أكاديمي: مصطلح ذوي الهمم غير مناسب وعبء لأصحاب الإعاقات والتسميات شكلية
أكد حسين العنيزي، الأكاديمي المختص في دراسات الإعاقة، أن لفظ ذوي الهمم يعزز الوصمة الاجتماعية الموجودة، وذلك لأنه غير شامل لجميع الإعاقات، فصعوبات التعلم الشديدة مثلًا لن يحصل أصحابها على اللقب، لأن الهمة تفترض أن يكون الشخص قادرًا ذهنيًا.
وأضاف أنه ينتج عن ذلك محاولة الأشخاص من ذوي الإعاقة غير الذهنية إبعاد هذه التهمة عنهم، ومحاولة تقريب أنفسهم من غير المعاقين بناء على قدراتهم الذهنية، بصرف النظر عن إعاقتهم الجسدية. لكن، وكما يقول د. حسين، «كيف نتحدى المعيقات الاجتماعية إذا كنا نتبع هذه التصنيفات؟ ستبقى هذه التحديات ثابتة، وهذا ما يؤثر سلبًا على مفهوم الدمج الاجتماعي».
وأشار إلى أن محاولة نجاة البعض من المعاقين عن طريق ازدراء الآخر، لأنها تفترض أن المعاقين في حد ذاتهم غير جديرين بالاحترام، بل إن الاحترام الذي يكتسبونه قادم من صفاتهم القريبة من غير المعاقين، وأن عليهم دائمًا أن يحاولوا إيجاد أوجه الشبه بينهم وبين غير المعاقين ليفوزوا بلقب الأفضلية.
هذا المنطق هو ذاته ما يوجه التمييز إلى المعاقين، جميعهم، وبنسَب متفاوتة. ما جدوى التقدير واللقب لو كان من يهِبه هو ذاته من «يتفوق» عليك بكمال جسده؟ وما جدوى تقدير الأشخاص ومساواتهم بغيرهم لو كان ذلك مشروطًا؟ المعاقون ليسوا دُمى، تُلقَّب متى يشاء غير المعاقين، وتُسحب منهم تلك الألقاب متى شاؤوا أيضًا.
وأكد أن التضامن مرغوب ومشجع عليه بالتأكيد، ولكن كيف يكون تضامنًا وهو لحاف يغطي أنواع التمييز المؤسساتي والمجتمعي؟ كيف يكون تضامنًا ووظيفته الإعلامية إسكات التجارب الناطقة بكثير من الألم؟
التضامن مع ذوي الإعاقة بغير تسميات ذوي الذوي الهمم
التضامن غير ممكن إلا بإعلاء أصوات ذوي الإعاقة، بغير تسميات من نوعية ذوي الهمم والنظر إلى احتياجاتهم كجزء من احتياجات المجتمع، والنظر إليهم كجزء من نسيجه. أما ما يحدث من تهميش معلن وتسميات رومانسية تداري هذا التهميش دون خجل، فذلك يسمى تواطئًا.
وأوضح أن الهمة أيضًا ليست مسؤولية فردية على المعاقين تحمُّلها، بينما تتفرغ الدولة والمجتمع للتصفيق والتهليل ورمي الشعارات فقط. لن يكون للهمة معنى صادق وحقيقي إلا إذا تبنت الدول والمجتمعات فعلًا نماذج للدمج والمساواة غير المشروطيْن، ومن دون تقسيم الأشخاص على نحو «معاق صالح» و«معاق غير صالح».
وأكد أنه لا يجب الضغط على المعاقين أنفسهم ليعالجوا الوضع الراهن عن طريق الامتثال لصورة الشخص الاستثنائي الذي يحارب كل التحديات ليصل، بل هذه مسؤولية الدولة أولًا والمجتمع ثانيًا لمعالجة التحديات والتمييز والأفكار السلبية المبطنة.
ولفت إلى أن التغيير لن يتحقق باستبدال مصطلح بمصطلح آخر أكثر نعومة، التغيير يتحقق بتغيير السياسات والممارسات، وتغيير النظام القائم على التمييز من أساسه. ولن يكون لأي تغيير أي معنى إلا مع «تغيير الهيكل نفسه، ذلك أن الهيكل هو الفاسد».
لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا
اقرأ أيضًا
أسعار الزيت ترتفع في مصر 10% وتوقعات بزيادة السعر الأشهر القادمة
الدكتور طارق عباس يكتب عن مؤسس موقع نساعد “متفائل بطبعه رغم التحديات”