“التفكير الإبداعي وتعزيز الثقة” تعرف على فوائد اللعب للأطفال
كتبت: سالي نبيل
يعد اللعب أحد الحقوق الهامة التي ينبغي أن يتم الحصول عليها من قبل الطفل، ويتم ذلك من خلال ممارسة هذا النشاط بحرية وتلقائية من أجل تحقيق أهداف متنوعة.
ويؤكد الدكتور محمد أحمد صوالحه الأستاذ بقسم الإرشاد وعلم النفس التربوي بكلية التربية جامعة اليرموك، في كتابه “علم نفس اللعب” أن الفرد يسعى لتحقيق مجموعة من الأهداف العامة من خلال اللعب، أبرزها:
شعور الفرد بالمتعة والبهجة والسرور.
تقوية وتمرين الجسم وتدريبه على ممارسة الأنماط السلوكية المختلفة.
تعلم التعاون واحترام حقوق الآخرين والمطالبة باحترام حقوقه.
إثارة دافعية الفرد للعمل وتنمية استعداده للتعلم من خلال نمو الذاكرة والتفكير والتخيل والادراك.
اكتسابه للثقة بالنفس والعمل على تنميتها واكتشاف قدراته واستعداداته.
تنمية المجالات الجسمية والنفسية والاجتماعية والعقلية المعرفية.
إعداد الفرد لما سيكون في حياته المستقبلية.
إكساب الفرد أنماطا سلوكيه مناسبة ومهارات مقبولة اجتماعيا.
تنفيس الانفعالات المكبوتة لدى الفرد وتخليصه من الآثار المترتبة على خبرات الطفولة المبكرة.
كما يركز الكاتب على تأثير اللعب في تحسين السمات الشخصية للطفل:
أولًا: تقوية وتعزيز الثقة بالنفس، حيث بينت الدراسات أن الأطفال اللذين يمارسون اللعب كانت ثقتهم بأنفسهم أعلى من ثقة الأطفال اللذين كانوا منعزلين ولا يمارسون اللعب والمهارات الحركية والأنشطة.
ويعتبر اللعب وسيلة هامه لإكساب الطفل الشعور بالكفاءة والقدرة على مواجهة العقبات والظروف المحتملة، ويزود الطفل بالأمان والتدريب ويوسع خبرته في بناء العلاقات الاجتماعية غير المتوافرة في المنزل وبالتالي تأكيد ثقته بنفسه وتحقيقها.
ثانيا: رفع مفهوم الذات، حيث يساعد اللعب بالتأثير على نحو إيجابي ومباشر في رفع مستوى مفهوم الذات لدى الأطفال، وذلك من خلال المساعدة في النمو الجسمي، عن طريق إتاحة الفرصة لممارسة النشاط الحركي والرياضي، والنمو العقلي عن طريق ممارسة ألعاب تربوية وهوايات، والنمو الاجتماعي عن طريق ممارسة نشاط اجتماعي وتكوين صداقات، والنمو الانفعالي عن طريق المساندة الانفعالية ونمو العلاقات العاطفية.
ثالثًا: تنمية التفكير الإبداعي، حيث ذكر الباحثون أن النمو لدي الأطفال يبدأ بتكوين عادات إبداعية تنمو من خلال اللعب من سن السادسة.حيث يرى أن اللعب سواء كان فرديًا أو جماعيًا واقعيًا أو تخيليًا، ينطوي على عنصر تمثيلي كما أنه تمثيل للواقع.
رابعًا: خفض مستوى القلق، حيث بينت النتائج أن الأطفال الذين مارسوا اللعب بأنواعه المختلفة قد انخفض لديهم مستوى القلق على نحو واضح.
ويذكر الباحثون أن القيام بأعمال فنية وممارسة النشاط الإبداعي مثل الرسم أو الطبخ أو أعمال الخزف وأي نشاط ممتع، واللعب غير التنافسي مع الوالدين أو الأخوة، يترك شعورا بالرضا لدى الطفل وبالتالي خفض مستوى القلق لديه.
كما يؤكد على ضرورة تشجيع الطفل على التعبير الحر عن مشاعره من خلال اللعب.
وأثبتت الدراسات فاعلية اللعب بالدمى على تخفيض حدة القلق، وكذلك قراءة القصص المبهجة.
خامسًا: تقليل الشعور الخجل وتعزيز ثقة الطفل بنفسه.
يعتبر لعب الأدوار من الأساليب الهامة في معالجة حالات الخجل التي يعاني منها الطفل.
وفى دراسة تناولت فعالية برنامج إرشادي للتدريب على المهارات الاجتماعية في خفض الخجل لدي الأطفال، بينت نتائجها ان استخدام اسلوب اللعب التمثيلي (لعب الأدوار) أدى إلى خفض الخجل لدى الأطفال.
سادسا: استخدام اللعب كاختبار تشخيص للأطفال المضطربين نفسيًا وسلوكيًا. حيث يختلف سلوك الطفل المضطرب نفسيًا وهو يمارس سلوك اللعب عن الطفل العادي الصحيح نفسيًا.
ويمكن أن يستفيد المعالج النفسي من اللعبة كوسيله للتعبير الرمزي عن خبرات الطفل في عالم الواقع، ويعبر الطفل في لعبه عن مشكلاته وصراعاته واحباطاته حيث يلعب بالدمى أو مع الرفاق.
وذلك لأن الطفل يحكي أثناء ممارسته اللعب بصوره رمزية قصة حياته، والجو الانفعالي في الأسرة وعلاقاته بالآخرين، خاصة الوالدين والأخوة والرفاق.
لذلك اتجه الباحثون في هذا المجال لاستخدام اللعب في تشخيص الاضطرابات النفسية والسلوكية.