رضا عبد السلام يكتب .. أمثلة للتحدي والنبوغ
دكتور محمد فريد المليجى، مثال التفوق والنبوغ والرضا عن ربه وعن نفسه وعن الناس.
تحدي
هذه الكلمة التي يجب أن تكون عنوانا للإنسان في كل زمان ومكان
هذه الكلمة التي تجد معانيها في كل قصص النجاح الإنسانية علي امتداد تاريخ البشر وكل تاريخ الدعوات الكبري يعلن عن هذه القيمة التي يجب أن تكون لازمة من لوازم الإنسان الذي يستحق أن يعيش علي هذه الأرض وأن يكون خليفة الله عليها
وكعادتي أحب أن أرجع إلي اللغة لأنها كثيرا ماتكون كاشفة للمعني
- تحدَّى يَتحدَّى ، تَحَدَّ ، تَحَدّيًا ، فهو مُتحدٍّ ، والمفعول مُتحدًّى
- تَحَدَّى الْمَخَاطِرَ لِيَصِلَ إِلَى هَدَفِه : وَاجَهَهَا وَتَغَلَّبَ عَلَيْهَا
ولعل هذا المعني اللغوي متفق تماما مع ماتفهمه نحن من هذه الكلمة فما من عظيم كان له دور في الحياة صنعه لنفسه وللناس إلا كان متحديا لما صادفه من عقبات والتاريخ حافل بهذه النماذج المبهرة ولكني هنا سأقف عند رجل عرفته منذ حوالي عشرين عاما عندما كنت أقدم برنامجا عن الأشخاص ذوي الإعاقة في إذاعة القرآن الكريم وكنت أبحث عن ضيوفي في هذا البرنامج تعرفت عليه الأستاذ الدكتور محمد فريد المليجي قصة للإرادة المؤمنة المخلصة وللفطرة السليمة وللأخلاق العالية وقت أن تعرفت عليه كان أستاذا للصيدلة الصناعية بكلية الصيدلة جامعة القاهرة ولاأنسي أول لقاء به في الكلية حين رأيته يجلس علي كرسي متحرك ووجهه الوضيء ينبيء عن شخصية متصالحة واستقباله لي كان يعبر عن دماثة خلقه وعلو نفس منه وتواضع هذا الرجل الذي سكن حبه غرف قلبي وخاصة بعد تسجيلي معه في برنامجي سيرة ومسيرة وبعد أن تعرفت منه علي هذه السيرة العطرة والمسيرة المظفرة المتوجة بتاج النجاح والتفوق فكتبت عنه هذه الصورة القلمية التي تحكي عن هذه الشخصية العظيمة الملهم
هذا رجل إرادة الإنسان عنده لاحد لها لأنه آمن أنها إبداع ربه …
هذا رجل اصطلح مع الإيمان بالله فتآلفت روحه مع التقي فأضحت حياته رضا
هذا رجل خاصم اليأس وصادق الأمل وعانق التفاؤل ورجم الفشل وزامل النجاح هذا رجل يضرب مثلا لكل السالكين في درب الحياة .
شيخي الذي تعلمت منه منذ عرفته العزيمة والإصرار والحب الذي يزرع بذورا في الأرض فيثمر حبا بحب في قلوب المحبين من كل صوب وحدب
الدكتور محمد فريد المليجى عميد كلية الصيدلة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا سابقا والأستاذ المتفرغ بكلية الصيدلة جامعة القاهرة وأحد أهم خبراء الدواء في مصر
ذا العلم السامق والأستاذ الكبير يجلس علي كرسي متحرك منذ حوالي ستين سنة فقد أصيب في طفولته بشلل رباعي وبعد سفره إلي ألمانيا في نهاية الخمسينات للعلاج جاء ليكتب منظومته في الإرادة الحية والعزيمة الفذة والنجاح المبهر ويكون متفوقا علي نفسه وعلي عجزه وعلي نظرات التيئيس والتقنيط ويحتل المراكز الأولي في كل مراحل تعليمه ويدخل كلية الصيدلة ويعين فيها معيدا حتي يصبح فيها أستاذا ورئيس قسم الصيدلة الصناعية وصاحب فكرة إنشاء أول مركز للكمبيوتر في كلية الصيدلة جامعة القاهرة والذي عمم بعد ذلك في باقي كليات الصيدلة في مصر كلها لنجاحه المبهر بفضل هذا النابه العبقري ثم انتقل عميدا لكلية الصيدلة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا ليترك فيها أثرا لايمحي من العلم والأخلاق والحنان الأبوي لطلبته وقد رأيت ذلك بعيني عند زيارته في هذا المكان
أهم ماتراه فيه هذا الرضا عن الله سبحانه حتي لتخال أن الآية التي يقول فيها الله سبحانه في وصف المؤمنين
” رضي الله عنهم ورضوا عنه ”
قد نزلت فيه هو فهو دائما في تمام الرضا فهو راض عن ربه وراض عن حاله بل يظن دائما أنه مقصر في شكره لله وهذا حال من باع نفسه لله حبا ورجاء في أن يكون ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه !!
فالرضا من أظهر سماته فهو راض عن حياته لأنها اختيار ربه وقدره الذي يؤمن أن فيه الخير كل الخير وراض عن كل من حوله تماما فهو راض عن زوجته التي يحمل لها جل معاني الوفاء وراض عن أولاده ويمكن أن يطلق عليه الراضي الذي ملأ الرضا قلبه وعقله ونفسه وروحه وملك عليه ذاته لذا فإن الله جعل قلوب كل من يعرفه ممتنة بالرضا عن شخصه الرائع الكريم
وهو في نفس الوقت قائد حاسم عنده نظرية في الإدارة اسمها الإدارة بالحب وقد رأيت ذلك عندما زرته في تدشينه لأول مركز للكمبيوتر للصيدلة في جامعة القاهرة حتي عند العقاب حين يكون هناك تقصير أو إهمال يكون لتصحيح مسار الإدارة بالحب الذي أبدع فيه
أذهب إليه لأملأ من معين الرضا عنده وأنهل من فيض أخلاقه وأقترب من سياج إيمانه الذي شاده بقلبه النقي التقي
حيوا معي علم الرضا شيخي وأستاذي الأستاذ الدكتور محمد فريد المليجي الذي أدعو الله له بدوام الصحة والعافية