سلايدر

الأسباب وطرق العلاج .. كل ما يجب أن تعرفه عن ضعف الانتباه

 

كتب: رامي محمد 

كثير من المدرسين يرجعون سبب فشل طلابهم في فهم المادة الدراسية، وعدم فهمها وتحصيلها جيدا، إلى “قلة الانتباه”، وقلة فقط منهم يدركون مفهوم هذا المصطلح، كونه يعبر عن عملية معرفية يصعب ملاحظتها بشكل مباشر، وإنما نرى أثرها على تحصيل الطالب، وهو ما يسمى بالصعوبات الخاصة بالانتباه، وهو عنوان الفصل الرابع من كتاب “أساسيات صعوبات التعلم”، للكاتب جمال مثقال القاسم الصادر عن دار نشر صفاء للنشر والتوزيع.

وهنا يعرف الكاتب “الانتباه”: بأنه قدرة الفرد على اختيار مثير محدد والاستمرار في التركيز عليه للمدة التي يتطلبها هذا المثير، وأن العجز في الانتباه يعني عدم قدرة الفرد على التركيز على هذا المثير لفترة محدده، ويرجع ذلك، أما لنشاط حركي زائد، أو أن الطفل لديه صعوبات خاصة في الانتباه.

وهنا يجب أن نركز على أن الانتباه يقترن بالإدراك وهي الخطوة الأولى على نحو اتصال الفرد بالبيئة ومثيراتها، وأن “الانتباه والإدراك” الأساس الذي تقوم عليه سائر العمليات العقلية، ولولاهما ما استطاع الفرد أن يعي شيء أو يتعلم، فالانتباه هو مفتاح التعلم والفهم والتركيز، ويعتمد على تركيز النظر، أو الإصغاء الواعي وتركيز أي حاسة أخري باتجاه مثير معين.

وحدد الكاتب الصعوبات الخاصة بالانتباه: بأن هناك تصنيفان للعجز في الانتباه أحدهما نفسي والأخر طبي، أما الأخير، فيتعلق بالأطفال الذين يعانون من إصابات مخيه، كالنشاط الزائد وفرط الحركة، أو التشتت في التركيز، مع عدم القدرة على الاستجابة للمثيرات الداخلية والخارجية، أو الاحتفاظ بالاستجابة بشكل غير مناسب، أو تكرار سلوكيات غير مناسبة.

أما تصنيف الطب النفسي للعجز الانتباه: ووفقا للكتاب فإن جمعية الطب النفسي الأمريكية وضعت نمطين من أنماط العجز في الانتباه.

الأول: “العجز المصحوب بالحركة الزائدة”، ويتم تحديده بالفشل في الانتهاء من المهمات التي بدأها، وغالبًا ما يبدو على الطفل عدم الانتباه، والتشتت بسهولة، مع المعانة من صعوبة في التركيز على المهمات الدراسية أو المهمات الأخرى التي تتطلب الابقاء على عملية الانتباه.

ويتم معرفة ذلك بتوصيف علمي يطلق عليه “الاندفاعية”، وهو أن يقوم بالتصرف قبل التفكير، وينتقل من نشاط لآخر بسرعة كبيرة، ويعاني من صعوبة في تنظيم عمله، كما يحتاج إلى مزيدًا من الإشراف.

ويعرف بالصراخ باستمرار في الفصل، مع الصعوبة في الانتظار وأخذ دوره في الألعاب والأنشطة الاجتماعية والمدرسية، كما يحوم حول الأشياء، ولا يلتزم بالهدوء، والبقاء في وضع الجلوس، مع الحركة بشكل زائد خلال نومه.

الثاني: العجز الغير مصحوب بحركة زائدة، لا يختلف في وصفه عما سبق، فيما عدا السلوكيات المصحوبة بنشاط زائد، والإصابة هنا تكون بسيطة ويمكن التغلب عليها بسهولة.

ووضع الكاتب الروشتة اللازمة للمعلم، وأولياء الأمور لكيفية التغلب على صعوبات الانتباه للأطفال والطلاب.

حيث أن المهارات التي يتعلمها الأطفال في المدارس ومتابعتها في المنزل، مثل القراءة، والكتابة، والتهجئة، وتعلم المفاهيم والسلوك الاجتماعي، جميعها تتطلب منهم إدراك المثيرات السمعية والبصرية والحسية، من أجل القيام بالمهارات المعرفية اللازمة لما سبق، والاستجابة لها اما لفظيا أو حركيا، وعليه فإن الانتباه هو أحد المهمات الرئيسية لتعلم جميع المهارات المدرسية السابقة، لأن التركيز على المهارة سمعيا أو بصريا أو لمسيا، يسهل ويسرع من عملية الإدراك وبالتالي تعلم المهارة أو المهمة.

ويقع على عاتق المعلم أن يلجأ إلى الأساليب التي تجلب انتباه الطالب وتدفعه إلى التركيز على المهارات التعليمة المطلوبة، ويمكن أن يلجأ إلى الأساليب التالية

أولا: “اختيار المثير”، وذلك بأن يقوم المعلم بتقديم المثير التعليمي بشكل مباشر، وأن يبعد المثيرات غير ذات العلاقة.

ثانيا: “مدة استمرار المثير للانتباه”، إنجاز مهمة تعليمية يتوجب من الطالب أن يستمر بالانتباه والتركيز لفترة حتى انتهاء تلك المهمة، وأن الانتباه الضروري لإتقان أي مهارة، لابد أن تعتمد على تقديم المهمات بطريقة سهلة وقريبة من مستوى الطالب، ومراعاة حالة إرهاق الطفل.

ثالثا: “نقل الانتباه من مهمة إلى أخري”، إن عدم القدرة على الانتقال من مهمة لأخرى، أثناء تعلم المهارات، يجعل منه عاجز عن الاستمرار بها، أو حتى إدراكها بشكل كلي ومنطقي.

وقدم الكاتب مجموعة من الإرشادات للمعلم لتحسين انتباه الطفل وزيادة قدرته على التركيز، ومنها توجيه انتباه الطالب نحو المثيرات ذات العلاقة بالمهمة التعليمية، و إخباره بأهم المثيرات التي يجب الانتباه إليها، مع التقليل من عدد المثيرات، واستخدام المثيرات والخبرات الجديدة، وغير المألوفة لجذب الانتباه، وتوظيف أسلوب اللمس والحركة لزيادة الانتباه، وعرض المواد على شكل مجموعات متجانسة، والاعتماد على المعاني والخبرات السابقة التي يسهل معها لفت الانتباه.

 

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى