نجاد البرعي يكتب ..كلمة لمواجهة فيروس كورونا
لم أقل أبدًا أن كورونا غير موجود، ولا يمكن أبدًا أن نقلل من خطورة وسرعة الانتشار والعدوى.
لكن في النهاية فإنه حتى 22 مارس 2020 فإن عدد المصابين بفايروس كورونا في العالم لم يصل إلا إلى أكثر من 308,594 مصاب في 185 بلد، وتجاوز عدد الوفيات 13,069، في حين وصل عدد المتعافين من جميع دول العالم الأحد الماضي 2020/3/22 إلى 95,829 متعافي.
لابد من الالتزام بخطط التوعية الصحية، فقد كتبت وقلت أنها مهمة للغاية، وأنه لابد من زيادتها خاصه بين الطبقات الأقل حظًا، والإصرار عليها وتوفير متطلباتها لكل الفئات بأسعار في متناول الجميع .
عندما قررت الحكومة المصرية الإغلاق الجزئي للمتاجر ومنع الشيشة، وغيرها اعتبرت أنها قرارات صائبة ومفيدة، ولابد من الالتزام بها، في حدود أسباب اتخاذها .
ما هي المشكلة إذن؟
المشكلة أني أرفض ولازلت محاولة إثاره الذعر في بلد تعداد سكانه مائه مليون، مره بإيهام الجميع أن الفيروس قد تفشي في مصر إلى درجه غير مسبوقة، وأن الناس ستموت ولن تجد مدافن، ومرة بتصوير مصر علي أنها مركز توزيع الفيروس حول العالم ومرة بتجاهل البيئة الاقتصادية والسياسية لدرجه محاوله دفع الحكومة إلى حظر تجول كامل وإغلاق كامل في بلد يبلغ نسبه الفقر فيه 40٪ وأكثر ويعمل فيه باليومية حوالي ربع قوه العمل، ويعمل فيه لدي القطاع الخاص نسبه كبيرة ستجد نفسها في الشارع بلا مورد ولا مال محبوسه في بيوتها.
هذا طبعا لو وضعنا في الاعتبار المساحة السكانية الواسعة للدولة وعدم واقعيه فرض حظر تجول كامل عليها، كما تفعل بعض الحكومات في شعوبها قليله العدد.
لازلت أرى أن مواجهه الفيروس عن طريق رفع الروح المعنوية للناس وعدم تناقل الأخبار الزائفة والوضع في الاعتبار أن ما يقال في ألمانيا غير ما يقال في مصر، وأن اللغة التي يجب أن نخاطب بها الشعب هنا مختلفة بالكلية عن اللغة التي يخاطبون بها الشعب هناك. لأسباب كثيرة لا مجال لشرحها الآن.
هناك أمر مهم في بلد كمصر ظروفها معروفة، ووضع القطاع الصحي فيه معروف ويموت الناس فيها لأسباب أقل شأنًا بكثير من الفيروسات .
المصريون لا يستطيعون البقاء في بيوتهم طويلًا فإن اجتمع عليهم ذل الحبس مع قله المال وعدم وجود عمل فإن ذلك سيؤدي إلى كارثه تصيب الاستقرار في مقتل.
أظن أن كثيرين ممن يدعمون اتجاه الغلق الكلي وإيقاف المترو والزام الناس بالبيوت لا يدركون بالضبط طبيعة ما يتكلمون عنه ولا نتائجه.
حتى اللحظة أداء الحكومة المصرية مذهل، كلمه رئيس الجمهورية اتسمت بالهدوء الشديد وربما لا تفي القرارات التي اعلنها بكل ما نطلبه مثل كيفيه دعم العمالة الحرة “عمال اليومية” وكيف يمكن رفع قدرات الرعاية الصحية في بلدنا، أو التنسيق مع النائب العام بشأن المحبوسين احتياطيًا.
إلا أن اللغة الهادئة التي استخدمها والمناسبة التي تحدث بها الرئيس في عيد الام تشيع جوًا من الراحة لدي الجمهور.
أعلم أن الوضع ليس سهلًا ولكنني أثق حتى اللحظة في أن المنظومة الصحية المصرية رغم كل ما فيها من ثغرات قادرة على مواجه الأزمة، وأن الشعب الذي يصفه البعض بالجهل وبأنه يريد أن يموت وأن ينقل المرض إلى الناس الأكابر في الكومبوندات والشقق الدافئة سوف يخرج من تلك المحنه بأقل الخسائر فقط بإتباع إرشادات صحية معقولة وبسيطة .
ستعود القاهرة من جديد منورة بأهلها، بعد أن الكورونا قريبًا إن شاء الله .
اقرأ أيضًا
دينا حسين تكتب .. كورونا ليس له فواصل جغرافية وإجراءات مطلوبة