رضا عبد السلام يكتب .. سلاح الإيمان في معركة كورونا
في جائحة كورونا التي احتوت العالم كله وأصبح الخوف هو المسيطر الآن على الإنسان في كل مكان على الأرض، واتجهت أنظار العالم إلي العلم والعلماء. هذا طبيعي لأن هذا الفيروس لا يوقفه إلا لقاح أو علاج ولكن في غمرة الخوف والرعب الذي أصاب العالم، لابد أن نتسلح في هذه العركة مع هذ الكائن الذي لا تراه العين بسلاح أمضي من كل شيء. وهو سلاح الإيمان وهو نفسه الذي يأمرنا أولا باللجوء للعلم والعلماء.
ففي الحديث يقول النبي صلي الله عليه وسلم ” تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً ”
وقد أفردت مجلة النيوزويك الأمريكية موضوعًا خاصًا عن الحجر الصحي الذي ورد في حديث صحيح عن النبي فقد قال الباحث والأستاذ بقسم علم الاجتماع في جامعة رايس الأمريكية، كريج كونسيدين، في مقاله المنشور على الموقع الإلكتروني للمجلة
“هل تعلمون من اقترح النظافة الشخصية والحجر الصحي خلال انتشار وباء؟ إنه النبي محمد (صلي الله عليه وسلم)، نبي الإسلام قبل 1400 عام.. ففي الوقت الذي لم يكن فيه بأي شكل من الاشكال خبيرا تقليديا بشؤون الأوبئة المميتة، قدم (الرسول) نصائح لمنع ومواجهة تطورات مثل كوفيد-19”.
وأضاف هذا الباحث
“الرسول الكريم أيضا شجع بقوة البشر الالتزام بالنظافة الشخصية التي تبقي الناس في مأمن من العدوى، مشيرا إلي أحاديث شريفة حضت على ذلك من أبرزها أن النظافة من الإيمان”.
هذا من ناحية ومن ناحية أخري أننا مأمورون بالإيمان بجدوى الأسباب للوصول للنتائج فمن لم يتخذ الأسباب الصحيحة لا يصل إلى النجاح أبدًا.
” من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ”
وهذا مبدأ من أهم المباديء في هذا الدين العظيم والوقائع كثيرة من حياة هذا العالم منذ نشأته وحتى الآن سواء في تاريخ المسلمين أو غيرهم من الأمم.
ومن ناحية ثالثة هذا اليقين الذي يزرعه المؤمن في قلبه باللجوء إلي ربه سبحانه وتعالي بعدما يؤدي ما عليه فيمسك بمصحفه ليقرأ ويتدبر ويتأمل ثم يخر لله راكعًا وساجدًا داعيًا خاصة ونحن في شهر البركة شهر الرحمة، شهر الصيام والقيام، شهر رمضان.
هذا اليقين يجعله آمنا مرتاح النفس قوي الإرادة مملوء إيمانا وثقة بربه
هذه الأمور التي يقول عنها علماء المناعة المحفزات التي تجعل الجسم البشري قويا يستطيع أن يقتل ما يهاجمه من فيروسات وميكروبات بل ومن هواجس الخوف والرعب التي تملأ الأجواء في هذه الأوقات العصيبة.
إذًا فسلاح الإيمان ليس الدروشة التي يمكن أن يتصورها بعض من كتب ساخرًا من منطق الإيمان كسلاح ماض في هذه المعركة.
ونحن نقول الإيمان سلاح في مواجهة كورونا باتخاذ جميع الأسباب التي يأمر بها العلم والتي أرشد عنها الإيمان وحث عليها ثم باللجوء إلى جناب الرحمن الرحيم وسؤاله سؤال من تقطعت أمامه السبل أن يرفع عن العالم البلاء والوباء وأن ينزل رحماته وبركاته على ربوع الأرض التي يسكنها خلقه الضعفاء وإن بدوا أحيانًا جبارين.
اقرأ أيضًا
هل تخطط الحكومة لاستبدال العملات الورقية بـ “بلاستيك”؟
صينية تبتكر كمامات شفافة لتسهيل ترجمة مؤتمرات كورونا للغة الإشارة