثل الربوة التي تؤتي أكلها كل حين.
هناك أيضا من أنفقوا وقتهم وحياتهم الشخصية لخدمة الآخرين عندما يستقطع أحدُ منهم وقته وترفيهه لتوجيه تلك الجهود لخدمة الآخرين والانشغال بما يصلح أحوالنا، هم مثل الربوة التي تؤتي أكلها كل حين.
هناك أيضا الأشخاص المحفزين مصدري الطاقة الإيجابية ومنتجي البهجة والتفاؤل وأظن أنهم خير ما ينفقون لمرضاة الله هي تلك الطاقة الإيجابية التي تتسبب في تعديل وتصحيح مسار أشخاص كُثُر، هم مثل الربوة التي تؤتي أكلها كل حين.
هناك العديد من النماذج الأخرى التي تنفق في سبيل الله ما تمتلكه، وهم يستحقوا منا توجيه الشكر والثناء عليهم لما يبذلوه في مساعدتنا ودعمنا ابتغاء لمرضاة الله.
اقرأ أيضًا
التضامن: نهتم بذوي الإعاقة ونستهدف تأهيلهم وتوفير فرص عمل لهم
ذوي الهمم بقر و متخلفين .. طبيب مصري يهاجم أصحاب الإعاقة الذهنية خلال بث مباشر