الأخبارسلايدر

الأزهر: الإسلام حفظ حقوق ذوي الهمم وجعلهم من نسيج المجتمع

 

قال الدكتور خالد سالم، مدير إدارة الفتاوى الهاتفية والنصية بمركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية،إن هناك اهتماما بذوي الهمم الذين أصبحوا يعيشون العصر الذهبى لهم فى عهده حتى انتشرت مقولة: «ذوى الهمة أصبحوا على القمة».

 

وقد اهتم الإسلام بذوي الهمم اهتماما بالغا، وجعلهم جزءا مهما فى المجتمع الإسلامي، ولم يهملهم أو ينظر لهم نظرة تقليل من شأنهم، وعبر عصوره المختلفة أولاهم اهتماما كبيرا، وحث أبناءه على احتضانهم والرفع من شأنهم، وحماية حقوقهم، ووعد بالثواب العظيم لمن يساعدهم.

وأضاف: ومن نماذج ذلك: أن سيدنا عمر بن الخطاب -رضى الله عنه-  قد أعطى لهم راتبا ثابتا من بيت المال، وأمر سيدنا عمر بن عبد العزيز بإحصاء عددهم؛ ليعطوا حقوقهم، وبنيت لهم المستشفيات، وأسست لهم الدواوين، وتبارى الملوك والسلاطين فى خدمتهم، ونشط العلماء للكتابة عنهم، وشعر الناس بواجبهم تجاههم؛ فتنافسوا للوقوف بجانبهم؛ حتى أصبح الزمن أحب إلى أهله من الصحيح.

دمج ذوي الهمم 

ويضيف د. خالد أن القرآن الكريم به آيات كثيرة لتنظيم شئونهم، ومن ذلك: التأكيد على رفع الحرج والمشقة عنهم؛ وكذلك كانت السنة المطهرة عامرة بالمواقف المبهرة فى تعامل النبى صلى الله عليه وسلم معهم.

ويتجلى ذلك فى دمج ذوى الهمم وتفعيلا لدورهم فى المجتمع، فقد عين الرسول صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم على المدينة، فى غيابه، كما عينه مؤذنا لمسجده، ومعلما للقرآن الكريم؛ وترقى عبد الله بن مسعود – رضى الله عنه- أعلى المناصب، حتى أصبح حاكما للعراق؛ ومعاذ بن جبل الذى كان أميرا على اليمن، وأثنى النبى صلى الله عليه وسلم على علمه بالحلال والحرام.

ولم يكن شدة عرجه عائقا له بل كان ذا همة عالية؛ وعطاء بن أبى رباح الذى كان عمدة المفتين فى عصره، مع أنه كان أعور العين، أفطس الأنف، أعرج الرجل، أشل اليد، أقطع الأذن؛ بل وقد جعلت الشريعة الإسلامية العقل مناط التكليف، وحواس الإنسان إذا تعطلت رفع الله عنه الحرج؛ فلا يكلف بما هو متعلق بها من أحكام.

كما فى قوله سبحانه وتعالى: ﴿لا يكلف الله نفسا إلا وسعها﴾«البقرة:286»، فرفع الله الحـرج عن الأعمى فيما يتعلق بالتكليف الذى يشترط فيه البصر، وعن الأعرج كذلك بالنسبة لما يشترط فيه المشى وما يتعذر من الأفعال مع وجود العرج.

دور الأزهر لخدمة ذوي الهمم 

وعن دور الأزهر الشريف فى مساعدة تلك الفئات اجتماعيا وثقافيا يوضح د. خالد أن للأزهر الشريف دورا كبيرا فى رعاية ذوى الهمم فى كل قطاعاته، فالجامع الأزهر يحتضنهم فى كل أنشطته، وجامعة الأزهر فتحت لذوى الهمم أبوابها للتعليم.

ووفرت لهم السبل الحديثة لتيسير العملية التعليمية لهم، ودعمتهم ماديا ومعنويا؛ ويسعى الأزهر الشريف لاكتشاف الطلاب الموهوبين من ذوى الهمم لدعمهم وتوفير كل الاحتياجات اللازمة لهم.

كما قام مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية بالعديد من الحملات التوعوية لتعريف الناس بحقوقهم وتحفيزهم لأرقى طرق التعامل معهم، إيمانا من الأزهر الشريف أنهم يستحقون المكانة العالية فى المجتمع، فأنتج المركز عدة أعمال فى شكل فيديوهات عبارة عن رسائل قصيرة.

وتحدث فى مشروعه التثقيفى (حكاية كتاب) عن الرافعى الذى كان من ذوى الهمم، ومشروع قدوة، والاحتفاء بهم فى يومهم ونشر مقالات عن مستخدمى لغة برايل.. كل هذا وغيره من الأزهر الشريف بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر، د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذى وجه بتوفير الرعاية الكاملة لذوي الهمم؛ تنفيذا لخطة الدولة فى التنمية المستدامة، والتى أولت ذوى الهمم اهتماما كبيرا فى استراتيجيتها.

لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر  google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا  وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا  

اقرأ أيضًا 

مجلس الوزراء: تركيب أطراف صناعية لـ103 حالات من ذوي الهمم

زكي: دمج ذوي الإعاقة جزء من استراتيجيات التنمية المستدامة

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى