كتبت ــ زينب زهران
“البسمة سبيل الأمل”.. مبدأ صار على نهجه أنس سعد حسن، صاحب السبعة أعوام.
ليكون شعارًا له بعدما ولد مصابًا بمرض الصلب المشقوق، وبات أسير الكرسي المتحرك.
لاحق لقب القائد الصغير “أنس” عقب مشاركته حياته اليومية على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك.
إذ أصبح بالنسبة لأقرانه ومتابعيه نبراسًا للأمل، وملاذًا من الإحباط، ومقاتلًا في وجه نظرات يأس العامة لذوي القدرات الخاصة.
تاريخ مرير من الألم.. رحلة “أنس” مع مرض الصلب المشقوق
“أخبرنا الطبيب أنه سيظل جليس كرسيه المتحرك طوال عمره”.
وقعت هذه الكلمات كالصاعقة على قلب بسمة هشام، ذات السبعة والعشرين عامًا.
والدة “أنس”، بعد أن جابت به العيادات والمستشفيات بغية علاجه.
قالت بسمة، لـ “نساعد”، إن المرض الذي ولد به طفلها، هو الصلب المشقوق ويصيب الأنبوب العصبي بالعامود الفقري.
مصنف ضم الأمراض العصبية التي تظهر عند الولادة، وله عدة أنواع أخطرها النخاعي السحائي.
وهو ما يقتل الإحساس بالقدمين، ويظهر على هيئة كيس من سوائل الحبل الشوكي والأعصاب في ظهر الطفل.
وكانت هذه أول العلامات التي وجدتها.
تابعت:” إن حالة أنس كانت صعبة للغاية، لأن الأطباء اكتشفوا تراكم السوائل في تجويف الدماغ.
إذ تدفق السائل الدماغي النخاعي عبر البطينات، ما عرض أنسجة الدماغ للتلف، فأجريت لـه عمليتان جراحيتان في عامه الأول”.
لتدخل بسمة وطفلها مرحلة العلاج الطبيعي، لكنهما لم يستمرا فيها طويلًا؛ لأمرين:
الأول هو عدم وجود تحسن في حالة “أنس” الصحية، والثاني هو تعذر توفير نفقات العلاج الطبيعي بشكل دائم.
بسمة وأنس يخوضان تحديًا جديدًا
“لن أتركه ليذبل على الكرسي”، هدف قصدته بسمة محاولة توفير حياة طبيعية مليئة بالإبداع لطفلها القعيد.
وأضافت الأم أنها قررت إلحاقه بإحدى مدارس الدمج لمتابعة حياته العلمية بشكل سليم، وأهتمت بتوفير كل عوامل النجاح له.
أوضحت، أن الاشتباك مع هوايات الطفل كان هدفها الثاني، طالما أحب “أنس” البيانو مذ نعومة أظافره.
فألحقته بإحدى مدارس الموسيقي، ليبرع في العرف، إلا أن جائحة كورونا أوقفت النشاط الفني.
أخبرها أحد الأطباء أن الرياضة مفيدة جدًا لتقوية عظامه، شعرت “هشام” بانجذاب طفلها للمارثونات.
وظهر ذلك جليًا خلال مطالبته المشاركة في مارثون الشيخ زايد، وحصوله على شهادة تقدير، معقبه:” لن أنسى نظرته وسعادته بتحقيق هذا النجاح”.
“تنس الطاولة والسباحة”، كانت هذه الأهداف الجديدة لصاحب الصلب المشقوق.
والتي حققها حتى جال بخاطره أمنية الالتحاق بفريق السباحة البارالمبية التابع للقلعة الحمراء.
ليحلق معه عاليًا كالنسر، معلقًا:” نفسي ألعب في النادي الأهلي”.
لحظات اليأس تُهدم أمام ابتسامة القائد الصغير
“هو أنا ليه مش زي باقي الأطفال؟”.. سهم دائم يمرره “أنس” بين فترة وأخرى على قلب والدته.
والتي كانت تجد راحتها في البكاء والهروب، حتى وجدت الإجابة المناسبة وأخذت ترددها على أذنيه كل حين.
وهي ” مفيش حاجة بتفرقك عن الأطفال غير رجلك والكرسي هو رجلك فأنت زيهم وأحسن منهم”.
وجهت بسمة النصيحة لكل أمهات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بضرورة تكرار كلمات الأمل والثقة بالنفس على مسامعهم.
لضخ طاقة مواجهة المجتمع والحياة بداخلهم، مؤكده أن طفلها يستجيب لتلك الكلمات ويقابلها دائمًا بابتسامة وتفاؤل كبير، خاتمه: “الإعاقة سبيل النجاح.. والكرسي وسيلته”.
متابعة أخبار موقع نساعد عبر google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا
اقرأ أيضًا
أشرف مرعي يطالب مؤسسات الدولة إيلاء قضايا ذوي الهمم الأولوية
رضا عبد السلام باليوم العالمي للإعاقة: يجب حصول ذوي الاحتياجات على حقوقهم