كتب- سليم سامى:
لا يستطيع الحديث عن أبطال القوات المسلحة خصوصاً أبناء الصاعقة إلا واحد منهم أو من خاض حربا فى الواقع وليس على المقاهى أو عبر الخيال، أو فى أبرع الأفلام السينمائية، لأن الحرب الحقيقية التى يخوضها أبطالها ليس فيها إلا أمرين لا ثالث لهما الشهادة أو النصر.
أما من أجبرتهم الظروف على السير فى طريق ثالث فلهم شأن أخر وهم الذين أجبرتهم الإصابة على الابتعاد عن الصفوف الأولى فى مواجهة الإرهاب، وهؤلاء يعيشون حياتهم وكانهم لا يزالون على الجبهة يحلمون بزملائهم الشهداء ويشعرون بحسد تجاههم لأنهم سبقوهم إلى الجنة.
واحد من هؤلاء هو الملازم أول أحمد عبد اللطيف أحد أبطال الصاعقة والذى يشارك فى حملة “أنت أقوى من المخدرات” التى أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعى منذ سنوات، وظهر فيها من قبل نماذج ناجحة لتكون قدوة للشباب أحدها جناح المنتخب الوطنى ونادى ليفربول محمد صلاح، باعتباره نموذجا على الإصرار وقدرة لاعب محلى ينتمى لقرية صغيرة على أن يكون واحد من أهم لاعبى العالم.
كما شارك فى الحملة الممثل الشهير محمد رمضان بعد تجنيده فى صفوف قوات الصاعقة فى سيناء.
تبقى مشاركة النقيب أحمد عبد اللطيف مختلفة من نواحى كثيرة أنه عندما كان ضابطا بالقوات المسلحة كان نموذجا للشاب الذى يعيش حياة مختلفة عن أقرانه فبينما كان هو يعرف هدفه جيدا ويحققه يوميا سواء خلال إشرافه على تدريب الجنود تحت قيادته أو المداهمات التى يشنها كل فترة لتطهير سيناء من البؤر الإرهابية والتى لا يعرف فى كل مرة يشارك فيها هل سيعود لوحدته أم يرتقى شهيدا.
يعرف ضباط الصاعقة وغيرهم من ضباط وأفراد القوات المسلحة الخوف لكنه لم يكن عائقا أمام أداء واجبهم نحو الوطن إذ أن الخوف شعور إنسانى بجانب أن الضابط يخشى أشياء أخرى أولها أن يفقد أحد الأفراد تحت قيادته أو ألا يحقق الهدف من المداهمة أو يسمح ولو رغم أنفه بسقوط أحد الأكمنة فى يد الإرهابيين وهو بالمناسبة ما لم يحدث على الإطلاق.
بالنسبة لضابط صاعقة مثل أحمد عبد اللطيف وقوع شاب فى إدمان المخدرات لا مبرر له لأن الحياه أرحب وأفضل بكثير من أن تمر مع عقل مغيب تحيط به سحابة من دخان مخدر أو جرعة كميائية لمركبات إذهاب العقل لأنه وهو ضابط يمر بالموت أو يمر الموت به لم يكن يفكر سوى فى أداء عمله الصعب والتفكير فى الحياة وكأنه سينجو من الألغام وطلقات الغدر الإرهابية كما يفكر دوما فى الموت وكأنه لن يعود فى أى عملية اصطياد لإرهابيين فى أى وقت.
فى إحدى المداهمات فى مدينة العريش وهى كثيرة جدا انفجرت عبوة ناسفة فى المجموعة التى يقودها الملازم أول أحمد عبداللطيف، وأصيب ببتر في قدمه اليسرى ولتصوير حجم الضرر الذى أصابه يكفى معرفة أن إصابته تطلبت إجراء 12 عملية جراحية فى قدمه.
وكان أحمد عبد اللطيف بجانب عمله فى الصاعقة بطل رياضى وكان وشارك في بطولات العالم للمحترفين عندما كان عمره 19 عاماً قبل التحاقه بالكلية الحربية، وبعد تخرجه حصل على بطولة العالم فى الملاحة الرياضية والتى تم تنظيمها فى اليابان ومرة أخرى فى الولايات المتحدة، ولتميزه كرمه الرئيس عبدالفتاح السيسي في أحد مؤتمرات الشباب لقيامه بتصوير فيلم “اتحدى نفسك”، الذي أوضح خلاله قوة ضابط الجيش المصري، رغم ما يتعرض له من إصابات.
يظهر في إعلان الحملة التى شارك فيها أحمد عبد اللطيف شاب صغير لا يتجاوز عمره 17 عاماً، في صالة جيم، حيث يلاحظ أحمد أن الفتى يتحدث مع بعض أصدقاء السوء عبر “واتس آب” لدعوته لقضاء سهرة وتعاطي المواد المخدرة، ومن هنا يبدأ الضابط بنصح الشاب بضرورة اختيار الطريق الصحيح بالبعد عن الإدمان.
ويوجه البطل من خلال الإعلان رسائل للشباب عن أضرار تعاطي المخدرات، وأن الأمر فى البداية مجرد قرار يستغرق الوصول إليه لحظة لكنها يمكن أن تجعل الشخص فخور بحياته أو أن يقضى بقية سنوات عمره نادما.
ويقول أحمد وكأنه يتحدث لأول مرة عن شعوره وقراره عندما قرر الالتحاق بالقوات المسلحة والصاعقة: “لو رجع بيا الزمن هختار آخد نفس القرار لأن قيمتي في الحياة هي اختياراتي، أنا اخترت أهزم الخوف جوايا، أواجه ما أهربش، أفضل أحارب عدوي لآخر نفس، وأفضل واقف على رجلي مهما حصل، اوعى رجلك تروح في سكة تندم عليها، لأن حياتك مرهونه بقرارك، امتى تواجه وتعيش حياتك رافع رأسك لفوق، وامتى تهرب وتخسر كل حاجة وتعيش ندمان إنك ما قلتش لأ.. أنت أقوى من المخدرات”.
وسبق للمتحدث العسكرى للقوات المسلحة نشر “فيديو” عن البطل أحمد عبد اللطيف، بعنوان “اتحدى نفسك” حيث تناول بطولة أحمد عبد اللطيف والذى تضمن
حديث البطل عن إصابته بقوله:”اللي حصلى نصيب كان هيحصلى سواء فى سيناء أو خارج سيناء.. الناس اللي أصيبت عايز الحاجة دي لا توقفكم وحقق هدفك وبالعكس ممكن ربنا يفتحلك طريق تانى بسبب إصابتك، و الواحد لو عنده هدف لازم يحققه مش مهم بقى إيه اللى حصله.. لما عرفت إن زميلى الشهيد أحمد خالد زهران، استشهد، كانت أصعب لحظة، بالنسبة لى”.