كتبت: آمال زغلول
تتسارع التصريحات والتحركات من كلا الأطراف حول أزمة سد النهضة بعدما أعلنت مصر والسودان فشل جولة المفاوضات الأخيرة برعاية الاتحاد الإفريقي في كينشاسا ، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، بسبب تعنت إثيوبيا. حيث أعلنت أديس أبابا اعتزامها البدء في المرحلة الثانية من ملء خزان سد النهضة في موسم الأمطار الذي يبدأ في يوليو المقبل، الأمر الذي يهديد إمدادات المياه إلى القاهرة والخرطوم.
وقبل يومين، وجه وزير الخارجية المصري سامح شكري، خطابات إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن لشرح أحدث تطورات أزمة السد، لا سيما المفاوضات المتعثرة.
وفي وقت سابق، أجرى سامح شكري اتصالا هاتفيا مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، استعرض خلاله آخر التطورات في ملف السد.
وأكد شكري خلال الاتصال الهاتفي، على ثوابت الموقف المصري الداعي إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد. كما جرى التأكيد على خطورة استمرار إثيوبيا في اتخاذ إجراءات أحادية نحو الملء الثاني دون التوصل لاتفاق وأثر ذلك على استقرار وأمن المنطقة.
ومن جانبه لوح وزير الري السوداني ياسر عباس قبل أسبوع بلجوء بلاده إلى مجلس الأمن الدولي، معتبر ذلك واحدًا من الخيارات المطروحة.
وخلال اجتماع لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب، برئاسة شريف الجبلي ،أمس الخميس، قال سامح شكري، إن المفاوضات في شأن أزمة سد النهضة أظهرت قدرا من التعنت من الجانب الإثيوبي، مشيرا إلى أن المرونة من الجانب المصري والسوادني في المفاوضات لم تأت بتعامل مماثل من إثيوبيا. وأضاف، أن المشاورات لم تصل إلى نتيجة، وما زال هناك فسحة من الوقت، لافتا إلى حرص مصر على حل الأزمة من خلال التفاوض والتفاهم، وإتاحة فرصة للمفاوضين الدوليين لحل الأزمة بما لا يضر بمصالح دولتي المصب.
وقال شكري: “مستمرون في سعينا حتى وإن كان الوقت ضيقا من أجل حل الأزمة، بما لا يضر مصالح مصر والسودان”، مشيرا إلى أن الأعمال الأحادية من جانب إثيوبيا تضر بمصالح دولتي المصب.
وأكد الوزير شكرى، أن هناك متابعة يومية لأزمة سد النهضة، لأن المياه مسألة وجود لمصر.
سامح شكرى يلمح من يمول سد النهضة .. “لا نعيش في عالم مثالي”
وقال سامح شكري، أنه لا توجد دول صديقة ذات علاقات وطيدة مع مصر تمول سد النهضة ولكن هناك شركات تقوم بذلك، مشيرًا إلى أنه لايوجد دول تمول سد النهضة بشكل مباشر وكل شركائنا الدوليين يرون أن مشروع سد النهضة محل خلاف بين الدول الثلاثة لذلك تتجنب الانخراط في أزمه تمويل السد.
وأكد الوزير شكرى، ان البنك الدولي لا يمول سد النهضة . وأضاف: “لا نعيش في عالم مثالي” وهناك شركات تابعة لبعض الدول تستخلص مصالح مالية من المشاركة في تمويل بناء السد .
وأوضح سامح شكرى: لم تتم دراسة الاضرار البيئية لبناء السد على الدول المحيطة بالنيل الازرق ، وبعض الاموال تصل لاثيوبيا في شكل تمويل تنموي انساني له علاقة بمتطلبات الشعب الاثيوبي
وحول المشروعات الأخرى بشأن السدود في إثيوبيا غير سد النهضة، أكد وزير الخارجية، أن هناك مشروعات أخرى على النيل الأزرق تقوم بها إثيوبيا، وقال: “لكن في المقابل يجب احترام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية بما لا يضر بمصالح الدول الأخرى”.
وقال وزير الخارجية، إن وجود السد العالي وخزانه يعطي مصر القدرة على استيعاب كثيرا مما يترتب على ملء خزان سد النهضة. وأوضح: لكن هذا أمر يتم تقديره من الناحية الفنية. وأشار، إلى أن السد العالي جاء بحكم الرؤية بعيدة المدى للقيادة السياسية لمصر في العهود الماضية.
وقال وزير الخارجية ، أن الخطوات القادمة مرهونة بمدى الضرر الذي يقع على مصر لوجود وفرة في مياه الفيضان والقدرة على إعادة ملء خزان سد أسوان. وأضاف، يمكن تصور بأن الأمر يسير بدون وقوع ضرر على مصر، أما إذا وقع ضرر فهنا تعمل كل أجهزة الدولة لمواجهة هذا الضرر والتصدي له وإزالة أي آثار له، مؤكدا أن كل الإمكانيات والقدرات متوفرة لدى الدولة وأجهزتها المختلفة.
وقال شكرى: نقدر ونهتم بالضرر المحتمل الكبير الذي قد يقع على أشقائنا في السودان في ظل قرب الملء الثاني لخزان سد النهضة بعد 3 أشهر وهذا شىء لا نرتضيه. مؤكدا، أن التقييم الفني يشير إلى أنه لن يقع ضرر على مصر حال قيام الجانب الإثيوبي بالملء الثاني. وأوضح، أن هذا في إطار التوقع، ولكن كل شىء مرهون بدراسات وتقييم دقيق على أرض الواقع لما يحدث بالفعل.
وأشار وزير الخارجية إلى أن أجهزة الدولة ترصد كل ذلك بشكل يومي لأن هذه القضية وجودية وقضية حياة ومرتبطة بحياة الشعب المصري ولا تهاون فيها ولا تعامل معها إلا بكل جدية والتزام.
الخارجية الإثيوبية: السودان ومصر تريدان إخراج ملف سد النهضة من الإطار الإفريقي
من جانبه، انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتى، أمس الخميس، كلا من مصر والسودان، على خلفية طرحهما احتمال اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي لحل أزمة سد النهضة. وقال، “السودان ومصر تريدان إخراج ملف سد النهضة من الإطار الإفريقي بالذهاب لمجلس الأمن”. وأضاف: “الموقف الرسمي لإثيوبيا بشان سد النهضة التمسك بالاتحاد الإفريقي”.
وأشار المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية: “السودان مستفيد من سد النهضة أكثر من إثيوبيا، لكنه لا يزال يرفض كل التنازلات المطروحة من قبلنا”.
الخارجية الأمريكية تتحدث عن جهود خفض التوتر بملف سد النهضة
وفى السياق ذاته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة تواصل العمل مع مصر والسودان وإثيوبيا للحد من التوتر الناجم عن الخلافات بشأن سد النهضة.
وأضاف المتحدث، أن واشنطن تسعى لإعادة الدول الثلاث إلى الانخراط في محادثات بناءة ضمن عملية يقودها الاتحاد الإفريقي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تؤكد الولايات المتحدة دائما على نقطة وحيدة فيما يتعلق بسد النهضة، وهي أن “طاولة المفاوضات هي الحل الوحيد للأزمة”.
جدير بالذكر، يأتى تعنت الجانب الإثيوبي في مفاوضات سد النهضة بسبب تريد القاهرة والخرطوم الوصول إلى اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد الذي سيتكمل بناؤه في العام المقبل، لكن إثيوبيا ترفض ذلك وتقول إن هذه العملية جزء لا يتجزأ من بنائه ولا يمكن تأجيلها.
لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا
اقرأ أيضًا
فاتورة التليفون الأرضي أبريل 2021 .. رابط الاستعلام وطرق السداد
