أنجيلا ميركل: لا يوجد علاج حتى الآن للكورونا ويجب اتباع إجراءات مشددة
ترجمة: يسرا عبد الله
ابتداءً من 4 مايو المقبل؛ سيتمكن طلاب بعض السنوات الدراسية من العودة إلى مدارسهم في ألمانيا. يشمل هذا القرار تلاميذ السنة الأخيرة في التعليم الابتدائي؛ حيث يتعين على هؤلاء تغيير مدارسهم والانتقال إلى مرحلة تعليمية أعلى في العام الدراسي الجديد.
ينطبق أيضًا هذا القرار على الطلاب الذين كان مقررًا تخرجهم في الجامعات هذا العام. وقد جرى تكليف وزراء التعليم والشئون الثقافية في جميع الولايات الاتحادية، باتخاذ المزيد من الخطوات بحلول 29 أبريل الجاري؛ حول كيفية استئناف الدروس في إطار الأخذ بجميع تدابير النظافة والحماية الخاصة.
كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد قالت في مؤتمر لها يوم الأربعاء الماضي (15 أبريل): إن النجاح الذي توصلنا إليه حتى الآن من جراء تطبيق الإجراءات لمكافحة انتشار ڨيروس كورونا.. ما هو إلا “نجاح مؤقت” ليس أكثر. أضافت: أن على الجميع الحرص على الالتزام بالتعليمات الصحية للوقاية من الإصابة بالڨيروس.
وشددت ميركل على ضروة التعايش مع الڨيروس مؤقتا ما دام لا توجد إلى الآن أدوية لعلاجه، وأيضا لا يوجد لقاح له. وتابعت: إنه لأجل السيطرة على هذا الوباء في أسرع وقت ممكن؛ فمن الضروري الاستمرار في التمسك بتعليمات الوقاية المتعارف عليها مثل:
– ارتداء الكمامات الطبية في المواصلات العامة وأثناء التسوق.
– الحفاظ على مسافة قرابة المترين بينك وبين الشخص الآخر.
– وتجنب ملامسة الوجه أو العينين.
– وغسل الأيدي باستمرار.
يأتي أيضًا من ضمن الإجراءات المهمة: اتخاذ تدابير وقائية خاصة للمجموعات والأماكن المُعـرَّضة أكثر للإصابة بخطر كورونا؛ لا سيما دور رعاية المسنين، وكذلك المرافق العامة، ودور رعاية المعاقين.
وتقضي الإجراءات الخاصة كذلك بإعادة فتح بعض المتاجر؛ شريطة ألا تقل مساحة المتجر عن 800م مع تجنب الازدحام والطوابير. وكذلك يمكن إعادة فتح متاجر السيارات والدراجات بالشروط نفسها.. مع استمرار غلق المطاعم والمقاهي والحانات إلا للمبيعات الخارجية فقط.
كما يُمكن للمكتبات أن تبدأ في استقبال زوارها القراء مرة أخرى.. مع استمرار حظر المناسبات والتجمعات الحاشدة؛ كمباريات كرة القدم، وإغلاق المتاحف والمسارح وقاعات الحفلات الموسيقية، وحدائق الحيوان ومراكز اللياقة البدنية.. حتي 31 أغسطس المقبل. كما أنه على المواطنين الامتناع عن الرحلات والزيارات الخاصة بين الأقارب.
وكان نائب المستشارة “أولاف شولز”؛ قد قال في المؤتمر الصحفي ذاته: إنه بعد التحادث مع رؤساء وزراء الولايات الاتحادية: “فإننا في طريقنا تجاه الوضع الطبيعي كلما أمكن”.
وأشار إلى أن تلك الإجراءات بشأن تخفيف القيود سيجري تطبيقها بشكل متباين في الولايات الاتحادية المختلفة؛ لكن ستستثنى منها ولاية بافاريا (التي تقع في جنوب شرق ألمانيا)؛ وذلك لارتفاع أعداد المصابين بها.. حيث بلغ إجمالي الإصابات بها 34664 إصابة.
من جانبه؛ أكد رئيس بلدية برلين “مايكل مولر” التزامه بالقرارات؛ معربًا عن تقديره لجهود الدولة في تخفيف الإجراءات بشكل تدريجي. ومحذرًا من أن سرعة فك الحظر لن تكون في صالح أحد.
ومن المقرر أن يقوم المستشار الاتحادي ورؤساء حكومات الولايات الاتحادية؛ بإعادة تقييم جديدة لعملية العدوى، وللوضعين: الاقتصادي والاجتماعي في ألمانيا في 30 أبريل الجاري. وفي ضوء ذلك؛ يمكن اتخاذ مزيدٍ من الإجراءات.
كان “لوتار فيلر” رئيس معهد روبرت كوخ (المؤسسة المَعْنية بالأمراض المُعْدِية وغير المعروفة) أكد في تصريحات له على أن الإجراءات التي جرى اتخاذها حتى الآن قد نجحت. وقد استقرت أرقام المصابين عند مستوى مرتفع نسبيا، ولا يوجد حتى الآن اتجاه واضح نحو التباطؤ.
وتابع: لذلك فمن المهم الحفاظ على التدابير السلوكية المتخذة؛ حيث إن الإصابات التي يجري الإبلاغ عنها يوميا هي أقل بكثير مما كان عليه الحال في بداية أبريل الجاري؛ حيث كان يجري اكتشاف أكثر من 5000 إصابة في اليوم الواحد.. في بعض الأحيان!
جدير بالذكر أن إجمالي عدد الإصابات في ألمانيا بلغ حتى الآن 131426 حالة؛ وبلغ عدد الوفيات 3553 حالة وفاة.. في حين ارتفعت حالات الشفاء إلى 72600 حالة متعافية. وكانت الطريقة المُثلى التي اتبعتها ألمانيا لمجابهة وباء كورونا هي: الفحص المبكر والسريع لأكبر عدد من المواطنين المحتملة إصابتهم، وتحديد المشتبه فيهم بدقة؛ ثم عزلهم فورًا.
وكان تقدير الأطباء الألمان أنه كلما فَحصتَ أكثر؛ فسيكون عدد الحالات المصابة أكبر بالتأكيد.. لكنهم مع ذلك سيتمكنون من حصر الڨيروس والقضاء عليه بسرعة. وأجرت ألمانيا إلى الآن فحصًا لقرابة ١٥ ألف شخص من بين كل مليون نسمة؛ وهي بذلك تعد أكثر الدول الأوربية فحصًا لمواطنيها.. حيث تمكنت من فحص ٢.٣% من عدد سكانها.
