نجاد البرعي يكتب .. استمرار زيادات الرسوم والضرائب يهدد السلام الاجتماعي
بقلم نجاد البرعي
تحمل المصريون بشجاعة نتائج تعويم الجنيه وتحملوا بصبر سداد قيمه الخدمات التي يحصلون عليها بشكل تجاري وليس بتكلفتها، وتحملوا زيادة أسعار البنزين وغير ذلك من قرارات اقتصادية. أرى أن أغلبها كانت الحكومة قد اضطرت للإقدام عليها لتصحيح الوضع الاقتصادي الصعب.
هاتان القصتان ينقلان شيئًا أو يستنتجان ويعبران عن واقع بات يهدد السلام الاجتماعي .
القصة الأولي: صديق شاب يبلغ 40 سنة تقريبًا، مؤهل عالي. بدأ حياته في إنشاء شركه لتوريد المواد الغذائية للفنادق في إحدى المحافظات السياحية الساحلية المعروفة ضربت السياحة، ولم تقدم الدولة أي مساعدة حقيقية لصغار رجال الأعمال مثله، توقفت الفنادق عن العمل. بعضهم لم يستطيع أن يسدد له حتى مستحقاته.
ترك صديقنا هذا العمل واتجه إلى واحة سياحيه شهيرة واشترى عدد من الأفدنة وقرر أن يستثمر في الزراعة والسياحة في آن معًا.
البيروقراطية والضرائب ورسوم المحليات والسوق الراكد، عوامل أقنعته أن الإفلاس هو المصير المحتوم. باع الرجل الفدانين وعاد إلى قريته في وسط الدلتا حيث يملك بعض الفدادين والتي تُزرع أرز وخضروات.
لن أقول لكم عن العقبات التي واجهها في زراعة المنتجات، ثم تسويقها رسوم وضرائب وبيروقراطية.
تحدثنا بالأمس، أشكوا إليه ما لحق بمهنه المحاماة من كساد، ففوجئت به يقول لي “أنا عايز أسيب البلد وأهاجر إلى أي مكان هذي بلاد لم تعد كبلادي، حاولت أن أسافر إلى أوربا ولكن الموضوع فيه نصب كثير”.
قلت له بص على إفريقيا، أوغندا أو كينيا مثلا.
قال: “أي مكان أشتغل أي حاجة ولو عامل في بنزينة المهم يبقي فيه مرتب أنا استويت “.
القصة الثانية: شاب يبلغ 25 سنة مؤهل متوسط جاء إلى مكتبي منذ أقل من عام ليعمل “ساعي”، المرتب ضعيف طبعًا لأن الأسعار غالية جدًا والوضع الاقتصادي في المحاماة صعب وتأثرت كباقي المهن بجائحة كورونا.
حاول الشاب، وحاولت معه ولكن في النهاية طلب أن يستقيل وقال “سأبحث عن حل “.
منذ أسبوع اخبرني الشخص الذي كان قد زكاه عندي بأنهم قبضوا عليه علي الحدود المصرية الليبية، يحاول أن يدخل ليبيا للعمل.
سألت “هيشتغل إيه” قيل لي “أي حاجه المهم يلاقي يأكل”
استمرار زيادات الرسوم والضرائب على الناس لن يكون محمود العواقب، مرة تصالح مخالفات بناء، ومرة شهر عقاري، ومرة ملصق إليكتروني، ومرة زيادة أسعار المواصلات .. تلك السياسة أصبحت تشكل خطر على السلام الاجتماعي، لن يسمح أحد بالهجرة غير الشرعية. هذا التزام علي الدولة، ولكن إجبار الشباب على البقاء يحتاج إلى نفتح السوق قليلًا ونضخ فيه أموال حقيقية بعيدًا عن موضوع التشييد وغيره، بعض المشروعات يمكن أن تنتظر ولكن السلام الاجتماعي قد لا يستطيع.
لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا
اقرأ أيضًا
إسلام عزام يكتب .. قانون الشهر العقاري وأزمة غياب المعلومات
تفاصيل .. موعد فتح الطيران بين مصر والسعودية 2021
