منال حسنة تكتب .. لا تطفئوا الإنسان
هل تعلمون بأن كلمة طيبة واحدة قادرة على تغيير مسار حياة الإنسان والمجتمع بأكمله، وما يثبت مصداقية هذه النظرية، وحجتها ما حدث مع توماس أديسون, العالم الأميركي صاحب أكثر من 1000 براءة اختراع، من بينها المصباح الكهربائي،
حيث وجد صعوبة في التعلم، ولم يستطع القراءة حتى سن الثانية عشرة، والذي تغلب على الوضع الدراسي الذي واجهه في الصغر من خلال كلمة طيبة قالتها له والدته.
عندما كان أديسون في الثامنة من عمره، عاد إلى البيت من المدرسة وهو يشعر بالأسف، لأن معلمه كلَّفه بتسليم مذكرة إلى والديه.
قرأتها أمه، نانسي إليوت، أمام نظرات ولدها المترقبة لمحتوى المذكرة، وعندما سألها عن محتوى الرسالة أخبرته بأن الادارة تخبرها بأن ابنها عبقري، و أن المدرسة متواضعة جداً بالنسبة له، وليس لديها معلمون جيدون لتعليمه، و أنه يجب متابعة دراسته في المنزل، فقرَّرت أن تعلِّمه بنفسها.
لا يبدو أن والدته قد أخطأت في قرارها، حيث تمكن أديسون من أن يصبح مبتكراً لأكثر من ألف اختراع.
و بعد عدة سنوات، عندما توفيت نانسي، وكان أديسون قد أصبح مخترعاً مرموقاً على مستوى العالم، وجد المذكرة التي أرسلها المعلم إليها في ذلك اليوم.
لم يكن العثور على المذكرة ما فاجأه، بل كان ذلك ما قرأه بداخلها “ابنكِ مريض عقلياً ولا يمكننا السماح له بالذهاب إلى المدرسة بعد الآن”.
بكى أديسون تأثراً، بعدما قرأ الكلمات الحقيقية في المذكرة، ولاحقاً كتب في مذكراته:
“توماس ألفا أديسون كان طفلاً مريضاً عقلياً، ولكن بفضل أم بطلة أصبح عبقري القرن”.
واليوم أصبحت البشرية مدينة لهذه الأم التي اختارت الكلمة الطيبة لكي تخفي الحقيقة الجارجةعن ابنها، و النتيجة أنها جبرت الخاطر، وحققت المراد.
وهنا تكمن قوة الكلمة الطيبة التي تحقق المعجزات، وتغير الأقدار، والدليل الثابت على ذلك ورودها في القرأن الكريم
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ . تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ . وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ}
ما الذي كان سيحدث لو أن والدته سمحت لنفسها بفعل ما يفعله معظم الأشخاص الذين يعايرون أصحاب الاحتياجات الخاصة بوضعهم الذهني، والجسدي، و لامت ابنها على وضعه، و بدأت تتململ من حظها، وقدرة ابنها الاستيعابية البسيطة، لربما لم يكن لدينا كهرباء الآن.. على الأقل.
فكم من أديسون تم إطفاؤه بسبب كلمات متنمرة و جارحة، وكم انسان من أصحاب الهمم شك بقدراته الذاتية بسبب كلمة شفقة، أو معاملة تقلل من شأنه…لذلك انتقوا ألفاظكم لأنها قاردة على تغيير مصير إنسان….فإما أن تقولوا خيراً أو اصمتوا.
لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا
اقرأ أيضًا
وزارة التضامن تعلن خطة جديدة لتسريع إصدار بطاقة الخدمات المتكاملة
السيسي بعد منحه جائزة الأولمبياد الخاص: تجسد رسالة الإنسانية مع ذوي الهمم