أحمد صبري شلبي يكتب .. موسم حصاد كورونا
مهما بلغت المحنة لابد أن يكون بها منحة ومهما بلغت الأزمة يبقى التعامل معها بإيجابية كلمة السر، على تلك الصفحات تشرفت بعرض عشرة رسائل لفك شفرة كوفيد يوم السادس والعشرون من شهر يونيو واليوم استعراض لبعض النتائج الايجابية لأزمة كورونا أو بالمعنى الأدق درس كورونا.
أصدقاء الطفولة
أتاحت لنا فترة العزل المنزلي أثناء أزمة كورونا التواصل مع أصدقاء الدراسة والطفولة بمدرسة الفتح في المعادي في وقت لم يكن بالحسبان التواصل مع هؤلاء الزملاء بعد انشغال وانقطاع دام لأكثر من 25 عام، وان كانت تلك هي الفائدة الوحيدة من كورونا فكفى بها فائدة.
مهما بلغت الكلمات فلن تصف مدى السعادة الغامرة عندما تلتقي بأصدقاء الحضانة والابتدائي واستحضار ذكريات تلك الفترة الخالدة في الوجدان والقلب والعقل ومن نعم الله أن منح الله تلك الصحبة الصادقة مشاعر الود والرحمة والأخلاق، لذا تم الإشارة لتلك النعمة في أولى فقرات المقال.
تغيير أسلوب الحياة Life Style
لم يكن بالسهولة تغيير أسلوب حياتنا لولا تلك الأزمة التي أضاءت لنا دروب التغيير، تلك النعمة التي من الله علينا أعادت لنا الاتزان النفسي والعاطفي تجاه أمور كثير كانت غائبة عنا بسبب الانشغال وسباق السرعة التي فرضها علينا الأسلوب المعيشي بالألفية الثالثة التي اتسمت بالسرعة وجفاف المشاعر.
بالفعل تغيرت لدينا قناعات لم يكن باليسير تغييرها من الحفاظ على مواردنا وتذكر نعم الله علينا التي لم ولن تنتهي كما أعادت لنا ترتيب أولوياتنا بشكل أكثر وضوح.
اكتشاف مواهب جديدة
لم يشكو أحد منا من ضيق الوقت من قبل ولم يشكو أحد منا من عدم قدرته على تنمية مواهبه وبالأدق من اكتشاف مواهبه، لكن كورونا منحت لنا فرصة ذهبية وهي الوقت عندما التزم العديد منا منازله مما ساعد الكثير على تحقيق العديد من النجاحات في مواهبه سواء الفنية أو الأدبية أو الرياضية.
إدارة الأزمة
بغض النظر عن درجة الحرفية في تطبيق إدارة الأزمة من عدمها لكننا اكتشفنا أننا قادرون على إدارة أزماتنا ولا يشترط أن التعامل وإدارة الأزمة طبقا للمعايير العالمية والأكاديمية في ذلك الفن (إدارة الأزمة) فجميعنا أدار شؤون حياته الشخصية والعملية طبقا لقواعد ذلك العلم حتى بدون الدارسة الأكاديمية لها.
إعادة تصنيف الأبطال
أسلوب الحياة الجديدة واختلاف واختلال المعايير أصاب تصنيف الأبطال بخلل عسير للغاية، فكم من أبطال وهميين أطلوا علينا دون وجه حق وتقلدوا تلك المكانة بدون أي مبرر سوى انتشارهم فقط عبر وسائل التواصل، أبطال من ورق لم يكن المجتمع في حاجة لبطولاتهم الزائفة.
لكن مع ظهور أزمة كورونا أعادت لنا صورة الأبطال الحقيقيون، أبطال البحث العملي وأبطال القطاع الطبي وأبطال الاختراعات والتطوير، أبطال ظلموا لفترات طويلة من انتقاص حقوقهم وعدم منحهم المرتبة المستحقة لهم.
اقرأ أيضًا