سلايدرمقالات الرأى

أماني عزام تكتب .. هل يتحول تعنيف المعلم للطالب في الصغر إلي نجاح بالكبر؟

 

منذ الصغر تعودت على كتابة مواضيع التعبير بمهارة قد تفوق أقراني في ذلك الوقت، ويرجع الفضل في ذلك إلى شقيقي الأكبر فهو بارعًا في اللغة العربية. يعشق النحو والقواعد اللغوية، مغرم بالقراءة وحافظًا لبعض السور القرآنية والأبيات الشعرية.

عودني منذ صغري على كتابة التعبير باحترافية وأهمية الاستشهاد بالآيات القرآنية وآبيات الشعر المناسب للموضوع.

قبل عشرين عامًا، تحديدًا في السنة النهائية لإتمام المرحلة الإعدادية، آتي إلينا مدرس لغة عربية جديد، كان شابًا في أوائل العشرينات من عمره، واثق جدًا في قدراته اللغوية، لا يرى سوى نفسه، ولا يكاد يسمح لأحد بالحديث بعده ولا قبلة.

مع هذا الأستاذ المغرور، حدث موقف لم يغب عن ذهني أبدًا، عالق في ذاكرتي رغم مرور عشريتين كاملتين، جعلني أشعر بغصة في قلبي تجاه ذلك المدرس كلما تذكرته.

في إحدى حصص اللغة العربية المُتعلقة بكتابة التعبير، قام كل طالب بكاتبة الموضوع الخاص به، وقمنا بتسليم كراستنا للمدرس لكي يصحح ويُقيم المواضيع.

وإذا به ينادي على اسمي فانتبهت له ووقفت في مكاني انتظر رأيه في كتابتي، وفجأة ألقى بكراستي بكل قوته تجاه صندوق القمامة وهو يردد بسخرية “منقول”.

انتابتني حالة من الذهول، لم أكن أبدًا أتوقع ردة الفعل هذه، كنت في انتظار رد فعل مختلف لكن غروره حال بينه وبين تشجيع طالبة عنده.

لم يصور له خياله أن طالبة في هذا السن الصغير يمكنها كتابة موضوع مكتمل العناصر دون تدخل منه أو مساعدة. التقطت كراستي من على الأرض، وداخلي إحباط شديد ورغبة في عدم الكتابة مرة أخرى.

حين وصلت للمرحلة الثانوية رزقني الله بأستاذ آخر، كان نموذجًا لصورة المعلم الحقيقي،  أعجب بأسلوبي وكتاباتي وكان لا يفعل شيئا سوى تشجيعي، والثناء على ما اكتب رغم بساطته.

مع كتابة جملته الشهيرة لي “جزاك الله خيرًا”، كان الفارق واضحًا، بين المعلم  الذي يشجع ويدعم ويطور، وأخر يحبط ويحرج دون تقدير لعمر أو فارق خبرة، أو حتى نصحية ربما تضيف أو تصنع الفارق في المستقبل.

المعلم هو حجر الزاوية في أي عملية بناء تعليمي سليم، تقع على عاتقه مسئولية عظيمة تجاه طلابه، وتوجيههم بشكل سليم، يراعي قدراتهم الجسدية والعقلية، ومهارت الطلاب المتفاوته، وتنمية مواهبهم وبناء الشخصية السليمة.

رعاية الطالب الموهوب تقع في قمة اهتمامات المعلم الكفء، توفير راتب عادل أمر ضروري لتشجيع الكفاءات للإنضمام لمهنة المعلم المقدسة، وإعداد المعلم مهنيًا ونفسيًا أمر لا يترك للمسابقات وحدها، فبدونه لا أمل في تطوير التعليم على طريقة التابلت أو بغيرها.

لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر  google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا  وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا  

اقرأ أيضًا 

“المركزي للإحصاء” يدعو ذوي الإعاقة للمشاركة في المسح على مستوى الجمهورية

منتخب مصر لكرة السلة كراسي متحركة يشارك بكأس العالم 2022

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى