إسلام عزام يكتب .. الحكومة تدير أزمة كورونا بطريقة النوم في العسل
لم يمهل القدر الراحل وحيد حامد الوقت الكافي ليشاهد طريقة إدارة أزمة كورونا على طريقة سيناريو فيلمه الشهير النوم في العسل.
في واحد من أشهر أفلامه يسلط وحيد حامد الضوء على فكرة التعتيم على الأخبار.
أحدهم قرر إعادة الفيلم المُنتج عام 1996، على أرض الواقع عام 2021.
يرفض وزير الصحة في الفيلم الاستماع لتحريات رئيس مباحث العاصمة. بينما ترفض وزيرة الصحة الاستماع إلى كل وأي شخص.
المملكة المتحدة تعداد سكانها 65 مليون نسمة، وتجري يوميًا نصف مليون تحليل لحالات كورونا، تُظهر أكثر من 50 ألف مصاب يوميًا.
مصر تعداد سكانها يتخطى 100 مليون نسمة، وتجري حوالي 4000 مسحة يوميًا، والحالات تتخطى الألف.
يُصر البيان اليومي على تضمين جملة ضمن إجراءات الرصد والتقصي التي تجريها وزارة الصحة. بينما تظهر الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي، لتكشف المستور.
أحد الفيديوهات المنتشرة في الفترة الأخيرة، يبين تواجد مريض أمام مستشفى 15 مايو النموذجي الموجود بالمجاورة الأولى للمدينة.
المريض مُحول بسيارة إسعاف، وترفض المستشفى استقباله!
وينتهي الفيديو بجملة صادمة لسيدة في الأغلب من أقارب المريض، تؤكد فيها أنها استعانت بضابط ليجد لها مكان في المستشفى التي أوصدت أبوابها في منتصف الليل أمام مريض!
احتياج “الواسطة” لدخول المستشفيات لم يكن الشكوى الوحيدة. فيديوهات نفاذ الأكسجين من مستشفيات العزل بغرف الرعاية المركزة صادمة.
صوت الاستغاثة لوفاة المرضى بالعناية المركزة مرعب، الممرضة الجالسة على الأرض وإحساس العجز مُهين لأي مسؤول لدية أدنى قدر من تحمل المسؤولية!
النائب العام أصدر بيانًا للتحقيق في واقعة نفاذ الأوكسجين من مستشفى زفتى العام بمحافظة الغربية. الأمر نفسه تكرر في مستشفى الحسينية بمحافظة الشرقية.
غضب ما، سينتقل للمتابعين للوهلة الأولى لأزمة كورونا مع زيادة حالات الإصابة.
لكن الأجدر بالغضب من سمح بتفاقم الأزمة، إلى حد وصل إلى تحويل غرف الأطباء في مستشفيات العزل لحجز المرضى.
بالإضافة إلى تجاهل تام لمطالب الأطباء، بتطبيق أحكام القانون رقم 16 لسنة 2018، على كل من يصاب أو يتوفى من الفريق الطبي بسبب العدوى.
التجاهل لم يقف على هذا المطلب بل طالبت نقابة الأطباء تعديل سبب الوفاة المدون بشكل ثابت في شهادة الوفاة لشهداء كورونا من الأطباء، وهو أن الوفاة ناتجة عن التهاب رئوي حاد دون الإشارة إلى كورونا كسبب.
وطلب التعديل منطقي، دون الإشارة إلى سبب الوفاة بكورونا لا يتمكن أهل الطبيب من صرف مستحقاته كإصابة عمل.
وزارة الصحة تصمم أنها استفادت من مواجهة الفيروس خلال العام الفائت. بينما التخبط الإداري يصل إلى عدم توقع نفاذ الأكسجين في مستشفيات مخصص لعزل حالات كورونا بمحافظتين مختلفتين.
تشى أزمة كورونا بما لا يمكن تحمله، بيانات الحكومة عن احتواء التضخم تكشفها جولة في الأسواق.
عدد الأسر التي لا يكفي مصدر دخلها لاحتياجاتها أكثر من 33%، 73.5% من المشتغلين في مصر انخفض دخلهم بسبب انتشار فيروس كورونا. بحسب أرقام الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.
الأزمة الاقتصادية ترتفع معها معدلات الجريمة، وتزيد معدلات الطلاق. هذه آثار اجتماعية لم تفكر الحكومة فيها، في ظل إدارة مرتبكة وفي أحسن الأحوال متأخرة في اتخاذ القرار وتوقيت تطبيقه.
قرارات الحكومة المُهملة أكثر من المُطبقة وأخرها قرار تخفيض العاملين في الجهات والمصالح الحكومية.
أدمن الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء، يكتفي بتعليق “شكرًا لتفاعلكم” على التعليقات الإيجابية. ويتجاهل تمامًا جل الشكاوى، أو يكتفي بطلب إرسال الشكوى عبر منصة الشكاوى الموحدة.
أحدًا لم يفكر لماذا لم تعمل مستشفى العزل العملاقة المُقامة في أرض المعارض حتى الآن. فضلًا عن استبعاد مستشفيات جهات بعينها في سابقة لم تحدث في أي دولة بالعالم.
بحسب دراسات موثقة يتعرض 15% من المتعافين لأعراض جانية تستمر إلى أربع أسابيع وأكثر. لم تحدد وربما لم تنتبه أصلًا وزارة الصحة لمعالجة هذا الأمر.
في مايو الفائت أكد الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي، أن مصر ستصل إلى صفر حالة كورونا في شهر يوليو. أرقام شهر يوليو لا تزال موجودة، ومعها الخلاف حول نسب الوفيات.
في اجتماع الحكومة الأسبوعي، أكدت وزارة التعليم العالي على تأجيل الامتحانات بعد نهاية إجازة نصف العام.
وخرج أمس متحدث الوزارة ليكشف عن مقترح جديد، بدمج امتحانات الفصلين الدراسين معًا في حالة زيادة حالات الإصابة.
ماذا حدث من عصر الخميس الفائت، لمساء السبت حتى ترتبك وزارة التعليم العالي إلى هذا الحد؟
لم يحاول وزير الشباب أو شخص ما في الحكومة، إيقاف تنظيم كأس العالم في مصر. لم ينتبه أحد إلى خطورة استقبال الوفود الأجنبية في النصف الثاني من يناير، أكثر أوقات الشتاء في مصر!
الاتحاد الدولي لكرة القدم ألغى كأس العالم للشباب والناشئين. ما المانع بطلب تأجيل البطولة، في ظرف كتلك، وحائجة عالمية كهذه؟
الموقف لا يحتمل طريقة إدارة الحكومة للأزمة على طريقة الراحل وحيد حامد بفيلم النوم في العسل.
المشهد الأخير في الفيلم يُلخص الأزمة، حصار الإعلام وتقويض أدواته سيدفع الجمهور لوسائل التواصل الاجتماعي. وتجاهل الشكاوى وأعداد الوفيات، وغياب الحلول سيفجر الوضع في وجه الجميع.
متابعة أخبار موقع نساعد عبر google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا
اقرأ أيضًا
حق الموظفين ذوي الإعاقة وأولياء أمور أصحاب الهمم في إجازة كورونا (مستند)
أخر أخبار كورونا .. وزيرة الصحة تواصل التصريحات وتكشف موقف اللقاحات والإصابات