ذوي الإعاقة.. 78 مليون شخص بشرق المتوسط يتعايشون مع فقد السمع
أصدرت منظمة الصحة العالمية “التقرير العالمي عن السمع” وهو أول تقرير من نوعه لذوي الإعاقة السمعية، وقالت الدكتورة هالة صقر إن أحدث البيانات تظهر أن حوالي 78 مليون شخص في منطقتنا يتعايشون مع فقد السمع، موضحة أن إقليم شرق المتوسط هو واحد من ستة أقاليم لمنظمة الصحة العالمية.
وأضافت أنه من المتوقع أن يزداد رقم ذوي الإعاقة من يعيشون بفقدان السمع في الإقليم إلى 194 مليون شخص. 80% منهم يعيشون في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
وأشارت إلى أنه عادة غالبية ذوي الإعاقة لا يحصلون على الخدمات اللازمة فيما يتعلق بالرعاية المناسبة للأذن وللسمع.
وأوضحت أن تكلفة عدم العلاج تكون باهظة لأنها تكبد المجتمعات ما يصل إلى 30 مليار دولار، ولهذا السبب، هناك حاجة للاستثمارات الإضافية بشكل سنوي.
وهي مبالغ تقل عن دولار واحد لكل شخص من أجل توفير هذه الخدمات، والمردود يكون أكثر من 7 دولار على مدى 10 سنوات، لذا فهو استثمار مالي صغير جدا، وإن قسناه ليس فقط من ناحية مادية، بل على حياة البشر التي لا تُقدّر بثمن، لنا أن نتصور أهمية هذا الاستثمار ومردوده العالي جدا للمجتمعات المختلفة في إقليمنا وفي العالم.
هالة صقر: الأجهزة التعويضية لذوي الإعاقة تحدي بالعالم كله
وأوضحت “صقر” أهمية الأجهزة التعويضية لذوي الإعاقة بشكل عام، أو ما نسميها بالأجهزة المساعدة للإعاقات المختلفة، بما فيها فقدان السمع، موضحة أن هناك تحديات في العالم كله وليس فقط في منطقتنا.
إذا ركزنا على الأجهزة السمعية، سنرى أن الإنتاج العالمي لمعينات السمع لا يلبي حتى – أو أنه أقل من – 10% من العالم كله، و3% من الاحتياجات في الدول النامية.
هناك حاجة للتصدي لهذا الأمر للاستثمار في هذا المجال، لأن معينات السمع تمكن الناس من الدمج والاندماج في المجتمع وعدم تخلف أحد عن الركب، وتمكننا من العمل معا للتأكد من إسهام الأشخاص ذوي الإعاقة.
بمن فيهم الأشخاص الذين يعيشون بفقدان في السمع في عملية التنمية في مجتمعاتهم وفي العالم ككل.
طبقا لتقرير منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي في عام 2011، ما يقرب من 15% من سكان العالم يعيشون بشكل من أشكال الإعاقة.
إذا تصورت أن هؤلاء الأشخاص مستبعدون من الإسهام في العملية التنموية لأسباب مختلفة فلنا أن نتصور أن من الصعب أن نصل إلى تحقيق أهـداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.
سيكون صعبًا إذا لم يتم دمجهم والاستفادة من قدراتهم وإسهاماتهم في العملية التنموية، وهم لهم إسهامات كبيرة جدًا.
أول تقرير عالمي عن السمع عن منظمة الصحة العالمية
وأكدت “صقر” أن أول تقرير عالمي عن السمع يؤكد على أن الأرقام الحالية والمقدرة لعام 2050 للأشخاص الذين يتعايشون مع فقدان السمع غير المعالج تزداد وهذا غير مقبول.
الأمر الآخر، يؤكد هذا التقرير أن ثمة إمكانية للوقاية من فقدان السمع والتخفيف من آثاره نتيجة لأسبابه المختلفة عن طريق تقديم الرعاية المناسبة في الوقت المناسب.
وهذا عن طريق الاستثمار في التدخلات ذات المردود العالي وسيكون لها مردود عظيم فيما يتعلق بحياة ورفاه البشر وفيما يتصل بالجوانب الاقتصادية للتنمية في البلدان المختلفة، ويؤكد على أهمية دمج الأشخاص ذوي الإعاقة، بمن فيهم الأشخاص الذين يعيشون مع فقدان السمع، في مجتمعاتهم وفي المجالات المختلفة للحياة، ليس فقط لفائدتهم ولكن أيضا للاستفادة من إسهاماتهم في عملية التنمية.
التصدي لقضية التمييز والوصم ضد ذوي الإعاقة
وشددت “صقر” على أهمية التصدي للتمييز والوصم الذي يواجهه الأشخاص ذوي الإعاقة، لأنه ذو فائدة كبيرة على المجتمعات التي يعيشون فيها وليس فقط عليهم.
ولو تحدثنا عن الخدمات الصحية فإن التقرير الذي أشرتُ له سابقا يُظهر أن الأشخاص ذوي الإعاقة يواجهون حواجز مختلفة للحصول على الخدمات الصحية التي يحتاجون إليها سواء كانت وقائية أو علاجية أو تأهيلية.
كما توجد حواجز في البنى التحتية أو في قدرات مقدمي الرعاية الصحية أو مدى تأهل المرافق الصحية لتقديم الخدمة لهم كجزء من عموم السكان وعلى قدم المساواة مع كافة الفئات السكانية الأخرى.
هذا التمييز في الوقت الحالي، تصدت له الأمم المتحدة وتتصدى له من خلال استراتيجيتها لدمج الإعاقة والتي صدرت عام 2019.
الأمم المتحدة موقفها واضح منذ سنوات واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لا تخفى على أحد.
بصدور هذه الاستراتيجية تؤكد المنظمة على التزامها بدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في كافة المجالات.
وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية في 3 كانون الأول/ديسمبر 2020 (اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة) سياستها الخاصة بالإعاقة، التي تؤكد على الالتزام بالدمج.
ليس فقط على المستوى المؤسسي ولكن على مستوى برامجها التقنية وفي الدعم التقني الذي تقدمه للبلدان المختلفة.
هناك تأكيد على أهمية دمج الخدمات التي يحتاجها الأشخاص ذوي الإعاقة سواء كانت الخدمات الصحية العامة أو الخدمات المتخصصة للتأهيل أو توفير الأجهزة المساعدة في الخدمات الصحية كافة.
جاءت تصريحات الدكتورة، هالة صقر بمناسبة اليوم العالمي للسمع، حيث أجرت أخبار الأمم المتحدة حوارًا مع د. هالة صقر، المستشارة الإقليمية للعنف والإصابات والإعاقة بمنظمة الصحة العالمية، والتي أكدت أن المزيد يفقدون حاسة السمع لأسباب متعددة يمكن تجنبها.
لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا
اقرأ أيضًا
ما هو تأثير استخدام سماعات الأذن على كفاءة السمع؟
ذوي الإعاقة السمعية .. أسباب زيادة المصابين ونصائح لتجنب فقد السمع (فيديو)