لقد ضقنا ذرعاً من كثرة الكلام التي لا فائدة منها، ومن الوعود التي تُعطى لأصحاب الهمم، والتي لا تسمن ولا تغني من جوع، وهذه الوعود عادة تأتي من جهات رسمية، أو مشاهير، أو جمعيات تبحث عن موقع إجتماعي عبر وعود، وهتافات رنانة تشد أذن المستمع وتضع في نفوس أصحاب الهمم أملاً مصطنعاً، وكلام معسول لا ينتهي عن مساعدات وغيرها.
أصحاب الهمم لا يحتاجون لكل تلك المسرحيات، ولا حتى لمساعدات مادية بقدر حاجتهم لتقدير، وإيمان بقدراتهم من قبل المجتمع الذي يحكم على الشكل، وليس على القدرة الفكرية التي يتمتع بها أصحاب الهمم، و يمارس الشفقة وليس الاحترام، وتسيطر عليه نظرات الدونية وليس الندية، وإدعاء اللطف والتعاطف و ليس الإنسانية.
كل هذه الأمور، وغيرها لو صوبت من قبل المجتمع لما تعرض الإنسان لأي تنمر أو شعور بأي نقص، و لكان أصحاب الهمم لا ينادون بحقوقهم لأنها تكون قد تحققت بالفعل، كلماتي هذه ليست من الخيال، ولا حتى ترتبط بمدينة أفلاطون الفاضلة كلماتي تتطلب جرعة قليلة من الإنسانية، فالمطلوب من القارئ أن يطرح على نفسه سؤالاً صغيراً:
“ماذا لو وضعت نفسي مكانهم، وأصبحت من أصحاب الهمم بسبب حادثة ما، وكيف سأتعامل مع الأمر؟؟!!!”
و إن أجاب نفسه، وعدّل من سلوكياته بعد الإجابة للأفضل، سيصبح حسب تقديرات علم النفس أكثر احتراماً للإنسان، وليس للشكل، وسيحترم العطاء وليس الثراء، ويؤمن بالقدرات ولا يحبط من جار عليه الزمن، وخانته صحته، و سيصبح أكثر تفهما، واستيعاباً للنفس البشرية.
تبادل الأدوار، والحوار مع الذات أمر مهم يغفل عنه الكثير حيث يصحو الضمير، وتتعالى أصوات الخير في النفوس فلو وصل الإنسان لهذه الدرجة من التفكير لكنا بألف خير، فالتغيير ينبع من الداخل، ولا يمكن أن يُشترى أو يباع…
فتلك المشاعر لا تظهر الا عند التجربة، أو في حالة التمتع بجرعةإنسانية كبيرة.
لذلك من يحتاج للتأهيل ليس أصحاب الهمم إنما فكر المجتمع الذي الذي يجب أن يبذل قصارى جهده في سبيل الهدف المتعالي، وهو تعزيز الإنسانية في نفوس أفراده… فإن أراد المجتمع أن يحل مشاكله عليه بجرعة من الإنسانية.
لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا
اقرأ أيضًا
مركز ذوي الاحتياجات الخاصة بالوادي الجديد ينظم زيارات وورش عمل
