بسام أبو جبل يكتب .. سجناء خلف حواجز بدون تهم
يعيش المصريون من ذوي الإعاقة خلف أسوار، ليست أسوار حديدية ولكنها أسوار سجون حقيقية تتمثل في العوائق التي تصادفهم وتعرقل أنشطتهم اليومية، والسبب الحقيقي برأيي لهذا السجن الإجباري هي “إعاقة في العقول”
وعلى سبيل المثال وليس الحصر، الأرصفة والمباني التي لا تراعي كود البناء عند تصميمها أو عند رفع كفاءتها، وهذا يجعل من ذوي الإعاقة في سجن حقيقي يعيشون فيه يوميا في كل تحركاتهم ونشاطهم، فالإعاقة ليست في القصور الجسماني أو الحسي ولكن في عدم توفير سبل الاتاحة اللازمة والمناسبة.
كما وفرتم سلالم للمواطنين الذين يستخدمون أقدامهم في المشي والصعود والحركة وفروا لنا مصاعد تناسب مستخدمي الكراسي المتحركة في المشي والصعود والحركة، كما وفرتم إضاءة لمستخدمي البصر ليتمكنوا من رؤية جيدة، وفروا البلاط البارز والمساعدات التكنولوجية لمستخدمي العصا البيضاء في الرؤية .
وهكذا مع كل ذوي الإعاقات المختلفة؛ ضعونا في اعتباركم عند التصميم فإن رقي الدول وتحضرها يقاس بما تقدمه من خدمات لذوي الإعاقة.
نحن لانطلب رعاية خاصة ولا حتى تمييز إيجابي ولكن ما نطالب به هو رفع التمييز السلبي ضدنا، ذوي الإعاقة هم قاطرة اقتصادية على أعلى مستوي ولكنها للأسف معطلة ويحتاجون لمن يتلمس مشاكلهم الحقيقة ويبدأ في حلول علمية وعملية وفقا للعلم وليس بشعارات براقة، أخر تعداد للجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء أقر بأن الاشخاص ذوي الإعاقة يتجاوز عددهم الـ 11% من تعداد المجتمع المصري بما يعني أننا تجاوزنا الـ 15 مليون شخص وإذا قلنا أن كل شخص يعيش في أسرة مكونة من ثلاثة أفراد فهذا يعني أن مشكلة الإعاقة يعاني منها أكثر من 35 مليون مصري وهذا نزير بعمق وخطورة وأهمية هذه القضية في المجتمع المصري.
بسام أبو جبل خبير في مجال الإعاقة