رامز عباس يكتب .. مصداقية الطيبين
بقلم رامز عباس
“لا حد لطمع الإنسان” عبارة على صعوبتها لكشفها لحقيقة بعض البشر ألا أنها تظل حقيقة غير قابلة النفي.
قالها قنديل محمد العنابي ابن تاجر الغلال الذي رحل تاركًا قنديل وأمه الجميلة الصغيرة سنا مطمعًا للعديدين ومنهم إخوة قنديل من أبيه الذين نكروا العلاقة في جو من الدراما الحزينة التي ظل يكتبها أديب نوبل العالمي نجيب محفوظ حتى انتهى منها كرواية معنونة باسم رحلة ابن فطومة .
الكون كله يدور حول تلك العلاقة العنيفة التي تارة تكون متشابكة بالحب ثم تتكسر على أمواج المادة وتارة تكون غير متشابكة ولكن أطرافها متوهمين.
لا حد لطمع الإنسان، كشف نفسي رهيب لرزيلة يرتكبها البشر فيأذون من حولهم وفي سبيل مطامعهم ينتهكون كل شيء.
العدل، الصدق، القيم، الأخلاق، الحقوق، الأمانة، فالإنسان عندما يطمع في شيء يتناسى العدالة وإدراك حقوق الآخرين.
ولم يكن قنديل سوي فتي طيب ذو مصداقية ابتكره الأديب ليقاسي عذابًا لا نهائيًا عنوانه طمع الآخرين فيما يملك أو يتمني. فخطيبته حليمة يتزوجها حاجب الحاكم الثالث فتفسخ خطبتهم.
وشيخه الذي علمه مالم يكن يعلم طمع في والدته الجميلة ونالها تحت ستار الزواج ومشروعيته.
عندما سافر كرحالة وتعرف بعروسة في إحدى البلدان وتزوجها تم طرده لبلد آخر وهناك وجدها أسيرة حرب فحاول شرائها ونجح ليسجنه كاهن البلد القريب من الحاكم لطمعه في جمال عروسة.
وعاش عشرون عامًا قضاها حبيسًا في زنزانة، لا لشيء سوي مطامع الآخرين وزيف تقواهم.
وقياسًا لتلك الحالة الأدبية التي أثبتها نجيب محفوظ في روايته. هذه نماذج من عالمنا المعاصر
فقد أصبح الطمع والسرقة والنهب والظلم هي قاعدة تستثنى منها مواقف نادرة للأمانة وتحقيق العدالة للآخرين. وأصبح تفكك العائلات التي هي ركيزة قيام المجتمعات سببه الطمع في الميراث كأحد الأمثلة والأسباب.
وما حدث لبطل نجيب محفوظ يحدث لنا، الفارق أن الأديب يملك نهاية لروايته وعذاب أبطالها، بينما نحن سنظل نعاني حتى يقضي الله أمرًا. فهل سوف نستطيع حتى حينها صبرًا.
لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا
اقرأ أيضًا
مجهز لذوي الاحتياجات الخاصة .. وصول القطار الثامن لمترو الأنفاق خلال ساعات
لذوي الاحتياجات الخاصة .. عربات كهربائية لنقل المصلين للمسجد الحرام